سيطر مقاتلون اسلاميون أمس علي قاعدة الشيخ سليمان العسكرية بأكملها في شمال غرب سوريا وذلك بعد اسابيع من المعارك العنيفة للسيطرة عليها". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان عناصر من "جبهة النصرة" التي يشتبه في صلتها بتنظيم القاعدة، ومجموعات مرتبطة بالجبهة سيطرت علي مقر القاعدة، التي تعد آخر موقع "محصن" للجيش النظامي غرب مدينة حلب، وهو ما يعزز سيطرة المجموعات المعارضة علي الشمال السوري، لا سيما الاسلاميين بينهم. وقال المرصد ان المعارضة المسلحة "تسجل بذلك تقدما نوعيا"، مشيرا الي ان الجيش "يتعرض لخسائر عسكرية فادحة"، الا انه اشار الي استمرار وجود "وحدات تابعة للجيش في القري المحيطة" بالشيخ سليمان وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة. وفي تسجيل مصور بثه ناشطون علي الانترنت تلا احد المسلحين ما أطلق عليه "بيان تحرير" قاعدة الشيخ سليمان قال فيه إنه تمت السيطرة علي كافة عتاد الفوج 111 ? مشيرا الي انه تم اسر العديد من الجنود وقتل الباقي منهم. وفي تسجيلات فيديو اخري ظهر مقاتلون يتقدمون في القاعدة الخالية رافعين علم الجهاد. وثكنة الفوج 111 التابع للجيش تقع علي بعد 12 كيلو مترا شمال غرب مدينة حلب وتعتبر القاعدة الممتدة علي مسافة نحو كيلومترين، آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة علي تماس مع محافظتي حلب وادلب تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة. وذكر مراسل وكالة فرانس برس كان في موقع الهجوم امس الأول ان عددا كبيرا من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة هم عرب او من القوقاز بقيادة رجل اوزبكي. في هذه الاثناء، شن الطيران السوري امس غارات علي عدة مناطق في ضواحي دمشق حيث وقعت أيضا اشتباكات. في الوقت نفسه، اعلنت وزارة الخارجية الالمانية امس طرد اربعة من موظفي السفارة السورية في برلين. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيلي في بيان ان القرار يعطي اشارة واضحة علي رغبة المانيا في خفض علاقاتها مع نظام الاسد الي الحد الادني. في سياق مختلف، قالت روسيا أمس إن التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج. وكرر بيان لوزارة الخارجية الروسية معارضة روسيا لتأييد الغرب للائتلاف الوطني السوري لقوي المعارضة والثورة الذي يمكن ان تعترف به الولاياتالمتحدة قريبا كممثل شرعي وحيد للشعب السوري. ويأتي ذلك قبل يومين من اجتماع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" غدا في مدينة مراكش المغربية، للمرة الأولي منذ توحيد المعارضة ضمن ائتلاف وطني واحد ويهدف اللقاء لدعم الائتلاف كممثل للشعب السوري أمام المجتمع الدولي لا سيما اذا ما نال اعتراف واشنطن الكامل به. وقال مسئولون في المغرب ان اللقاء سيناقش "نقطتين" رئيسيتين وهما "الدعم السياسي، والدعم "الإنساني" خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء. وتضم مجموعة اصدقاء الشعب السوري اكثر من مائة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية وكذلك ممثلون عن المعارضة السورية. في غضون ذلك، نفي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رسميا تواجد قوات خاصة فرنسية في سوريا، مشيرا الي ان القوات الفرنسية " ليست مستعدة للتدخل".واعتبر أمس الأول ان المعلومات حول احتمال لجوء النظام السوري الي الاسلحة الكيميائية يجب ان "تؤخذ علي محمل الجد" وستكون "فظاعة تضاف الي الفظائع". وقال فابيوس انه بينما لم تتأكد بوضوح المعلومات الخاصة بهذا الاحتمال إلا ان سوريا تملك اسلحة كيميائية، مشيرا الي انه يجري الحديث عن 31 موقعا وألف طن وعن غاز السارين وعناصر اخري خطيرة للغاية. في تطور اخر، حذر السفير الإسرائيلي لدي الولاياتالمتحدة مايكل أورين من ان نقل اسلحة كيميائية من سوريا الي حزب الله اللبناني سيشكل خطا احمر بالنسبة لاسرائيل وسيغير قواعد اللعبة.