ليس العشق هو عشق البنات الجميلات والصبايا الفاتنات والسيدات الفضليات فقط، إنما العشق أنواع وألوان، هناك عشق الفن من موسيقي إلي التشكيلي إلي المسرح الي السينما، وهناك عشق الرياضة والكرة، وعشق العلوم والآداب، كذلك تسمع عن من يعشق البسبوسة والبيرة والكباب وغير ذلك. أما الانسان الناجح الفالح الفاهم فهو من يعشق الحياة كلها علي بعضها بحلوها ومرها، بمرحها وضيقها، بوجهها المشرق والآخر العابس أحيانا. العشق هو درجة عالية من الحب، أو قل هو حب متفاني لا يعرف الفتور وهو المتوهج دائماً، هو حب يعتمد علي العطاء لا يطلب المصلحة الشخصية بقدر عمله وطلبه للمصلحة العامة، هو حب يتخلص تماماً من الأنانية ويسعد ويتلذذ بالعطاء، وليست هذه الكلمات مبالغة أو غير واقعية، لكننا هنا نتحدث عن العشق الحقيقي، ومن هنا يقول علماء الاجتماع: نحن نحتاج إلي موظفين وعاملين يعرفون معني الفن والعشق.لان العاشق معطاء مضحي يبحث عن المصلحة العامة، ولذلك فإن العاملين العشاق سيقدمون كل ما عندهم ويبذلون اقصي جهدهم من أجل عملهم حتي يكون في أحسن صورة وأجمل اداء. الفنانون المبدعون هم اصدق صورة لعمل العشاق، لأنهم يعملون بجد وحب من أجل فنهم، ولا يهتمون بالماديات بل قد ينفقون علي عملهم من جيوبهم، لأن هدفهم الحقيقي هو الإبداع والإضافة إلي الحياة. العاشق لا يفكر ولا يعيش إلا من أجل عشقه، فالفنان عاشق الفن لا يفكر إلا في فنه، والعالم عاشق العلم لا يفكر إلا في علمه، وهكذا حتي عاشق النساء لا يفكر إلا في معشوقته من هنا نقول أن العشق جنون أحيانا. الشعب الفرنسي يعشق الحياة ومن هنا فهو يقول أن الحياة قصيرة وقصيرة جداً ويجب ان نستمتع بها ولا نقضيها في الأحزان والمشاكل والمشاغبات بل في العشق والحب والعمل. وقد يسأل البعض: كيف أعشق الحياة؟ والحكاية بسيطة حاول أن تنظر إلي الدنيا بالتفاؤل وتحب كل ما حولك ومن حولك، حب الطبيعة وتمتع بشروق الشمس عندما يأتي الفجر وينشر خيوط الضوء والنور وتدب الحياة في الأرض، تمتع بالغروب وروعته عندما تودعنا الشمس يوميا وتذهب الي نصف الكرة الأرضية الثاني، أن منظر الغروب والنهار يميل الي النهاية لهو رائع فعلاً لو تأملته، حب عملك مهما كان بسيطا وحاول ان تبدع فيه وتغيره للافضل، أكتشف مواهبك واستعدادك وتأكد أنك تملك الكثير لكن للأسف لم تحاول أن تتعب نفسك وتكتشف مواهبك، الخالق العظيم خلق مليارات من البشر وجعل لكل واحد بصمة خاصة ومع البصمات وزع أيضاً المواهب والعبقيرات، وعلي الأقل الاستعداد المعين. حب كل الناس وحب الحياة وهذه أولي درجات العشق، لا تتوقف أمام أي مشكلة فلكل مشكلة حل مهما صعبت أو كبرت، وعاشق الحياة يؤمن بذلك، جرب ولن تندم وحاول أن تطبق هذا الشعار: عش عاشقا تحيا مرتين.