تنمية شاملة بعد عقود من الإهمال| مشروعات زراعية وصناعية وبنى تحتية فى كل شبر من أرض الفيروز    تحرير سيناء.. «قصة كفاح نحو البناء والتنمية» ندوة بمجمع إعلام قنا    سيناء من التحرير للتعمير    أهالى سيناء «فرحانين بالإنجازات»| مطالب بالتوسع فى زراعة أشجار الزيتون باعتباره ذهب مصر الأخضر    برلماني: سيناء تشهد نهضة غير مسبوقة في كل المجالات    بتخفيضات 30%.. الكاتدرائية المرقسية تستضيف مبادرة «خير مزارعنا لأهالينا»    عاجل.. تنبيه مهم من البنوك لملايين العملاء بشأن الخدمات المصرفية    وزير الاتصالات: مصر تطرح رؤيتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في المحافل الدولية    «شهادات الموت والرعب والأمل».. أهل غزة يصفون 200 يوم من الحرب | خاص    جمعة فى مؤتمر رابطة العالم الإسلامى بالرياض: نرفض أى محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته    السيسى يحذر من أى عمليات عسكرية فى رفح الفلسطينية    سفير الصين: العلاقات مع مصر في أفضل حالاتها.. وتجمعنا طموحات مشتركة    تعرف علي عدد الأندية المصرية الموقوف قيدها حاليًا بفرمان من «فيفا».. مستند    تشكيل البنك الأهلى لمواجهة بيراميدز    رياضة الوادى الجديد تختتم فعاليات الحوار المجتمعي «دوي» وإعلان المبادرات الفائزة ببرنامج نتشارك    تريزيجيه ينافس مبابي ووالكر في قائمة مميزة حول العالم    بالصور| السيطرة على حريق اندلع داخل مصنع للمسبوكات بالوراق    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم الناقد العراقي مهدي عباس    تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "شقو"    عناوين مكاتب تطعيمات الحج والعمرة بمحافظة كفر الشيخ ومواعيد العمل    عاجل من الصحة بشأن منع هذه الفئات من الخروج في الموجة الحارة (فيديو)    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    قريبا.. مباريات الدوري الإسباني ستقام في أمريكا    طلاب كولومبيا: لن ندخل في مفاوضات مع إدارة الجامعة    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    حجز قضية مصرع شاب على يد 6 أشخاص في المنصورة للنطق بالحكم (فيديو)    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    رئيس جامعة جنوب الوادي يكرم الوفود المشاركة بالملتقى الفني 21 لشباب الجامعات    الصحفيين والمهن التمثيلية تعقدان اجتماعا مشتركا لوضع ضوابط تغطية جنازات الفنانين    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    عزف على أوتار الفقد    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    هل هناك أذكار وأدعية تقال في الحر الشديد؟.. رد واضح من الإفتاء    إجازة شم النسيم 2024.. موعدها وعدد أيامها بعد قرار مجلس الوزراء بترحيل الإجازات    زيادة وتيرة حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    محافظ المنيا: تقديم كافة الدعم للأشقاء الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي لحين تماثلهم للشفاء    خدماتها مجانية.. تدشين عيادات تحضيرية لزراعة الكبد ب«المستشفيات التعليمية»    حزب الحركة الوطنية يناقش خطة عمل المرحلة المقبلة والاستعداد لانتخابات المحليات    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    وكالة الفضاء المأهول الصينية تحدد يوم غد موعدا لاطلاق سفينة الفضاء المأهولة شنتشو-18    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بشير التابعي: أتوقع تواجد شيكابالا وزيزو في التشكيل الأساسي للزمالك أمام دريمز    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن :
مطلوب نزع السلاح من الشارع المصري وليس هناك خوف من الفتاوي الخطأ.. لكن الخوف من تطويعها للانتفاع بها
نشر في الأخبار يوم 27 - 08 - 2012

للحوار مع الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر متعة خاصة، فهو كنز لمعلومات فقهية صادمة، تعصف بكل موروثنا المعلوماتي في الفقه، وتكشف عن مدي محدودية مخزوننا الذي درجنا عليه في هذا المجال، وعن تكاسلنا في إعمال العقل وتنحينا عن حمل مسئولية التعلم والدرس واتخاذ القرار، يلقي بكلامه حجراً كبيرا في مياهنا الفكرية الراكدة. فالخمر المحرمة قطعياً هي المصنوعة من التمر والعنب، ومياه الصنبور لاتصلح شرعاً للوضوء والاغتسال وفق آراء جمهور الفقهاء،
وعورة الرجل تماثل عورة المرأة وتنسحب علي كامل البدن ما عدا الوجه والكفين.
