كنت أتمني ان افرغ آلامي واحزاني هذا الاسبوع مع أطفال المدينة الباسلة التي تحملت فوق طاقة البشر منذ انتصار أكتوبر 37 وحتي الآن، وكأنما تفرغ اسرائيل بين الوقت والاخر غل انتصارنا فيها.. لكن شأن الوطن ومصيبة أطفال مصر شغلتنا كلنا عن الاعتداء الصهيوني علي غزة بعد ان حطت علي رؤوسنا في صباح اشرقت فيه الشمس غاضبة.. مأساة ستظل معلقة في اذهاننا الي أمد طويل.. خمسون أو يزيد من الابرياء الصغار راحوا ضحية التهور والاهمال وتركوا آباء وأمهات تقطر قلوبهم دما خاصة اولئك الذين فقدوا ثلاثة أو أربعة أو خمسة من ابنائهم.. ومازالت الصورة غائمة ومازال الفاعل الحقيقي لتلك المأساة بهما هل هو بلوكامين المزلقان أم سائق القطار أم وزير النقل المستقيل أم رئيس هيئة السكك الحديدية.. كل هؤلاء محل التحقيق في قضية تحدث الآن ومنذ عام 2002 ربما كل أسبوع حادثة أو اثنتان يتهور فيها القطار فيقتل من يشاء وبأي عدد يشاء ولان سائق حافلة الموت قد وافته المنية في الحادث لم يلتفت له أحد ولم يتحدث في شأنه أحد لانه مات.. ما حدث ان القطار كان قادما بسرعته وانطلق السائق بالسيارة وهو يري القطار ظنا منه انه سيعبر المزلقان قبل ان يلحق به القطار فكانت الطامة الكبري.. ثم ما هذا المكان الذي يقيم فيه بلوكامين المزلقان والموجود فيه كما اظهرت شاشات التليفزيون سرير لينام ويستريح ويسترخي والقطارات غادية وقادمة.. هذا العامل من المفترض ألا يغادر المزلقان لأي سبب من الاسباب فكيف يقيم في غرفة وينام كذلك. المأساة متشعبة الجوانب والحل ليس في القريب العاجل وحدوث مثل هذه المصائب مازال قائما ما دام هناك من يستهترون بأرواح الناس.