الرئيس مرسى مع وزير الثقافة والناشرين بعد افتتاح معرض الكتاب أمس أعلن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أنه سيتم الانتهاء من انتخاب مجلس النواب الجديد خلال فترة لن تتجاوز الأربعة اشهر بحيث يتولي مهامه التشريعية التي أقرها الدستور الجديد بالتعاون مع مجلس الشوري الذي يستولي هذه المعهمة حاليا .. لافتا الي ان هناك حزمة كبيرة من التشريعات التي سيتم تعديلها خلال الفترة القادمة والتي سيكون علي رأسها قانون النشر الذي لم يتغير منذ صدوره في الثلاثينيات من القرن الماضي ولم يعد مناسبا للمقتضيات التي فرضتها مستجدات العصر . جاء ذلك في كلمته خلال اللقاء الذي عقده مع الناشرين المصريين والعرب عقب افتتااحه لفاعليات الدورة 44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب ونظيره الليبي الحبيب لامين حيث ان ليبيا هي ضيف الشرف لهذه الدورة من معرض الكتاب . قال الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية :" الناشرون يمثلون معلما اساسيا في نشأة ثقافة العصر ، وانتم فرسان هذه المرحلة " مشيرا إلي ان الدستور الجديد وما به من نصوص تتعلق بالحريات تتطلب تشريعا يحفظ تلك الحريات ،مضيفا :" مازلنا حتي الآن نعمل بقانون عام 1936 ولا بد من اجراء تعديلات علي هذا القانون ، ولا بد ان يكون من اولويات التشريع امام مجلس النواب المقبل سن القوانين التي تتيح حرية النشر والابداع. مناسبتان مهمتان وأضاف الرئيس :" يتزامن افتتاح المعرض مع مناسبتين غاليتين هما ذكري 25 يناير التي تستحق منا نشر ثقافتها ومحتواها ومحددات حركتها منذ انطلاقها حتي الآن ، لنحافظ علي سلميتها وأهدافها ، فالثقافة والمعرفة والرأي والرأي الآخر هم الوعاء الحامل لمعاني هذه الثورة ، اما المناسبة الثانية فتزامن المعرض مع ذكري المولد النبوي التي تحمل معاني كثيرة في مقدمتها بعد الاعتقاد ، الحوار لأن الدين في الأصل يقوم علي الحوار ، فكيف نقل النبي صلي الله عليه وسلم ما انزل عليه واصحابه بعد ذلك ماعندهم الي الناس ليقنعوا البشرية به دون اكراه ". ووصف الرئيس اختيار عنوان المعرض هذا العام بالجيد قائلا :" قد يوحي عنوان المعرض هذا العام "حوار لا صدام " بوجود صدام وهذا غير صحيح ولكن نحن لدينا رؤي وتصورات كثيرة لكيفية العبور بهذه المرحلة ، فنحن بهذا التنوع اقوي من ذي قبل " ، معتبرا اختيار ليبيا كضيف شرف للمعرض له مدلول ومعني مهم قائلا :" ثورات الربيع العربي تمثل معلما من معالم الارادة والنهضة ورغبة الشعوب في الحرية ، واختيار ليبيا ضيف شرف فهو اختيار جيد لأنها عانت قهرا غير مسبوق من قبل أوضح الرئيس :" ان الثورة التكنولوجية الهائلة أحدثت طفرة وقفزة في مجال النشر ، ورغم المساوئ التي شهدها مجال النشر خلال الفترة الماضية إلا أنه مازال يمثل حجر الزاوية والعمود الفقري لنشر المعرفة في كل مجالاتها ". أضاف الرئيس أمام الناشرين :" مسئوليتكم عظيمة في هذه المرحلة لأن توثيق الثورة وجمع المعلومات عنها وتحليلها وعمل ملاحم بوسائل نشر متعددة يعد مسئولية عليكم جميعا ، نريد توثيق ثورات الشعوب " ، مطالبا الناشرين بحفظ روح الثورة للاجيال المقبلة قائلا :" أصحاب الرأي هم من سيقودون الامة من تقدم لتقدم لتحدث النهضة في العلم التطبيقي ، وهم من سيدفعون الناس للبناء والتكامل وليس التشرذم والتناحر ". فرسان المرحلة ووصف الرئيس الناشرين بأنهم فرسان هذه المرحلة قائلا :" انتم فرسان هذه المرحلة ويجب أن ندرك جميعا اننا اذا لم نؤيد صناعة النشر والكتاب فسنتأخر واذا كان المحتوي ضخما والنقلة التي نأملها كبيرة فالتحديات ستكون كبيرة أيضا ، لأن هذا الجيل يحتاج منا ان نفهمه حتي لا تتخطفه الأيادي التي تسعي لتشتيه ". أضاف :" هذا الوطن كان سابقا بالخير في كل البلاد كانت مصر دائما دليلهم وهم يحبون ذلك لتحقيق التكامل معهم ، وصناعتكم كناشرين عظيمة لأن الاستثمار في عقول البشر أعلي درجات الاستثمار ، وان كان اعتري بعض الجلد الندبات فهو قادر علي ان يتعافي وينهض واصبح قادرا علي إزالة هذه الآثار من علي سطح جلده لتبرز طاقته الحقيقية من خلال النشر. وأوضح الرئيس أن دور الدولة مهما تعددت وسائل العلم والمعرفة يبقي هو الراعي الاساسي لدور النشر ، قائلا :" إذا