تعرض لكثير من الهجمات وخاض العديد من المعارك دفاعاً عن رسالته التنويرية النبيلة، وهي التصدي لما أسماه مسيرة التجهيل السائدة في المجتمع، والتي تتمثل في إخفاء بعض الآراء الفقهية المهمة والتعتيم عليها والانحياز لآراء بعينها تبدو متشددة ومضيقة علي حياة المسلم برغم بساطة وسماحة ديننا الحنيف. أحدث منتجاته الفكرية كتابه الذي صدر مؤخراً وكان قد شرع في إعداده بعد ثورة يناير النقية "الإسلام وانسانية الدولة".
في هذا الحوار تجولنا معه في دروب الفقه والسياسة، والبون الشاسع بين العالم والشيخ والداعية وأيهم أجدر بالفتوي. وعن تطويع الآراء الفقهية لخدمة أهداف سياسية.
الإخوان هدفهم نظام الحكم ..
والسلفيون مشغولون بقضية العورات قدر اهتمامهم بقضية التوحيد
الإنسان مخير في تطبيق ما يرتاح له من المذاهب
وهي مسئوليته وليست مسئولية المشايخ
في البداية بادرني الدكتور سعد الهلالي بتوضيح مبدئي قائلاً:" مبدئياً انا ليس لي رأي نهائي فيما أقول لكنني ناقل للعلم. فإذا ثبت عليّ اني نقلت خطأ اُحاسَب.أما إذا لم يثبت اني نقلت خطأ فيجب علي من تعلم ان يشفع ويقول: لقد تعلمت ما لم اكن اعلم". فإذا كان نقل العلم أصبح من الجرائم هنا نكون أمام قضية خطيرة، ومن ثم يصبح ممنوعاً أن نفتح الكتب وأن نذاكر". ويمهد لسعة صدره إزاء دهشتي واحتجاجاتي الكثيرة علي ما كشفه من آراء فقهية مهجورة، وإزاء الكثير من سهام التطاول التي أصابته بتمثله قول ابي حنيفة "ربِ من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا اتسعت".
سمعت لك قولاً ان الخمور الوحيدة المحرمة هي المصنوعة من التمر والعنب، وماهو غير ذلك فليس حراماً هل هذا صحيح؟
- دعينا نوضحها بهذه الصياغة : »ان كل خمر حرام ، لكن ليس كل مسكر خمراً«. المسكرات نوعان: مسكرات خمرية وهي حرام بالإجماع أما المسكرات غير الخمرية فالحرام فيها هو القدر الذي يحقق غياب العقل . اما القدر الذي لايذهب العقل فهو حلال عند ابي حنيفة وابي يوسف.. لكنه حرام عند الجمهور( أي أغلبية الفقهاء) وهذا رأي فقهي قديم منذ 1300 سنة.
أقاطعه إذاً الجمهور يحرم المسكرات إطلاقاً.. وهذا الرأي الصادم الذي تكشفه هو رأي القلة!
- لا ينبغي ان يخيفنا لفظ "الجمهور" بل علي العكس لقد استندت الي رأي الجمهور في جريدة اخبار اليوم كل سبت في زاوية بعنوان "فقه المصريين" لأثبت للمصريين في كل اسبوع قضية انهم تركوا فيها رأي الجمهور وأخذوا فيها برأي القلة من الفقهاء وقد ساد رأي القلة علي رأي الجمهور لأن رأي الجمهور لا يحقق مصلحة وقد يرتب حرجاً في قضية بعينها. ودعيني اضرب مثلاً نحن نتوضأ ونغتسل بماء الصنبور وهو ماء معالج بالكيماويات ومضاف اليه مواد من اجل تنقيته فلم يعد ماء مطلقاً. فعلي مذهب الجمهور لايجوز الوضوء او الاغتسال منه، لكن يجوز الاغتسال منه علي مذهب الامام ابي حنيفة. وما سميت " الحنفية" اي الصنبور بذلك إلا لأن الذي كان يتوضأ منها هو الحنفي ( أي الذي يتبع المذهب الحنفي) . اليوم 99٪ من المسلمين يتوضأون من مياه الشرب فلماذا تركوا رأي الجمهور والأغلبية؟
مثال آخر : الشعب المصري نزل وانتخب احد المرشحين الدكتور محمد مرسي او الدكتور شفيق. وعلي مذهب 99٪ من الفقهاء انتخاب احدهما حرام !
