تتصدر أميركا اللاتينية المشهد في الزمن المعاصر . ما بين الأدب والاقتصاد والسياسة تلمع نجومها سواء من الدول أو من الشخصيات التي تواصل حفر بصماتها علي صفحات التاريخ . مؤخرا فاز هوجو شافيز بالدورة الرئاسية الرابعة في رئاسة فنزويلا، الدولة الغنية الفقيرة، غنية بثرواتها فقير شعبها في أغلبه . فاز شافيز الذي يعد مثالا للبطولة بين شعبه، بعدما تولي رئاسة بلاده لأول مرة عام 1999 وعمره 45 عاما . وينتظر أن يكمل شافيز 20 عاما في رئاسة الدولة المهمة في أميركا اللاتينية . فوز شافيز جاء في انتخابات وصفها المراقبون الدوليون بأنها نزيهة تماما ومعبرة عن توجهات الشعب الفنزويلي . ورغم أن المعارضة حشدت قواها خلف أحد المرشحين وتوافقت عليه إلا أن شافيز فاز واعترف منافسه بفوزه ودعاه إلي توحيد صف الشعب الفنزويلي . شافيز يقتدي بالثائر التاريخي في أميركا اللاتينية سيمون بوليفار(صاحب التمثال الموجود أمام مسجد عمر مكرم بالقاهرة) ويعتبر المراقبون شافيز خبيرا في الفوز بالانتخابات والاقتراعات مهما اختلفت أنواعها وطرقها، ففي خلال فترات توليه الرئاسة لم يخسر إلا استفتاء وحيدا، لكنه استطاع أن يجعل ناخبيه يوافقون علي فتح مدد تولي الرئاسة بدون حد أقصي وهو ما مكنه من تولي الرئاسة لفترة رابعة . يعتبر شافيز حالة ثورية غريبة علي القرن 21 فالقرن العشرون هو القرن الذي شهد أكبر عدد من الثورات ربما في التاريخ، أما القرن 21 فيعتبر قرن العولمة والقطب الأوحد وبالتالي فوجود شافيز ومثله الأعلي كاسترو الكوبي حالة استثنائية في ظل وجود هيمنة أميركية غير مسبوقة علي دول العالم . الغريب أن أميركا هي المستورد الأول للبترول الفنزويلي ورغم ذلك فهي العدو الأول لشافيز الاشتراكي الذي أوجد العديد من برامج العدالة الاجتماعية الحقيقية التي عالجت مشاكل الفقراء الذين يمثلون غالبية الشعب الفنزويلي . بطولة شافيز، لا تقتصر علي تحدي المألوف في السياسة العالمية، أو مواجهة أميركا بالتكتلات اللاتينية فحسب ولكن أيضا بإرادته القوية، فهو لم يهزم خصومه فقط، بل هزم مرض السرطان وتعافي منه وعاد يتصدر المشهد السياسي مسطرا لنفسه تاريخا في بلاده .