الاهمال اغتال صديقى ولم يتبق لى سوى رسوماته وذكرياته عامل المزلقان تركه مفتوحا وقت مرور القطار تلونت قضبان السكة الحديد بدماء أكثر من 50 من ضحايا أبرياء في عمر الزهور بأسيوط دفعوا حياتهم ثمناً لغفوة وأهمال عامل المزلقان. وقع الحادث مع شروق أشعة شمس أمس حيث كان الأتوبيس رقم 2023 مدارس أسيوط يحمل أكثر من 60 تلميذا وتلميذة من تلاميذ معهد نور الأزهر الكائن ببني عدي والتي تبعد حوالي 15 كم عن قرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط شمال أسيوط ولحظة مرور الأتوبيس مزلقان قرية المندرة أطاح به القطار رقم 169 القادم من أسيوط والمتجه إلي القاهرة ودفعه أمامه لمسافة حوالي ثلاثة كيلومترات حيث تحول الأتوبيس إلي قطع متناثرة من الخردة ملطخة بدماء الضحايا الأطفال الأبرياء وممتزجة بلحومهم التي تناثرت علي جانبي السكة الحديد بينما نجا باعجوبة 16 طفلاً من الموت عندما قذفت قوة التصادم بهم خارج نوافذ الأتوبيس.. هرع أهالي قري وعزب الحواتكة إلي موقع الحادث حيث قاموا بجمع أشلاء الأطفال في أجولة وشكائر الأسمنت بينما تناثرت أحذيتهم وكتبهم وكراريسهم علي شريط القضبان في مشهد مآساوي يدمي القلوب ويسيل له الدمع. انتقلت »الأخبار« إلي موقع الحادث حيث قام الأهالي بقطع شريط السكة الحديد حيث جمعوا حطام الأتوبيس ووضعوه علي المزلقان من الناحية الشمالية بينما حطموا غرفة عامل المزلقان وأضرموا في أخشابها النيران من الناحية الجنوبية وقامت سلاسل بشرية بقطع طريق مصر أسوان الزراعي عند مدخل قرية المندرة رافضين مرور أي سيارات. وقال اللواء محمد صلاح الشلح 59 سنة نحن نريد علاج المصابين علي نفقة الدولة حتي لو تطلب الأمر سفرهم إلي الخارج حيث أضطررنا إلي شراء شرائح بلاتينية لإجراء عمليات بمستشفي أسيوط الجامعي ولم تكلف الدولة نفسها بتوفيرها لنا. وقال عبدالمنعم فرغلي فضالي 62 سنة قمنا بقطع الطريق للمطالبة بصرف تعويضات عادلة لأسر الضحايا بدلاً من الملاليم التي تصرفها الدولة بصورة مهينة لنا وأنا بصفتي غفير سابق بالسكة الحديد فأن سبب وقوع الحادث أستعانة السكة الحديد بعمال من الهندسة بدلاً من عمال الحركة حيث لادراية لهم بمواعيد القطارات ومواعيد الحركة.. وطالب نور الدين محمود 23 سنة عامل ببناء معهد أزهري بالقرية بدلاً من مشقة الأنتقال إلي القري المجاورة التي تبعد أكثر من 15 كم وتكلفنا أرواح أبنائنا.. وطالب ياسر زكريا بالمحاكمة الفورية للمسئولين عن الحادث حتي لا تتكرر المآساة مرة أخري. أنتقلت الأخبار إلي قرية المندرة والتي تحولت شوارعها إلي سرادقات عزاء كبيرة وعم الحزن جميع بيوت القرية بعد أن طال جميع عائلات القرية الحادث وتوزع أعداد الضحايا علي أسر. ففي منزل يحيي علي محمد حمدلله المحامي الذي فقد ابنتيه التوأم إيمان وآيات في الصف السادس الابتدائي في معهد نور الأزهر ببني عدي في الحادث وقال في هدوء وسكينة يحسد عليها أحتسب ابنتي عند الله شهداء وأحمده سبحانه وتعالي فهو الذي يعطي وهو الذي يأخذ ولا راض لقضائه ولدي 5 أبناء آخرين أسامة في ثالثة أعدادي وهو أكبرهم وفي السابعة والنصف من صباح أمس أخبرني أبني إيهاب أن أتوبيس المعهد أنقلب علي شريط السكة الحديد فهرعنا إلي هناك فتوقعنا أن الحادث مجرد انقلاب للاتوبيس ولكنني فوجئت بعدم وجود الأتوبيس ووجدت حطامه ملطخاً بالدماء وعرفت أن القطار السريع أطاح بالأتوبيس لمسافة أكثر من ثلاثة كيلومترات وجريت إلي مكان الأشلاء . وتعرفت علي جثتة أبنتي وجمعتهما وأحتسبتهما عند الله وقال أن الحادث سببه الإهمال الجسيم الموجود في كل مزلقانات السكة الحديد علي مستوي الجمهورية وعامل المزلقان المتهم ترك المزلقان مفتوحاً وقت مرور القطار مما تسبب في وقوع الحادث وهو رجل نعرفه جيداً أسمه سيد عبدة رضوان عمره 57 سنة ويعمل في النهار عامل خرسانة ولديه بقالة وليس لديه وقت للنوم إلا في ورديته الليلية في المزلقان وحالته الاقتصادية ميسورة ولذلك فهو غير مهتم بوظيفته الرسمية وليس صحيحاً ما يردده البعض ان سائق الأتوبيس هو الذي اقتحم المزلقان فلوكان المزلقان مغلقاً بالسلاسل الحديدية ما استطاع السائق أن يمر ويطالب والد الضحيتين إيمان وآيات بمحاكمة جميع المسئولين في السكة الحديد محاكمة جنائية ولا يكفي استقالة وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد وهناك بعض الدول الأوربية لا تفرق بين الاهمال الجسيم والقتل العمد وراح الرجل المكلوم يخرج من طيات جلبابه الأبيض مفاتيح أتوبيس الموت ووضعها أمامنا في اشارة منه لمدي بشاعة الحادث بالأمس وقال أن القطار قادماً متجهاً إلي القاهرة وغرفة عامل المزلقان تحجب رؤية سائق الأتوبيس عن مشاهدة القطار والأمر الطبيعي أن يمر أي انسان من المزلقان مادام مفتوحاً ويطالب بإعادة هيكلة السكة الحديد ومزلقاناتها بالنظام الإلكتروني. وفي واجب العزاء بمنزل والد الضحيتين إيمان وآيات عرفنا من الأهالي أن والديهما عاد منذ أسبوع من فريضة الحج ومعروف عنهما صلاحهما وتقواهما. كما وجه والد الضحيتين الشكر إلي المسئولين بالمحافظة والوحدة المحلية والاسعاف علي تواجدهم السريع عقب وقوع الحادث مباشرة وقال إن التقصير كله يتركز في مسئولي السكة الحديد.