كان مسلسل »الشهد والدموع« بداية التعارف مع المخرج الراحل اسماعيل عبدالحافظ وامتدت الصداقة بيننا وتواصلت علي مدي أكثر من ربع قرن.. وكان اللقاء الأخير عندما شاركنا معاً في تشييع جنازة الزميل الراحل عماد عبدالرحمن بقريته في الشرقية العام الماضي.. وما بين البداية والنهاية كان عبدالحافظ مثالاً للإنسان البسيط الذي يتعامل مع الجميع بعفوية شديدة وتواضع أشد.. يسعد بمن يناديه ب»عم اسماعيل« ويجد ذاته وهو يرتدي الجلباب البلدي داخل أو خارج الاستديوهات.. عاش للأرض والوطن ومن أجل هذا العشق لم يخف حزنه من ظهور »الشهد والدموع« علي يد جهة إنتاج عربية رغم ما حققه هذا العمل من نجاح غير مسبوق، لأنه كان يتمني تقديمه من خلال التليفزيون المصري.. وتحققت أمنيته مع الجزء الثاني من العمل ليكون بداية انطلاقته كمخرج متميز اسمه يحمل علامة الجودة لأي عمل فني يقوم بإخراجه.. وكانت قمة توهجه الفني مع »ليالي الحلمية« مع توأم روحه المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة حيث تواصلت إبداعاتهما معاً في العديد من الأعمال الفنية التي أثرت الشاشة الصغيرة وكان آخرها »المصراوية«.. ولا أبالغ إذا قلت إن رحيل أسامة أنور عكاشة كان بمثابة نقطة تحول في حياة اسماعيل عبدالحافظ الذي استشعر بفقدانه حالة من الفراغ وعدم رغبة أو قدرة في مواصلة العطاء الفني بنفس الحماسة والتوهج اللذين عرف بهما طوال رحلته مع الدراما.. وها قد جاءت ساعة الرحيل ليلحق بتوأم روحه وتهدأ النفس الطيبة.. رحم الله عم اسماعيل وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.