لم تفهم الدولة هذا المعني في الاشراف والاحتضان والدعم لهذه المنظومة المعرفية المتكاملة " . وقال الرئيس :" هذه المناسبة عظيمة .. والمصريون منذ القدم أهل معرفة وثقافة وعلم واليوم نعود إلي عصر الانتاج والعمل ، فالذي يريد ان ينقل خبرا او خلقا او ثقافة او معني كيف سيفعل ان لم يكن بينه وبين غيره محاور و جسور التي ان غابت ستؤثر سلبا علي رسالته التي يود ان ينقلها ". وأوضح الرئيس ان من اولي الآيات التي نزلت في القرآن كانت بلغة الأمر " اقرأ" ولو لم نتعلم قراءة ما كتب الفراعنة لما فهمنا ثقافتهم ولم لم يكتبوا لما وصلنا تاريخهم ، مضيفا :" الله تعالي تعهد بحفظ القرآن الكريم وهو دليل علي اهمية حفظ المنقول من العلم. وزير الثقافة اكد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة ان الكتاب هو السفير الاول لمصر في العالم والمنطقة العربية منذ أكثر من قرن ونصف القرن وان المؤلفات المصرية أسهمت في تشكيل الوعي العربي كما شدد علي ان الكتاب المطبوع سيظل الأكثر جاذبية وشيوعا علي الرغم من المنافسة من جانب النشر الإلكتروني. وقال عرب ان هذا الحضور يعد رسالة قوية تؤكد الحرص علي دعم صناعة النشر التي عرفتها مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر مضيفا ان العالم يتطلع الي الثورة المصرية والي ان يختل الإبداع والفكر والثقافة مقدمة اهتمامات الدولة الجديدة بحيث توليمصر مزيدا من الرعاية للكتاب والمثقفين خلال الأعوام المقبلة مشيرا في هذا الصدد الي شيوع ثقافة القراءة بين الشباب بعد الثورة مضيفا : ما أحوجنا الآن لان نعتني بالثقافة باعتبارها الوسيلة المثلي لتشكيل وجدان الشعوب . وأوضح ان وزارة الثقافة بذلت جهدا كبيرا عندما أتاحت ثقافة النشر لكبار المبدعين الذين كانوا بمثابة سفراء للثقافة المصرية التي حظيت باحترام العالم اجمع . وطالب عرب اتحاد الناشرين العرب بتوسيع التعاون في مجالات الترجمة والنشر وكفالة حقوق الملكية الفكرية لحماية حقوق المؤلف كما دعا لتأسيس شركات عربية لتوزيع الكتاب لتحقيق حلم الوصول لكل قرية عربية . حوار مفتوح في ختام اللقاء دار حوار بين الرئيس مرسي والناشرين حول المشاكل والمعوقات التي تواجه صناعة النشر والكتاب في مصر والعالم العربي .. حيث طالب المهندس عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين الحكومة بان تخصص أراضي للناشرين خارج القاهرة بأسعار مناسبة لإقامة مدينة صناعية للنشر تضم مطابع ومؤسسات للتوزيع كما طالب بتطوير ارض المعارض وتوسعها لكي تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة بالعاصمة .. وعقب مرسي قائلا انه ليس هناك أي مشكلة لتنفيذ الاقتراح داعيا اتحاد الناشرين بتقديم دراسة وافية متكاملة حول مدينة النشر المقترحة .. وبالنسبة لأرض المعارض وعد الرئيس بتطويرها للتواكب العصر وتطورات صناعة النشر . كما طالب الناشرين بان يكون لقاء الرئيس بهم في كافة الدورات القادمة للمعرض ثابتا .. ووعدهم بتلبية هذا الطلب قائلا انا حريص علي ذلك كما أنني حريص علي لقاء الجناح الآخر لطائر المعرفة وهو المؤلف مشيرا الي انه سبق ان التقي مع المؤلفين والمبدعين والكتاب سبع مرات خلال ستة اشهر كما سيلتقي بهم لاحقا موضحا ان هذه اللقاءات ستتناول أسلوب دعم الدولة لصناعة المعرفة ولفت الرئيس مرسي الي أهمية التوسع في قطاع الترجمة في كافة مجالات العلوم خاصة التطبيقية وليس الإنسانية فقط وإتاحة الدوريات العلمية باللغة العربية للطلاب وراغبي العلم . كما طالب الناشرين بمعاملة الناشرين العرب المشاركين في معرض الكتاب معاملة الناشرين المصريين ووعد الرئيس بدراسة الاقتراح . وقام الرئيس بجولة في اجنحة المعرض المختلفة ، صاحبه فيها محمد صابر عرب وزير الثقافة والحبيب لامين وزير الثقافة الليبي الذي تعتبر بلاده ضيف شرف المعرض هذا العام ، حيث تفقد الرئيس أجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب وجناح القوات المسلحة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت واسبانيا وبعض الدول العربية والاجنبية المشاركة ، كما زار جناح دار التحرير للطبع والنشر ودار اخبار اليوم ومؤسسة الاهرام ..وتفقد الرئيس معرض الطفل ، وادار حوارا مع عدد من الاطفال .