[email protected] عادة لا نستمتع بالأغنيات من الوهلة الأولي.. لذلك لا بد من تكرار الاستماع مرات ومرات.. وهو ما فعلته مع الألبوم الجديد المفاجأة للرائعة فيروز الذي يحمل اسم عنوان هذا المقال.. إيه في أمل.. وبعد ساعات قليلة من الاستماع المكثف.. تأكدت من روعة الأغنيات التي أطلقتها سفيرتنا إلي نجوم الغناء في العالم.. أنا فيروزية الهوي.. عاشقة لصوت نسمة الهواء الطايرة الحالمة التي تأخذك بصوتها الناعم المتفرد إلي عوالم أخري.. تغير جلدك وتفتح أبواب الأمل إلي غد أكثر إشراقا.. ولعل العنوان الذي إختارته لألبومها جسد هذا المعني.. فيقف بك عند شط إسكندرية تارة.. ويصعد بك إلي جارة القمر تارة أخري..!.. غير أنني لا أتفهم بعض ردود الفعل السلبية التي رافقت صدور الألبوم الجديد..!! فيبدو أنه كما في الفكر هناك متشددون ومتزمتون هناك في الفن سمّيعة يرفضون مغادرة شرفات الماضي.. وسريعا ما قارنوا بين فيروز 2010.. وبين فيروز الستينيات والسبعينيات.. وهي مقارنة ظالمة بالتأكيد.. لأن ببساطة مساحة الزمن الفاصل شاسعة وكبيرة.. هذه حال الدنيا وليس حال فيروز فقط.. فقد رحل العبقريان عاصي ومنصور رحباني.. كما غادر الشعراء الذين نظموا الأبيات التي تغنت بها من أحبت بالصيف وبالشتاء.. وحلقت بعيدا كطائر الوروار!!.. لم يبق لدي فيروز من الملحنين اليوم سوي إبنها زياد.. وهو بلا شك آخر العنقود في المدرسة الرحبانية.. لكن زياد الرحباني.. غير والده عاصي.. وهو إبن عصره الحالي وموسيقاه تختلف عن نغمات وإيقاعات والده.. وكلماته بعيدة تماما عن كلمات عمه منصور.. فله لونه الخاص وجملته الموسيقية المختلفة التي تحمل مذاقا آخر.. فيروز كمطربة كبيرة.. لا يمكن أن تتوقف عند حدود الماضي.. إضافة إلي أن أجيالا جديدة ظهرت بعد جيل محبي صوتها التقليديين.. ومن حقهم عليها أن يستمتعوا بأغنياتها وينهلوا من نهر صوتها الملائكي.. فكان لابد أن تطل علينا من جديد بعد غياب طال سنوات من خلال العبقري زياد أو مجنون الموسيقي العصرية.. لكنه وهذا ما لاحظته في الألبوم الأخير.. ظل وفيا لتجربة والده وعمه.. فجمع بين التراثين وقدم توليفة فنية راقية تجذب الجيل الجديد.. وتبعث الحنين للسمّيعة القدامي!. ومن أروع أغنيات الألبوم أغنية.. الله كبير.. وقد شعرت أنها ترد علي من حاولوا منعها من إحياء حفلات الغناء في لبنان.. ولعلها إنتصرت في معركتها.. فيروز.. إن صوتك الحالم.. دائما يبعث الأمل في داخلنا.. فيروز.. كم أنت رائعة..!