الرئيس ليس قرشياً
لماذا؟
- لأن احداً منهما ليس قُرشياً. 99٪ من الفقهاء يشترطون في الحاكم او الوالي ان يكون من قبيلة قريش بنص حديث في البخاري ومسلم رواه نحو اربعين صحابيا والحديث هو "الأئمة من قريش" وله روايتان: "هذا الأمر من قريش ما بقي من الناس اثنان"، وفي رواية اخري "هذا الأمر من قريش مابقي منهم اثنان". الفرق بين الروايتين ان الأولي تقول لو انه لا يوجد في المجتمع سوي شخصين فالذي يحكمهما يجب ان يكون من قريش، والرواية الثانية معناها انه لو لم يبق من قريش سوي فردين فهما اللذان يحكمان العالم ولايجوز ان يحكم احد غيرهما. فلماذا تركنا رأي الجمهور ودُسنا عليه؟ هل حين انقل رأياً فقهيا تطالبين برأي الجمهور في زاوية وتتركينه في أخري؟ ينبغي احترام جيمع الآراء الفقهية. ولو حاولتِ تعصيم رأي الجمهور سأخطّئك الآن في مائة قضية تعيشين فيها علي رأي القلة وتهجرين رأي الكثرة. دعيني أعطيك مثالاً هل الاحتكار في الحديد ومواد البناء حلال ام حرام؟
أجبته : بالمنطق الأخلاقي حرام.
- يفاجئني قائلاً: لا برأي الجمهور حلال .. حلال بالثلاثة، والحرام فقط هو الاحتكار في المواد الغذائية. الإمام مالك فقط بمفرده هو الذي قال بحرمة الاحتكار في مواد البناء وفي أي سلعة يحتاجها المجتمع . وانفرد عن رأي الجمهور والأغلبية. أري ان مايحدث الآن هو محاولة لتجريح الإمام ابي حنيفة. حين نقول ان رأي ابي حنيفة مخالف او من القلة يصبح تجريحاً
مع اننا نسير علي مذهب ابي حنيفة في الزواج فقط لماذا؟
- في العموم ينتهج شمال مصر المذهب الشافعي بينما يسير الجنوب علي مذهب الإمام مالك وهما متقاربان. وهذا من عبقرية الدولة المركزية. حين كانت تحكمنا الدولة العثمانية أرادت توحيد القضاء والقانون في سائر دولها ولم يكن هناك قانون فكانوا يختارون عالماً مشهوداً له فيصبح "كشكول"، ونشروا عدداً من هؤلاء العلماء في المجتمع. في اواخر الدولة العثمانية جمعوا عدة قوانين او نصوص مواد في "مجلة الأحكام العدلية"، لتجنيب القاضي عناء التفتيش في الكتب وكأنها دليل للقضاة فكانت بداية القانون.وكانت أحكام مذهب ابي حنيفة التي ارسلت الي مصرفي هذه المجلة. لكن الغريب ان المصريين لم يلتزموا بها وسادت ثقافتهم هنا ينشأ السؤال : أيهما يغلب الآخر.. القانون أم الثقافة؟ الثقافة غلبت القانون. فحين أرسلت احكام المذهب الحنفي أجاز للمرأة الزواج بدون إذن وليها وبنفسها وهذا يخالف الثقافة المصرية، ومن ثم تنحي القانون جانباً وسادت ثقافة الشعب المصري فلم تخرج فتاة عن طوع أبيها. هذه هي نفس الثقافة المصرية التي تري ان كل مسكر خمراً حتي لو كان من غير العنب او التمر. ولو قلت له ان الرسول قال لما صدقك، بدليل ان الإمام ابي حنيفة حين استدل استدل بقول الرسول في البخاري ومسلم ولو بحثت في صحيح مسلم ستجدين هذه الرواية عن ابي هريرة الذي قال: قال صلي الله عليه وسلم "الخمر من هاتين الشجرتين العنبة والنخلة" وفي رواية أخري "الكرم والنخل"
ما مدي صحة العبارة " ما كان قليله مسكر فقليله حرام"؟
- هذا صحيح ولكنه ينطبق علي الخمر، وصحة العبارة ما أسكر قليله فكثيره حرام رواه "النسائي.
