لا يمكننا إنكار أن ثمة تناقض في الشخصية العربية ، هو المسئول الأول عما آلت إليه أوضاعنا من ترد ، ربما يعود هذا التناقض إلي وجود خلط في بعض المفاهيم ، أو فهم خاطيء لبعض القيم. ظهر هذا الخلل جليا ، في تسابق أصحاب الشخصيات المصابة بهذا الداء ، للزواج من اللاجئات السوريات ، خاصة القاصرات منهن ، بل أكثر من ذلك فهناك من طلب الزواج بأكثر من واحدة، والأدهي والأمر أن العديد من رجال الدين وخطباء المساجد ، أضحي شغلهم الشاغل التشجيع علي الزواج من اللاجئات السوريات بدعوي سترهن ووصل بهم الأمر إلي حد اعتبار هذا الزواج واجبا وطنيا. قرر هؤلاء حل الأزمة السورية ، وإنهاء معاناة أهلها ، الذين يقطعون أشلاء ،بطريقتهم الخاصة، عبر جهاد من نوع خاص، إنه جهاد بالنكاح ، حيث تسابق المجاهدون إلي مخيمات اللاجئين للزواج من سوريات قاصرات. لم تكن هذه الدعوات حالات فردية ، بل انتشرت في ربوع البلاد العربية ، ففي الأردن ، ماعليك إلا ان تذهب إلي المفرق أو عمان ، لتختار حورية من حوريات الشام بمائة دينار، وفقا لما ذكرته صحيفة الدستور الأردنية. أما أثرياء الخليج فيذهبون لشراء الحورية ب500 ريال. وحتي في الجزائر ، نشرت صحيفة "الفجر" الجزائرية خبرا عن دعوة عدد من الأئمة في خطب الجمعة الجزائريين إلي الزواج من اللاجئات السوريات بالجزائر. من المؤلم أن نجد إخواننا العرب يجاهدون بشراء القاصرات ، بدلا من التبرع لصالح تحسين أوضاع اللاجئين.إذا كان هؤلاء يسعون للجهاد حقا..سؤال وبمنتهي حسن النية ، لماذا لم يذهبوا للقتال بسوريا ؟! ..سؤال آخر ، وبنفس حسن النية ، لماذا لم يسع إخواننا المجاهدون لستر أخواتنا اللاجئات الصوماليات ؟! ..اترك لكم الاجابة