ىاسر قطامش اشتريت كتباً قديمة من بائع بالسيدة/ عثرت فيها علي خطابات مهربدة/ منها خطاب أثري ثمين/ يعود تاريخه إلي سنة 1948/ وعليه طابع بريد الملك فاروق/ فشعرت أنه اكتشاف غير مسبوق/ وفي الخطاب توقيع مكتوب/ باسم الآنسة قوت القلوب/ وحارت مني الأفكار/ هل هذا اسمها أم أنه مستعار؟/ وقد كتبته علي ورق لونه وردي/ إلي حبيبها كمال أفندي/ المستوظف بتموين القاهرة/ بينما هي من أهالي الإسكندرية العامرة/ يعتبر الخطاب وثيقة/ لأنه مكتوب بكلمات عتيقة/ من قاموس العشق والهيام/ علي طريقة فيلم ( غرام وانتقام)/ ليوسف وهبي وأسمهان/ أيام زمان/ حيث تقول الآنسة قوت القلوب/ لفارس أحلامها كمال أفندي المحبوب/ بعد التحية والسؤال/ عشمي أن تكون في أحسن حال/ انشرحت يا كمال بخطابك/ والتعرف علي أخبار جنابك/ وما قمت به من أعمال وبطولة/ تدل علي الشهامة والرجولة/ وأنا فخورة بصداقتك/ وأتمني بلوغ الآمال برؤيتك/ وها هي صورتي أرسلها لك/ حسب طلبك/ فضعها بجوار قلبك/ حتي تستقر بأفكارك/ من جهة التي تراسلها بأسرارك/ ورغم أن صورتي لا تغلي عليك/ فإني أتوسل إليك/ أن تردها لي حفظك الله/ لأسباب تهم كل فتاة/ وهي التقاليد التي عليها تربينا/ وما يفرضه المجتمع علينا/ وبما أنك من عازفي فرقة عبد الوهاب/ الذي أعشق صوته الخلاب/ فأنا مشتاقة إليك/ وأتمني التعرف عليك/ وأنتظر الفرصة الذهبية/ بحضورك للإسكندرية/ ولكن إياك أن تفاجئني بالحضور/ وإلا مت من الفرحة والسرور/ والآن ما رأيك في فيلم (عنبر)؟/ وهل أنت بالأفلام تتأثر/ وما رأيك في ليلي مراد وتمثيلها ؟/ وحب أنور وجدي لها/ أعتقد أن أفلام ليلي القديمة أجمل/ فمثلاً ( غادة الكاميليا ) كان أفضل/ وأخيراً أشكرك علي عواطفك النبيلة/ ويبهجني أن تكون (صديق العيلة )/ ولكن علي سبيل الاحتياط والإحاطة/ أرسل خطاباتك علي طنط رتيبة الخياطة/ لأني لا أستطيع استلامها علي عنواني / خوفاً من أبي وإخواني/ ولا تتأخر في الرد تاني/ فالشوق أضناني/ وطمئني علي صحتك/ وحبذا لو أرسلت لي بصورتك/ فهذا هو أملي المرغوب والمطلوب/ ودمت لمحبوبتك قوت القلوب/ للأسف انتهي الخطاب/ بأسلوبه الأنتيكا الجذاب/ ولم أجد عندي/ خطابا به رد كمال أفندي/ وسألت نفسي : هل انتهت العلاقة/ بالزواج أم كانت مجرد صداقة ؟/ أرجوا الإجابة علي هذا الاستفسار/ إن كانت قوت القلوب من قراء الأخبار/ وإن كانت حفظها الله/ مازالت علي قيد الحياة/ ما يهمني أن الحب في الأربعينيات/ كان مغلفاً بالرومانسية والحياء والاحتشامات/ أما الحب في عصرنا يا شطار/ فقد أصبح علي طريقة ( بحبك يا حمار ) !!