ما رأيك فيما قال به الأستاذ جمال البنا من ان التدخين لايفسد الصيام؟
- ابن رشد له كتاب اسمه غاية المجتهد ذهب فيه الي ان بعض اهل العلم (ولم يسمهم) قالوا يشترط فيما يفسد الصيام ان يكون مغذيا من طعام وشراب، فإن لم يكن مغذياً فلا يفطر. السجائر لها تأثير الغذاء لأنها تدخل في الدم فتحقق مثلما يحقق الغذاء فهو وإن كان لايفيد الجسم إلا انه يؤثر في مزاج الإنسان كما يؤثر الطعام والشراب، وحين يكون الإنسان جائعا ويأكل او ظمأناً ويرتوي يشعر بالراحة، نفس الأمر بالنسبة للتدخين. بخلاف التراب او الحصي والزجاج. ولم يكن كلام من ذكرهم ابن رشد في التدخين وانما في تناول ماليس بطعام كالتراب والزجاج.
بين السجائر والخمر
وما مدي حرمانية السجائر ؟ .. البعض يشبهها بالخمر.
- السجائر من المستحدثات ولم تكن موجودة وقت التشريع فكان لابد ان تدخل تحت باب الاجتهاد.والمجتهدون يتفاوتون وكل منهم ينظر الي مقصد ونحن نحسن الظن بكل الفقهاء المجتهدين ولايجوز المزايدة عليهم. وفي النهاية المسألة دينية والقرار قرار المسلم وليس قرار الفقيه . هنا من الضروري التأكيد علي مبدأ ان المسؤولية تقع علي الشخص الذي يختار ما يرتاح له من آراء فقهية وليست علي الفقيه, يقول تعالي: "وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه" . نريد ان نلغي تحميل المسئولية للفقهاء هناك من يقول: " ضعها في رقبة عالم واطلع سالم"، هذه اكذوبة لأن المسئولية ترجع الي آحاد الناس. لابد ان تحمل ايها المسلم مسئوليتك امام الله، ولقوله صلي الله عليه وسلم: "استفت قلبك ولو الناس افتوك". هذه مسؤولية الشخص مهما سمع من فتاوي فارغة وعذراً في اللفظ .
سمعنا عن فتاوي تقول يجب ان نفرح لموت عمر سليمان أو لايجب ان نخرج في جنازته هذه فتوي لاتلزم الا صاحبها.أما نحن وسائر الخلق فمخيرون، ولاخوف من الفتاوي الخطأ لكن الخوف ممن ينتفعون بالفتوي وحريصون علي الوصول منها الي غرض معين هؤلاء يتحملون مسئوليتها امام الله. نحن وظيفتنا البيان وعلي الإنسان ان يتحمل المسئولية.
لكن هذا يحتاج شرطين مهمين: الأول ان تكون هناك أمانة في نقل كل الآراء الفقهية ونحن مجتمع غالبيته بسيطة وتنتشر فيه الأمية. ليس كل الفقهاء يفعلون مثلك فتجد بعضهم يقول بقول واحد او بالرأي الذي يرجحه هو. والثاني ان يكون متلقي الفتوي أو طالب الرأي الفقهي علي وعي كاف يجعله يميز بين الآراء المتعددة.
- النقطة الأولي في كلامك تتعلق بالمشايخ والثانية تتعلق بالناس. ردي علي الأولي انه من المهم محو امية المشايخ الذين يتصدون للفُتيا ولا يعرفون الا رأياً واحداً ويظنون انه الدين. بمجرد ان تزداد ثقافتهم ويتعلمو الرأي الآخر ربما ندموا علي ما قالوه في الزمن السابق. هؤلاء عليهم ان يقرأوا وألا يجازف الواحد منهم بالخروج دون ان يتسلح بالعلم,لابد من معرفة كل الآراء الفقهية. في المنهج العلمي من شروط الحصول علي درجة الماجستير أوالدكتوراة ان يكتب الباحث في مقدمة رسالته الدراسات السابقة وما انتهت اليه وما أضاف هو اليها. وحتي المأثور الفقهي يقول انه يجب ان اقرأ كل ما سبق اذ ربما يغنيني ذلك عن الاجتهاد.لكن من يريد ان يرسم بطولة ويدعي انه توصل الي آراء فقهية مثل تحريم شرب الخمر او تحريم الموسيقي وهي آراء قديمة منذ 1400 سنة.
