كان التليفزيون زمان.. يعني مش زمان قوي.. هو صاحب السطوة والقوة وكانت جميع الوكالات الاعلانية تسعي وبدأب شديد لعرض إعلاناتها علي قنواته وأذكر أنني كنت أشاهد بعيني كبري الشركات الإعلانية.. لا يفارقون المسئولين بالقطاع الاقتصادي من أجل الفوز بمساحة زمنية إعلانية مميزة علي إحدي شاشات التليفزيون المصري »الحكومي«.. وكانت تعرض جميع إعلانات الأفلام الجديدة حصرياً علي شاشته وبدون منافسة. وكان سعر الإعلان علي الشاشة يقاس بالثانية وأحياناً بالفيمتو ثانية يعني المنتج اللي كان بيدفع عشرات الآلاف من الجنيهات من أجل عرض إعلان عن فيلمه مرة واحدة فقط، كان لديه قناعة تامة بأن هذا الفيلم صنع جيدا! وسوف يحقق نجاحاً بإذن الله.. ده كله كان زمان.. لكن الآن وبعد سنوات قليلة من هذا الزمان أصبح التليفزيون بالنسبة للإعلانات في خبر كان.. فقد دخل حلبة المنافسة علي كعكة الإعلانات جميع القنوات الفضائية الخاصة واستطاعت أن تسحب البساط من التليفزيون الحكومي من خلال أسعار الإعلانات التي أصبحت في حدود إمكانية المعلن والتي تقل من سعر الإعلان علي شاشة التليفزيون الحكومي بنسبة كبيرة جداً.. تذكرت هذا وأنا أشاهد إعلانات الأفلام الجديدة وهي تعرض وتذاع علي الفضائيات الخاصة بصورة مكثفة ويومياً وبين جميع فقرات البرامج وعندما أذهب بالريموت كنترول إلي شاشات التليفزيون المصري أتحسر علي التليفزيون والقنوات التي نشأت علي متابعتها بعد أن خلت تماماً من إعلانات الأفلام السينمائية وغيرها وأصبح التليفزيون يعلن فقط عن برامجه كفواصل إعلانية ولكن بدون إعلانات حقيقية لذلك نفدت خزائنه.