هذه هي القصة الحقيقية لدور المعزة في المباراة .. والخطأ الأكبر لجهازنا تمثل في فشل التعامل في إيقاف النفاثة لا أظن أن واحدا من الزملاء الاعلاميين الذين سافروا مع المنتخب الوطني إلي نيامي لتغطية مباراتنا مع النيجر في الجولة الثانية للمجموعة السابعة بتصفيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم والتي إنتهت بخسارة مصر بهدف نظيف سيشارك في حملة الذبح الكبري التي تشارك فيها الآن بعض وسائل الاعلام المصرية والتي بدا وكأنه كان يتحين للمنتخب لحظة الخسارة هذه ليشهر أسلحته الحادة جدا ليحاكم المنتخب بالاعدام ذبحا دون حتي أن يساله السؤال الانساني التقليدي في عمليات الاعدام .. تحب تقول أيه قبل ما تموت ؟!! فتلك الخسارة المفاجئة والموجعة التي تعرضنا لها من هذا الفريق المتواضع ، كان وراءها العديد من الدواعي والاسباب التي جعلت جميع افراد البعثة الاعلامية يلتمسون العذر لمنتخبنا الوطني ، وإن كانت تلك الاسباب فيها من الاخطاء ما هو فني ويتحمله الجهاز الفني واللاعبون ، إلا أنها أخطاء من الوارد حدوثها ووقوعها في المباريات ، بل أن منها ما إرتكبه المنتخب في مباريات مع منتخبات أكبر وأقوي كثيرا من منتخب النيجر إلا أنها إنتهت بالفوز أو علي الاقل التعادل ، ويأتي في مقدمة هذه الاسباب الارتفاع غير الطبيعي لدرجة الحرارة الطقس الذي أقيمت فيه المباراة ، تلك الحرارة التي جعلت باقي أفراد البعثة الذين حضروا المباراة من المدرجات ،فقدوا كميات رهيبة من العرق تقارب كميات العرق التي يفقدها اللاعبون في المباريات التي تقام في أجواء طبيعية .. وإذا كان أفراد الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني وعلي رأسهم الكابتن حسن شحاتة المدير الفني قد رفضوا من قبيل التأدب في مواجهة المسئولية أن يركنوا إلي هذا السبب لتبرير الخسارة ، إلا أنني رأيته سببا قويا ومهما كان كفيلا بهزيمة أي فريق مهما كان أسمه أو قوته .. وإذا كان بعض الذين كانوا يتحينون للمنتخب أي كبوة راحوا يدللوا علي سوء أداء المنتخب في المباراة بالفوارق الفنية العالية بين لاعبي النيجر ولاعبينا بإعتبار أن لاعبي النيجر كانوا الافضل والاخطر طوال المباراة دون أن يأخذ هؤلاء في الاعتبار الارتفاع الرهيب في درجات الحرارة ، إلا أنه فاتهم إيجاد تفسير لحالة التخاذل والتباطؤ التي كان عليها اللاعبون حتي وهم متأخرون بهدف أثناء إحضار الكرة التي تخرج إلي رمية تماس ، فالطبيعي أن يسارع اللاعبون بإحضار الكرة لكنهم لم يفعلوا ذلك ، ولو أن هؤلاء المتربصين تنبهوا لهذا لفنطوا علي الفور أن القضية ليست فنية بالدرجة الاولي ، كما أرادوا أن يوصلوا ذلك للرأي العام!! تجديد الثقة ومن المقرر أن يعقد اليوم الكابتن سمير زاهر رئيس إتحاد الكرة إجتماع مع حسن شحاتة المدير الفني ، حيث يطلع زاهر علي تصورات شحاتة للمرحلة المقبلة ومناقشته بإستفاضة في الاسباب التي أدت إلي الهزيمة من النيجر .. وسيكون هذا الاجتماع بمثابة تجديد ثقة من مجلس إدارة الاتحاد في حسن شحاتة وجهازه الفني ، خاصة وأن زاهر كان قد عقد مع شحاتة عدة جلسات في طريق العودة من النيجر ، لكن إجتماع اليوم سيكون بمثابة النفي شبه الرسمي لما ردده البعض برحيل الجهاز الفني .. وعلمت أن شحاتة سيطلب