اتفق وزيرا الدفاع الصيني والياباني امس علي وضع نظام اتصال مشترك لمنع نشوب أي نزاعات بحرية بين الجانبين في محاولة منهما لتلافي آثار الأزمة الدبلوماسية الناشبة عن الحادث البحري الأخير.وذكرت وكالة "جيجي برس" اليابانية أن هذا الاتفاق جاء خلال لقاء وزير الدفاع الصيني ليانج جوانجلي ونظيره الياباني توشيمي كيتازاوا علي هامش اجتماع رابطة دول جنوب آسيا (آسيان) في العاصمة الفيتنامية هانوي الذي يشارك فيه وزير الخارجية الامريكي روبرت جيتس في أول زيارة له للدولة الشيوعية كوزير للدفاع والثانية منذ اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 15 عاما. ووصف الوزير الصيني محادثاته مع نظيره الياباني بأنها ايجابية " وسيكون لها أثر إيجابي علي العلاقات بين البلدين".وقد شهدت العلاقات الصينية اليابانية منذ السابع من سبتمبر الماضي أسوأ أزمة لها منذ 2006 وذلك إثر اعتراض سفينة صيد صينية من قبل السلطات اليابانية قبالة جزيرة في بحر الصين الشرقي متنازع عليها بين البلدين. وتراجعت حدة التوتر بعد لقاء رئيسيْ وزراء الصين واليابان في الرابع من أكتوبر الحالي في العاصمة البلجيكية بروكسل. ومن جانبه قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه يتعين علي الدول الاسيوية التعامل مع النزاعات الاقليمية بنهج متعدد الاطراف وهو مفهوم تدعمه فيتنام ودول أخري في المنطقة لكن تعارضه الصين.جاء ذلك قبل ساعات من اجتماعه المقرر مع نظيره الصيني والذي يعتبر الأول منذ عام بين كبار القادة العسكريين في البلدين وسيشكل آخر المساعي الأمريكية لفتح حوار حول الأمن مع بكين. ومن دون ان يسمي الصين بالاسم، دعا جيتس من جهة اخري الي "التخلي عن طرق تفكير تعود الي حقبة الحرب الباردة حول استراتيجية الدفاع للولايات المتحدة وهيكلية الامن في آسيا، وهي طريقة تفكير لا تعكس التحديات الهائلة في العقود الاخيرة". وفي خطوة أخري تجاه تحسين العلاقات بين البلدين, وجه وزير الدفاع الصيني دعوة رسمية لجيتس لزيارة الصين.وقال قوان يو في نائب مدير مكتب الشئون الخارجية بوزارة الدفاع الصينية ان جيتس قبل الدعوة وسيقوم بالزيارة العام المقبل. ويتيح اللقاء المقرر بين جيتس ونظيره الصيني في هانوي فرصة لواشنطن من اجل تحسين علاقاتها العسكرية الهشة مع بكين وبدء حوار "اكثر مصداقية" الا ان مسئولين امريكيين اعتبروا إن الولاياتالمتحدة لا تتوقع نتائج كبيرة من هذا اللقاء مؤكدين أن اللقاء "مجرد محطة في آلية أوسع نطاقا وأكثر حساسية تتطلب فترة من الوقت لتعطي نتائجها". وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل أن واشنطن لا تسعي لإقناع الصين بمواصلة العلاقات العسكرية معها بل لإقناعها بأن مثل هذا الأمر يصب في مصلحتها ومصلحة المنطقة. وقطعت الصين مرارا علاقاتها مع العسكريين الامريكيين بسبب خلافات حول السياسة الامريكية ولا سيما بشأن بيع اسلحة امريكية لتايوان التي تعتبرها بكين اقليما متمردا من اقاليمها الامر الذي نددت به واشنطن مشيرة الي ان حوارا اكثر انتظاما سوف يساهم في خفض حدة التوتر.