لا تخشوا الاجتهاد
أما بالنسبة للنقطة الثانية عن العامة تقولين انه ينبغي ان يكونوا متسلحين بالعلم ليميزوا بين الآراء المختلفة لأن عليهم المسئولية. ما رأيك ان ربنا أرحم عليهم من الجميع. يقول رب العزة في اوائل سورة الأحزاب" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم فيه ولكن ما تعمدت قلوبكم". وأرسل رسوله ليقول: رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. وأوجه كلامي للناس: "يابني .. يامسلم .. اجتهد ولا تخف من الخطأ فلك اجر، ولو اجتهدت وأصبت فلك اجران. أما لو تبلدت وتكاسلت وقلت للشيخ قل لي فأنت تعبد الشيخ. حين يسأل السائل مثلا عن كفارة الحنث باليمين فيجد من يقول له أن كفارته إطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون، او كسوتهم او تحرير رقبة. "أو" هنا للتخيير وليست للترتيب. والانسان يميل الي الاختيار الآمن وسيختار أيسرالكفارات بالنسبة له ما دامت كلها مقبولة عند الله. ما يحزنني اننا كلما رأينا المسائل سهلة وربنا حنّان منان وييسر لنا تشددنا نحن.الرسول يقول: َلّله ارحم علي عباده من هذه الأم بولدها.لماذا لا نريد ان نؤمن بقوله سبحانه وتعالي: رحمتي سبقت غضبي. كتب ربكم علي نفسه الرحمة.
ثم خذي هذه او ما أسميها القاضية او الساحقة الماحقة: سيدنا النبي حين ذهب الي يثرب كانت هناك قبيلتان تقتتلان هما أسوأ عقول بشرية عقول لايمكن وصفها سوي بأنها دون الحضارة كانت بينهما حرب اهلية استمرت 120 سنة هما الأوس والخزرج لكن خلال عشر سنوات تحولوا الي اهل علم.. كيف؟ "بسبب بلغوا عني ولو آية" الحاضر يعلم الغايب العلم يجلب علماً ويصحح بعضه بعضاً وهكذا صار اهل المدينة عند الإمام مالك حجة.
لكن هنا تقف عقبة أمام التناقل هي مدي صحة المعلومة.
- تصححها المسئولية. بمعني انه وصلتك معلومة خطأ وقلبك لا يرتاح لها إذاً استفت قلبك. يعني عندما قلت ان المسكرات عند ابي حنيفة ليست حراما إلا بالقدر الذي يذهب العقل، والشخص لا يرتاح لهذا ولا يضمن عدم الوصول لهذا القدر ويجدها حراماً إذاً هي حرام عنده ولاداعي للهجوم علي ابي حنيفة واتهامه بالخطأ. هل فرض ابو حنيفة رأيه علي الناس الرجل قال هذا رأيي ومن أراد ان يأخذ به في النهاية القرار لمن يأخذ بالرأي.
البعض ينقل رأياً عن تعدد الزوجات ويجمع مثني وثلاث ورباع ليصبح المجموع تسعة.ما مدي صحة هذا القول؟
- بل ثمانية عشر!! عند الشيعة يقولون مثني في اللغة يعني اثنين اثنين يصبح المجموع اربعة وثلاثاً يعني ثلاثة ثلاثة فيصبح المجموع ستة ورباعا يعني اربعة اربعة فيصبح المجموع ثمانية ولو جمعناهم يصبح ثمانية عشر!
هناك من يقول ان التعدد له شروط لكنها غير مفعلة ورأي آخر يقول بانه مباح وانه لا توجد شروط اطلاقاً وليس هناك نص شرعي بهذه الشروط المزعومة. ماذا تقول؟
- لا .. هناك شروط بالطبع .. لكن هناك رأيين فقهيين اكثر من 99٪ من الفقهاء يعني "الجمهور" قالوا ان الأصل هو الإفراد في الزواج وأنه يثبت بزيجة بواحدة وتتحول الحالة من العزوبية الي الزواج، وهناك رأي واحد يقول ان الأصل هو التعدد حسب الآية القرآنية "وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع". وهذا الرأي يقول ان الأصل هو التثنية لأن تفصيل الآية بدأ "بمثني".وهذا يدخلنا في جدل يفرحون به لأنه يحيد بنا عن جادة حياتنا ويغرقنا في جدل ليس من ورائه طائل. فأفضل شئ ان نقطع الجدل ونقول لهم: هذا لكم وهذا لنا دون ان يفرض أحد رأيه علي الآخر.
