بالتأكيد ليست مسئولية الرئيس مرسي فهو لم يفعلها، ربما أيضا لم يعلم بها لكنها طريقتنا القديمة في صناعة الفرعون، وتحويل أي رئيس، أو مسئول الي طاغية، ففي قصر ثقافة بنها بمحافظة القليوبية »الذي تم تجديده مؤخرا« قام المسئولون بقصر الثقافة باستبدال اللوحة التذكارية للقصر وقت افتتاحه عام 1965 وكانت تحمل اسم الزعيم جمال عبد الناصر، بلوحة أخري تحمل عبارة »في عهد الرئيس محمد مرسي، قام كل من وزير الثقافة ومحافظ القليوبية بافتتاح قصر ثقافة بنها في أغسطس 2013«.. مسقطين بذلك التاريخ، المعني، سنوات التأسيس والبناء والعمل، في محاولة لإعادة صباغة التاريخ كما يشاءون، أو محاولة صياغة تاريخ جديد للرئيس مرسي، نفس المنهج والأسلوب الذي نتبعه دائما من رئيس إلي رئيس، تلك الآفة الفرعونية القديمة، يمحو الفرعون آثار الفرعون السابق عليه، أو يمحو مايدل عليه لينسب كل شيء الي نفسه وعهده.. تماما كما سبق وفعل السادات في النصب التذكاري للسد العالي، حيث وضع صورته فوق صورة عبد الناصر، في محاولة لاقتسام الانجاز أو السطو عليه.. بالتأكيد هي سرقة التاريخ، وتزييفه، وهي صناعة الفراعنة ، وتأليه الحكام والمسئولين، ذلك المنهج الذي تجاوزه »الاخوان المسلمون« بمهارة، أبدعوا في وسائله، وابتكروا في آلياته.