الطوب والحجارة وسيلة المتظاهرين للاشتباك مع قوات الامن عاشت الأسكندرية ليلة عصيبة من القلق والاضطراب حتي الساعات الأولي من فجر أمس. أصيب بعض مناطق الثغر بالشلل المروري بسبب قطاع المتظاهرين طريقي الكورنيش وابو قير الرئيسين وهما شريان المدينة من شرقها لغربها. في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات بمحيط المجلس الشعبي المحلي والذي يتخذ حاليا مقرا للمحافظة وسمعت هناك أصواتا ودويا لطلقات نارية في سماء المنطقة. كما شهدت شوارع صفية زغلول وفؤاد والشوارع المحيطة بها اشتباكات اضطر معها اصحاب المحلات لاغلاقها وسط حالة من الرعب انتابت سكان تلك المناطق بعد انقطاع التيار الكهربائي. اصيب في الاشتباكات 11 تم نقلهم للمستشفيات للعلاج..وقد شكل المواطنون عددا من اللجان الشعبية لحماية بعض المناطق الحيوية وقصر المجوهرات الملكية المجاور لمقر استراحة المحافظة..وقد بدأت الاشتباكات بمحيط المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الاسكندرية ، وحدثت حالة من الشلل المروري بعد أن تم قطع طريقي الكورنيش وأبو قير واللذان يعتبران شريان المدينة الذي يربط شرقها بوسط المدينة قضي أهالي المدينة ليلتهم وتجمع مئات المتظاهرين مجهولي الهُوية وخرجوا في مسيرة لمقر المجلس الشعبي المحلي بالاسكندرية لتبدأ الاشتباكت بمجرد وصولهم بين أهالي منطقة كوم الدكة والمتظاهرين فيما اكتفت قوات الامن بتأمين مقر المجلس . وتبادل طرفا الاشتباكات الطوب والحجارة بالاضافة الي الاسلحة البيضاء فيما قال شهود عيان انهم سمعوا دوي طلقات نار في سماء المنطقة وتقدمت قوات الامن بالقرب من الاشتباكات التي انتقلت من محيط المجلس المحلي لتصل الي شارع صفية زغلول والشوارع المحيطة لتقف بتقاطع شارع فؤاد مع شارع صفية زغلول . وقامت بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين فيما تم انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من شارع صفية زغلول .. واضطر أصحاب المحال التجارية بوسط المدينة الي إغلاق محالهم وسط حالة من الرعب بين سكان المنطقة بعد امتداد الاشتباكات في الشوارع الجانبية ..وفي منطقة سيدي جابر تحرك مئات النشطاء السياسيين بينهم حركتي كفاية و6 ابريل في مسيرة احتجاجية. اتجهت الي طريق الكورنيش عبر شارع المشير احمد إسماعيل لتقوم بعد ذلك مجموعات بقطع الطريق بالقرب من كوبري ستانلي فيما واصل آخرون زحفهم الي مقر استراحة محافظ الاسكندرية بمنطقة جليم . وأصيبت المدينة بحالة من الشلل المروري التام بعد قطع الطريق لأكثر من ثلاث ساعات حيث تجمع الآلاف من المواطنين بمنطقة وسط المدينة بعد انقطاع وسائل المواصلات بشكل كامل ..وقال المتظاهرون أنهم لجأوا الي قطع الطريق كإجراء تصعيدي بعد تجاهل المسئولين عن تحقيق مطالبهم التي تتمثل في استكمال باقي مطالب الثورة التي يروا أنها لم تكتمل أو لم تتحقق ..ومن جانبهم عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من الاختناق المروري الذي أصاب المواطنين بحالة من الضيق بعد تعطلهم لأكثر من 4 ساعات .وأمام مقر استراحة محافظ الاسكندرية حيث تجمع المئات من الشباب بمحيط المقر ،مرددين الهتافات المناوئة لجماعة الاخوان والمطالبة بتحقيق مطالبهم .وشكل عدد من المواطنين لجان شعبية حول قصر المجوهرات الملكية المجاور لمقر استراحة المحافظة وذلك خشية من اقتحامه ..وتوجه المتظاهرون بعد ذلك لشارع أبو قير بالقرب من مبني الاذاعة والتليفزيون بالاسكندرية ليقطعوا طريق ابو قير مرة أخري مما أصاب المنطقة بحالة من الشلل المروري واضطرار السيارات الي تحويل مسارها مرة أخري الي طريق الكورينش. من جهة أخري واصلت نيابة شرق الإسكندرية التحقيقات لليوم الثاني مع 22 متهماً ثم القبض عليهم في أحداث الاشتباكات العنيفة في محيط المجلس المحلي " المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية بمنطقة كوم الدكة وسط المدينة.. وأمرت باستعجال تحريات المباحث الجنائية حول التهم المسندة للمتهمين ودور كل منهم بالتحديد.. ويواجه المتهمون المحبوسون تهم الاعتداء علي موظفين عموميين "رجال الشرطة" ومقاومة السلطات والاعتداء علي منشآت عامة.. وعلمت "الأخبار" أن التحقيقات تمت بعيداً عن مجمع المحاكم والنيابات حيث تعذر نقل المتهمين إلي المجمع تحسباً من تعرضه لمحاولات اقتحام من مسيرات المحتجين التي قطعت شوارع وسط المدينة مساء أول أمس.. بينما أعلنت عدة قوي سياسية بالإسكندرية أمس عن استكمال تظاهرها بميدان القائد إبراهيم بوسط المحافظة للمطالبة بإسقاط النظام ومحاسبته علي سقوط عشرات الضحايا من الشباب خلال تظاهرات الذكري الثانية لثورة 52 يناير .. فيما دعت عدد من القوي الثورية الأخري ومن بينها الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير " لازم" جموع أهالي الإسكندرية إلي الخروج في مسيرات من ميدان القائد إبراهيم وفيكتوريا ، يوم الاثنين ، لإحياء ذكري سقوط 48 شهيداً في جمعة الغضب 1102 في تظاهرات أسمتها " اثنين الشهداء"..وفي السياق نفسه دعا عدد من النشطاء السياسيين بالإسكندرية الي إعادة نزول اللجان الشعبية لشوارع المحافظة لتأمين المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة خلال التظاهرات التي تشهدها المحافظة ويستغلها بعض مثيري الشعب في ارتكاب أعمال سرقة ونهب وتخريب.