الحكم المظلوم
أما النقطة الثانية حول حكم "المباح" فقد أسميته الحكم المظلوم وقد استفز هذا المخالفون لدرجة انهم ادعوا عليّ بأنني ألغيت الإباحة.وكتبت في هذا الشأن كثيراً. قلنا ان الأصل هو الإفراد أما الزواج الثاني هل هو مباح؟
الإجابة : نعم مباح. انتهيت في أبحاثي الي ان المباح هو الحكم المظلوم.وستسمعين عجباً. ماهو المباح؟ هو الفعل الذي لم يطلب الشرع فعله ولاتركه. وهو الذي لن يثاب الشخص علي فعله ولن يعاقب تاركه.فقلت وكأن الإسلام جاء ليميت قلوب وعقول الناس بأن المباح لايثاب تاركه ولايعاقب تاركه.وقلت ان هذه الجملة اخطر علي الأمة من أي جيش يغزوها.لو تأملنا حياتنا وتساءلنا كم نسبة المباح فيها؟ لوجدنا اكثر من 90٪ منها مباح ان ترتدي لونا اسود او غيره، ان تشتري صالون او انتريه ان تأكلي هذا او ذاك ان تجري حوارا معي او مع غيري .
هكذا يصبح واحدا من عشرة هو الواجب او الحرام. هل آتي علي التسعين بالمائة المباحة وأقول لن يثاب فاعله, ولن يعاقب تاركه؟ هذه الثقافة تمتد الي الزواج الثاني ففعله او تركه سيّان واصبح هناك استهتار افعل ما يحلو لي مادام ظهري آمناً يوم القيامة. مع ان هناك مواءمات التكريم والإهانة والضرر الذي يمكن ان ينجم عن اي فعل رغم إباحته.هذا حكم مظلوم المباح معناه ان الله رفع يده عن وضع حكم فيه، وأوكل العبد ان يضع الحكم المناسب فيه، وقال له ما ستفعله إما لك او عليك.فيجب عند استخدام المباح ان انتقي الحكم المناسب يعني لو ذهبت لأخطب الجمعة في بلد ريفي وارتديت بدلة وكرافتة هذا مباح لكنه غير ملائم مع اني لو ارتديت جلابية بسيكية أرخص من ثمن قميص لكانت اكثر لياقة للموقف هنا نقول ان المباح مقيد بالملاءمة ومرهون بحسن التصرف.
فإذا قبلت الزوجة الأولي هذا الزواج الثاني فنعما به اما اذا رأت في ضرراً وخيرته بين تركها والزواج الثاني وأصر هو باعتبار انه مباح يصبح شخصاً يأخذ من الدين ما يواتي هواه، وهو شخصياً لن يقبله علي ابنته.
لهذا أقول ان "الكنترول " موجود لدي الشخص والشيخ الذي يقول رأياً ليس نبياً وقد يخطئ، ورب العزة حذرنا حين قال "يتخذون أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" أي عظموا قساوستهم واحبارهم لدرجة التأليه فهل سيقلدهم المسلمون؟ لقد أصبح عندنا مشايخ حين يذكر اسمه كأن نبي قال. هؤلاء المشايخ الذين شعروا ان حب الناس لهم اصبح كحب الأنبياء عليهم ان يساهموا في إعادة توجيه الناس الي الله سبحانه وتعالي.
ترك الحجاب
هل المعاصي درجات؟ بمعني هل يتساوي ترك الحجاب باعتباره فريضة مع ترك الصلاة او الصيام المفروضين؟
بالطبع المعاصي درجات والواجبات أيضاً درجات وهذا مذكور في القرآن" الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش" وفي الحديث الشريف" اجتنبوا السبع الموبقات" أي المهلكات " قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) هذه إذاً ليست آثاماً عادية، كما انها ليست هذه السبعة فقط بل تزيد وهناك رأيان فقهيان البعض يقول نحترم النص والرأي الآخر يقول بل ننظر في جميع النصوص ونجمع فنجد ان هناك نصاً آخر يذكر عقوق الوالدين. والكبائر هي الآثام التي تتصل تقريباً بحق الله. مسألة الصيام والصلاة هي من حقوق الله.
لكن مسألة زي المرأة وكل مايتصل بأمورها يسبب حساسية شديدة عند البعض. فحين تخرج المرأة سافرة تثير عندهم الأقاويل لكن عندما يخرج الرجل بأي زي لا ينتفضون، مع ان عورة الرجل فيها ثلاثة آراء فقهية ويجب ان نذكرها جميعاً كي نتصدي لمسيرة التجهيل السائدة. لقد ذهب بعض الشافعية الي ان عورة الرجل امام النساء هي كامل الجسد ماعدا الوجه والكفين وذلك قياساً علي المرأة لأن الله حينما أمر وقال "قل للمؤمنين ان يغضوا من أبصارهم" قال أيضاً "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" هذا رأي فقهي من أهل الاختصاص. هذه نقطة أما النقطة الأخري فهي ان زي المرأة من الواجبات لكنه ليس ركناً. فالواجبات درجات: أوجب الواجبات وهو "الركن" ، وهناك الواجب، ثم ما هو أدني من الواجب. فستر العورة بالنسبة للمرأة ليس من اوجب الواجبات لكنه من الواجبات.
