في ظل تعدد دراما »السير الذاتية« التي بدأت مؤخرا ب»أم كلثوم« و»إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي« وما تلتها من أعمال تم تنفيذها وأخري مازالت في الطريق، مسلسل »روز اليوسف« و»الشحرورة« المأخوذ عن قصة المطربة صباح و»محمد علي باشا« و»الفراشات تحترق« عن حياة الممثلة الراحلة كاميليا، ومازالت القائمة تضم العديد من الأعمال التي تندرج تحت بند »الدراما الذاتية«.. وفي هذا التحقيق نطرح من خلاله عدة تساؤلات: هل كل شخصية تصلح لتقديم سيرتها الذاتية أمام الكاميرات؟.. وما الشروط الواجب توافرها في هذه الشخصية أو تلك حتي يمكن تجسيدها دراميا؟! المخرج اسماعيل عبدالحافظ أوضح انه يجب انتقاء الشخصيات التي تقدم بعناية فلابد أن تكون الشخصية مرموقة ولها مكانة وفي حياتها صراع درامي.. وهناك مغزي من وراء تقديمها.. وقد سبق ان قدمت من قبل مسلسل »الوسية« وهو سيرة شخصية تتناول حياة كاتبها خليل حسن خليل وكانت بالفعل تستحق التقديم لأنها تحوي دراما حقيقية تجسد قصة كفاح حياته.. المخرج مصطفي الشال أشار إلي انه لابد ان تتوافر في هذه الشخصية عدة جوانب من أهمها قدر عطائها للمجتمع وهل تستحق بالفعل ان يسلط الضوء عليها؟ فمن العار تقديم نماذج سيئة ولكن لابد ان تكون الشخصية قدوة مثل »أم كلثوم امام الدعاة مصطفي مشرفة« فهؤلاء يستحقون تكريمهم في عمل فني علي مستوي عال. وتقول المخرجة شيرين عادل: يجب ان تكون الشخصية مثلا وقدوة يحتذي بها. كما يجب ان تكون قد أثرت في حياة من حولها بطريقة أو بأخري وأن تكون ثرية دراميا حتي تستطيع أن تستخلص منها أعمالا درامية جيدة تستحق المشاهدة ويكون بمثابة تكريم لها وأري ان تكون هذه الأعمال مقصورة علي الرموز الذين أثروا في حياتنا وليست لشخصيات من الممكن أن يرفضها المجتمع. ويتفق المؤلف محمد السيد عيد مع هذا الرأي مؤكدا ان الشخصيات التي تمثل قدوة للجيل القادم من الشباب وبالتالي أنا ضد تقديم شخصيات الراقصات وغيرهن لأنهن باختصار بمثابة رموز سلبية عواقبها وخيمة علي المجتمع ككل، كما لابد ان يكون تقديم سيرة ذاتية لشخص يكون مرتبطا بقضية معينة مثل المحامي »قاسم أمين« الذي عالج قضية تحرير المرأة و»علي مبارك« الذي تناول قضية التعليم و»مصطفي مشرفة« ودور البحث العلمي في تقدم الأمم و»طلعت حرب« الذي أعد له حاليا. بينما يري المؤلف مجدي صابر الذي قدم من قبل مسلسل »ليلي مراد« ان أي شخصية يمكن أن تقدم لنا عملا دراميا بشرط ان تكون حياتها ثرية بالأحداث. وتكون حياتها موثقة في كتب ومراجع حتي يمكن مراجعتها بعيدا عن الأخطاء. ومن جانبه أوضح المؤلف محمد صفاء عامر ان ما يحدث الآن افلاس لأن الدراما التليفزيونية قائمة علي الراوية ولكن المؤلفين وجدوا أن سيرة الأشخاص سهلة وتجد اقبالا من المنتجين وبالتالي أصبحت موضة ولم يسأل أحد نفسه ما الذي يهم المشاهد؟ وما المتعة أو الرسالة التي يقولها العمل وانه افلاس وصل لدرجة استعارة أسماء الأغاني علي المسلسلات، والكارثة الكبري في الأجور الفلكية التي يحصل عليها النجوم والتي وصلت إلي أكثر من (02) مليون جنيه. ويقول المؤلف كرم النجار ان الهدف من عمل سيرة ذاتية أن يكون لصاحبها حياة ثرية وذات خلفية تاريخية مهمة مثل مسلسل »أم كلثوم« والاعلان عن هذا الكم من المسلسلات يعتبر افلاسا. وأوضح المؤلف بشير الديك ان الكتابة هي الفيصل في عمل جيد أو رديء بدليل نجاح أم كلثوم ومن بعدها اسمهان والملك فاروق، وفشل سعاد حسني وعبدالحليم حافظ لأنها كانت سبوبة، فلا يوجد حكم نهائي في الفن بأن السير الذاتية سيئة أو جيدة ولكن هناك منتج جيد أو رديء واعتقد ان الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن سيقدم عملا جيدا وهو أهل الهوي عن حياة بيرم التونسي، وأضاف أنا الآن أكتب قصة حب فريد شوقي وهدي سلطان وهي بعيدة عن السير الذاتية وشجعني علي ذلك ان الأحداث تحمل قصة من زمن الفن الجميل. وعن موقف شركات الانتاج من تقديم مسلسلات السير الذاتية أكد المنتج محمد شعبان: أنا كمنتج يهمني في المقام الأول ان أقدم للمشاهدين شخصية ثرية ذات تاريخ ومواقف حاسمة ومؤثرة، كما يجب أن تكون هذه الشخصية مرتبطة بأحداث كبيرة ومثيرة في حياتها، كما يجب أيضا مراعاة الفترة الزمنية التي عاشت فيها الشخصية المراد تقديمها، وأن يتم تناولها من جميع الجوانب الايجابية والسلبية تأكيدا للمصداقية وليس في صورة ملائكية!