عند زيارتي لماليزيا كان من الطبيعي أن تثيرني الأرقام العالية في حجم السياحة الوافدة إليها والتي بلغت 52 مليون سائح عام 2102 في دولة لا يتجاوز تعداد سكانها وفق آخر احصائية ال92 مليون نسمة. دفعني هذا إلي تقصي الامكانات والمقومات وراء هذا الانجاز. لقد تبين لي انه لا يوجد في ماليزيا سوي شهرتها كنمر اقتصادي أسيوي ومظاهر التقدم التي تمثل في شبكة الطرق الحديثة والمباني الشاهقة والبنية الأساسية في الكثير من مدنها وثراء الطبيعة الذي يتجلي في الخضرة غير العادية التي جعلت من كل مناطقها سهولا وجبالا في غابات رائعة الجمال تسر أعين الناظرين. زاد من دهشتي وتعجبي إدراكي بأن كل مظاهر التقدم باستثناء الطبيعة الإلهية لا يتجاوز عمرها الثلاثين عاما فقط. أمام هذه الحقائق وجدت نفسي أقارن بين كل هذه المعلومات وبين أحوالنا السياحية. هذا الأمر جعلني أتساءل عن الأسباب التي تعوق إمكانية أن نتساوي مع هذه الدولة ذات الغالبية المسلمة والتي لا يتجاوز تعداد سكانها ثلث عدد سكان مصر. وإذا أضفنا إلي ذلك ما نملكه من مقومات وامكانات وعوامل جذب متعددة كان ذلك مبررا لتزداد حسرتي علي وطني مصر وما كان يمكن أن يحققه في المجال السياحي الذي يجني الدخل القومي الماليزي من ورائه ما يزيد علي 02 مليار دولار سنويا وفق احصائية عام 2102. ورغم تنوع الناتج القومي الماليزي المحقق من الصناعة والتصدير والبترول فإن مساهمة الدخل السياحي في هذا الناتج تصل إلي 7٪ مع الأخذ في الاعتبار ما يستوعبه هذا النشاط من عمالة تصل إلي حوالي نصف حجم العمالة الماليزية. حققت ماليزيا النجاح السياحي الذي يتفوق علينا رغم ان ما تملكه من عوامل جذب لا يساوي شيئا إلي جانب ما لدي مصر. ان مصر إلي جانب ما تملكه من الطبيعة المتمثلة في شواطئ لا مثيل لها في أي مكان بالعالم ومناخ رائع وصحاري مميزة فإنها تنفرد دونا عن كل دول العالم بأنها متحف للحضارة والتراث الإنساني الذي يعود لآلاف السنين. إمعان النظر في هذا التعاون يعطي مؤشرا وفقا للمستجدات العالمية أن المتعة والتقدم والبيئة السياحية والأمن والاستقرار من أهم عوامل جذب السياح مضافا إليه عامل الجو الذي يشمل الانتقال البري. هذا الدافع يتجسد في جنسيات زوار ماليزيا الأساسيين وهم من سنغافورة التي كانت جزءا من دولة ماليزيا قبل استقلال كل منهما ويبلغ عدد سياحها الذين يترددون علي ماليزيا 5.31 مليون سائح لتأتي بعدها أندونيسيا ب2 مليون و051 ألف سائح ثم تايلاند ب5.1 مليون سائح ثم بروناي بمليون و052 ألف سائح ثم الصين بمليون و052 ألف سائح وغرب آسيا 396 ألف سائح واليابان 783 ألف سائح وفيتنام 263 ألف سائح وتايوان 683 ألف سائح وكوريا الجنوبية 362 ألف سائح واستراليا 855 ألف سائح، بالاضافة إلي ايران 041 ألف سائح والولايات المتحدة 612 ألف سائح وكندا 68 ألف سائح والسعودية 88 ألف سائح وفرنسا 821 ألف سائح وهولندا 44 ألف سائح وألمانيا 421 ألف سائح.. وللحديث بقية.