السؤال هنا لماذا أمام هذه المسائل نقوم بتضخيمها وتعظيمها ولا نكترث بتضخيم ما عظمّه الله؟ يعني مثلا ربنا سبحانه وتعالي غلّظ النميمة والغيبة وقال: ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"، أيضاً من الأشياء التي ذكرها الله علي وجه التغليظ عقوق الوالدين وترين من جميع الاتجاهات هذا الإهمال وأسلوب السب واللعن علي الفضائيات، المشايخ الذين لا يتصدون لهذا السبّاب والّلعان مشتركون معه في الإثم. وحينما يجدون المرأة سافرة "ييجوا عليها" لأنهم ضعاف. هؤلاء يخالفون الإجماع فهناك امور غلظها الله ونحن قمنا بتبسيطها، وأمور أخري ذكرها الله علي سبيل الاعتياد وقمنا نحن بتغليظها. وهنا أقول اننا يجب ان ننزل الأشياء منازلها فالحكم الذي هو أولي الواجبات، ثم الواجبات ثم ما هو ادني من ذلك. هناك الكبائر، ثم المحرمات فما دونها. عن أبي هريرة ان اعرابيا قال: يا رسول الله! متي الساعة؟ قال صلي الله عليه وسلم "إذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة". قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا وسد الأمر إلي غير أهله؛ فانتظر الساعة".
المشكلة ان بعض المشايخ اصبحوا من الثقة والاعتداد بالنفس لدرجة تعنيف الناس والغلظة معهم، والأدهي انهم يتطاولون بتجريح المخالفين لهم ووصفهم بأوصاف بذيئة. ماذا يفعل الناس؟
- يجب علي كل انسان ان ينتصر لإنسانيته ولكرامته. هذا الذي يجلس في التليفزيون ويحاول ان يسفه في الناس ويوبخهم ويثبت علي من يخالفه الجنون او الكفر او الإلحاد عدو للإنسانية رغم ان اصابع اليد الواحدة مختلفة والأشقاء مختلفون هو نفسه مختلف مع نفسه باختلاف الزمان والمكان. انظري لهذا الشيخ في شبابه ثم في كهولته وشيخوخته، انظري اليه في فقره ثم في غناه. حين تجري النقود في يده يسرع ويتزوج الثانية والثالثة. "وإذا انعمنا علي الإنسان اعرض ونأي بجانبه.
إن حق الحقوق لله هو الإيمان بالله وحده لاشريك له.وأري ان كلمة غيره تضم أيضا المشايخ. فالشيخ وظيفته التبيان ثم يختفي ولو بقي فقد اصبح وسيطاً بين العبد وربه. فهو ليس قيماً علي أحد. النبي نفسه اسمه رسول وليس ولياً ولا وصياً علينا ورب العزة يقول له: "وذكّر انما انت مذّكر ليست عليهم بمصيطر" الرسول نفسه وظيفته البيان" وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم إذاً المشايخ وظيفتهم التوجيه فقط وليس جلد الناس بالتأكيد هؤلاء حاشدون وليسوا علماء. العالم يبين وليس وصياً.
تعرضت بسبب ما تكشفه من آراء فقهية صادمة لكثير من تطاول المشايخ فمن الذي يتطاول اكثر السلفيون أم الإخوان؟
- الإخوان هدفهم نظام الحكم ولاينشغلون كثيراً بالمسائل الفقهية .
أقاطعه :رغم وجود اشتباك احيانا بين موضوعات نظام الحكم والمسائل الفقهية؟
- حسب "السبوبة" إن أوصلتهم الي ذلك كان لها اهتمام، وإن لم توصلهم "كبّر" يعني مثلا موضوع العورات السلفيون يولونها اهتماما كقضية التوحيد بالله،أما الإخوان فيعدونها مسألة من فرع الفرع الفرع بدليل ان احد قياداتهم كالمستشار محمد سعيدعشماوي وهيثم الخياط كلاهما الف كتاب حاول ان يثبت فيه ما قاله قاسم امين من ان شعر المرأة ليس عورة
توجيه الأدمغة باسم الدين
مالفارق بين العالم والداعية؟
- الداعية يدعو الي شئ معين والداعية يدعو الي الفضيلة او الي مايرضي الله. حين يدعو الي هذا الكتاب باعتباره يرضي الله هنا هو لا يدعو الي الله ويتحول الي داعية لكتاب.حين تقول لي ان التصويت هنا واجب والتصويت هنا حرام إذاً انت أصبحت داعية لحزب ولست داعية لله.