في إجتماع اليوم إقامة عدد كبير من المباريات الودية قد تصل إلي عشرين مباراة يخوضها المنتخب قبل مباراته المقبلة والتي ستكون أمام جنوب أفريقيا في الجولة الثالثة للتصفيات .. القصة الحقيقية للمعزة !! مثلما رأيت شخصيا أن الجهاز الفني برئ من مسئولية هذه الخسارة ، وأن المسئول هو الشمس الحارقة التي لعب المنتخب تحتها ، فإني أري أيضا أن المعزة التي قيل أن جماهير النيجر إستخدمتها في عمليات السحر برئية هي أيضا من مساندة منتخب النيجر لتحقيق الفوز ، فبعيدا عن أية تفسيرات علمية أو شيطانية تؤكد صحة كلامي هذا ، فإن هناك رايا وجيها يجب أن يضعه في الاعتبار بعض الذين أرادوا تكليف المعزة فوق طاقاتها وهو أن هذه المعزة لو كانت تملك كل القدرة الخارقة التي تمكن فريقها وهو الذي يحتل المركز الاخير في التصنيف العالمي للمنتخبات من الفوز علي المنتخب المصري وهو الذي يحتل المركز التاسع عشر عالميا والاول أفريقيا لكانت قادت النيجر للوصول لكأس العالم أو علي الاقل المشاركة في كأس الامم الافريقية ولا أقول الفوز بها .. بعيدا عن كل الاجتهادات التي راح البعض إليها ليفسر دور المعزة في هذه المباراة ، فإنني قد حرصت علي إستطلاع رأي المسئولين وأيضا الجماهير بالنيجر وكلهم أتفقوا علي رأي واحد وهو أن المعزة وأسمها عندهم في اللغة المحلية التي يتحدثونها هو " منا " هو اللقب الذي يحمله منتخب النيجر الملقب ب " منا " أي المعزة مثلما يطلق علي منتخبنا الفراعنة وعلي الكاميرون الاسود وعلي نيجيريا النسور وكوت ديفوار الافيال وغير ذلك من الالقاب التي تطلق علي المنتخبات الافريقية ، ولعل هذا هو الذي يفسر وجود تمثال للمعزة أو " منا " في مدخل إتحاد النيجر لكرة القدم .. أخطاء فنية وأنا إذ كنت واحدا ممن إلتمسوا العذر لمنتخبنا بسبب الطقس الحار جدا ، إلا أن هذا لم يمنع إعترافي بوقوع بعض الاخطاء الفنية التي يتحمل مسئوليتها الجهاز الفني قبل اللاعبين ، يأتي علي رأس هذه الاخطاء إصرار حسن شحاتة علي إستمرار اللعب بلاعب واحد فقط في الجبهة اليسري وهو محمد عبد الشافي في حين أن تلك الجبهة هي التي كان يشغلها في الفريق المنافس موسي مازو وهو ذلك اللاعب الذي يشبه في سرعته الطائرة النفاثة ، فعبد الشافي الذي حمله الجميع مسئولية الهدف لم يقدر علي مجاراة ذلك اللاعب النفاثة وهو أمر كان يتوجب علي الجهاز الفني أن يسارع بإشراك لاعب يعين عبد الشافي في تلك المهمة الشاقة ، خاصة وأنه - عبد الشافي - كان قد تقاعس في أداء واجبه الهجومي ليتفرغ لمراقبة مازو ، وبذلك يكون قد فشل في أداء مهمتيه الدفاعية والهجومية معا ، وكان من الواجب أن يتنبه الكابتن حسن شحاتة لهذه المشلكة مبكرا فيدفع مثلا باللاعب أحمد حسن مكي في مركز الوسط الايسر ، ليعين عبد الشافي في الدفاع من ناحية ، وينشط الهجوم المصري من ناحية أخري ، لكنه بكل أسف لم يفعل ، ولو أنه فعل هذا لحل أكبر وأعقد مشكلة في المباراة ، وليس أدل علي ذلك من التحول الفني الذي أصبح عليه منتخبنا في الشوط الثاني بعد التغييرات التي أجريت بنزول محمد فضل ووليد سليمان وأحمد حسن مكي حيث سيطر منتخبنا علي الجبهة اليسري وأجهضت خطورة النفاثة مازو والذي أضطر بعد ذلك لتغيير مركزه واللعب في الناحية اليمني بدلا من اليسري ..