جمال الغىطانى يزدهر شعر العامية منذ سنوات ويستمر عبر اجيال متعاقبة، غير ان مواهب اصيلة تولد، تظهر فجأة وتغيب فجأة، انه عمر الزهور. كثيرا ما نشرنا في أخبار الادب نصوصا رائعة. ثم نبحث عن أصحابها بعد حين فلا نجدهم، شعر الفصحي ينحسر والعامية يزدهر، ربما لم تبرز أسماء في شهرة صلاح جاهين والابنودي وغيرهما لأن الاغاني لم تعد تحتوي الشعر، كانت الحركة الغنائية منبرا لوصول الاشعار الرائعة الي الناس قبل انحدار المستوي، عن دار ميريت صدر ديوان لشاعر رائع، موهبة كبري اصيلة، عنوان الديوان بالانجليزية »wesrern union« فرع الهرم، ورغم الصمت النقدي والتجاهل الاعلامي فقد طبع ثلاث مرات وهذه ظاهرة تعني ان القارئ المتذوق موجود وانه يختار بعيدا عن تجاهل النقد والاعلام للاعمال المتميزة، الديوان للشاعر مصطفي إبراهيم، ومنذ السطور الاولي للاهداء يدرك القارئ انه أمام موهبة استثنائية، اختار منها هذه السطور: اهداء إلي أمي.. اللي عرفتني ع الكتب وبعدين معرفتنيش اهداء إلي بحر اسكندرية اللي نفذ الجريمة الكاملة اهداء إلي اختي مها بالدم.. ولبقية اخوتي في الهم اهداء إلي ابويا بالصدفة البحتة يبقي اخو أمي وأول من آمن بي من الرجال اهداء إلي مصر قبل الفجر بس اهداء لكل الولاد اللي جابتهم مصر قبل ما تمشي في البطال في الديوان رؤية انسانية، كونية جديدة، يمكن القول انها رؤية نابعة من الثورة العظمي للمصريين، رؤية صادقة للجيل الذي اشعلها واستمر بها، وليس لمن وجد فيها الفرصة ليروج نفسه وأعماله أو يصفي حسابات صغيرة، وبرغم الرؤية التي تبدو ملامحها الآن عند مصطفي إبراهيم، إلا اننا نلمح حزنا مصريا دفينا، ورؤية تحاور حقائق الحياة السرمدية كل أما بفتح صفحة في الدنيا بلقاها فبتتقلب مني من قبل ما اقراها اشعار الديوان غزيرة، وللأسف لضيق الحيز لا استطيع ايراد ما توقفت امامه طويلا، صدر عن دار ميريت التي تستحق التحية فقد راهن مؤسسها محمد هاشم علي الادب الجديد والرؤية الجديدة التي تتجدد بها روح مصر، مصطفي إبراهيم موهبة شعرية عظمي، فقط الفت إليه النظر.