بهذه المناسبة نري عددا من المشايخ او الدعاة من أنصار الرئيس او من الراغبين في التقرب من الرئيس او منافقته في الفضائيات يقومون بسب معارضيه والتهجم عليهم بالقول، هل لهذا السلوك علاقة بالخلق الإسلامي وكيف يتم التعامل معهم؟
- كما أعطوا انفسهم حرية التعبير عن رأيهم لا ينبغي حجرها عن الآخرين. قال الله تعالي: " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" فلن أحظي باحترامي بينما انا متسيب في حق نفسي فلابد ان احفظ حق نفسي ضد سطو الآخرين. والشيخ محمد الغزالي رحمه الله له تعبير جميل " ينتشرون في فراغنا" فإذا الشعب خانع ويقبل السب، يُهان ويقبل الإهانة،يتم تسفيه اختياره ويقبل التسفيه وينساق وراء الإهانات ويخشي هؤلاء. الكرامة تنتزع والاختيار ينتزع والإرادة تنتزع وفقا لقانون التدافع الذي ذكره القرآن الكريم في آيتين ينبغي ان نرد علي من سبنا ليس بالسب ولكن بإعلان رفضنا لهذا الأسلوب، ولابد من ان ننتصر لعقلنا ضد من يريد إلغاءه، لأن هؤلاء اول من سيفرون منا يوم القيامة " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يلهيه" فعلي كل انسان ان يختار وأن ينفذ ما يقتنع به حتي لو خالف أكثر اهل الأرض.
ازدوجية المعيار
ألتقط الخيط من كلامه لأسأله
ما رأيك في مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وازدواجية المعايير عند تطبيقه. في واقعة النائب السلفي الذي ضبط في وضع مخل بالطريق العام ثار السلفيون يدافعون عنه ويبرئونه بحجة ان الشرع يضع شروطاً لإثبات الجرم المشهود. في المقابل في حادثة فتي السويس الذي قُتل بزعم إتيانه بفعل فاضح في الطريق العام.؟
- رأيي ان هذه المشكلة ستظل قائمة طالما عرفنا ان هناك هيئة معينة أخذت لنفسها حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوم يتحمل هذا الشعب البسيط المسئولية سيقف هذا الداعية او الشيخ محدودا أمام الشعب. حين يقف الشاب مع خطيبته حتي لو في وضع مخل ويأتيه من يحاول التحرش به يرد عيه قائلا: وانت اتيت لتقتحم عليّ خلوتي، كما حدث مع امير المؤمنين عمر بن الخطاب. كانت جماعة يشربون الخمر، فاقتحم عليهم خلوتهم وقال انه سيطبق عليهم الحد. يمزح الدكتور سعد الهلالي ويعلق: لكنهم كانوا اساتذة اريد ان يكون الشعب مثلهم في قوة الحجة.قالوا له: يأمير المؤمنين لقد خالفنا في واحدة لكنك خالفت في ثلاث اولاً انت دخلت بدون استئذان،ثانيا لم تدخل البيوت من أبوابها، ثالثاً انك الشاهد الوحيد والحد الأدني شاهدان فالتزم وهو أمير المؤمنين، شيخ المشايخ داعية الدعاة، وتراجع.
لهذا يجب ان يكون الشعب واعياً لحقوقه، وفي واقعة السويس كان علي الشاب ان يسأل الجناة، من أنتم ومادخلكم، وهل معكم إذن بالتفتيش؟
أقاطعه: لقد حدث هذا بالفعل لكن السلاح ظهر وكانت كلمته هي العليا.
- هذا هو أخطر شئ ينبغي نزع السلاح من الشارع لقد وضعت كتاباً بعنوان الإرهاب والسلاح انتهيت فيه الي انه لايجب علي المسلم ان يمتلك سلاحاً إلا بالقدر الضروري. ولاينبغي ان نعلق كل شئ علي السلطة القائمة لأنها ستظل ضعيفة امام الشعب. لدينا تسعون مليون مواطن كم عدد الشرطة المخولة من السلطة التي تستطيع في تصورك ان تضبط الأمر؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.