محمد بركات جريمة الغدر والخيانة لن تمر دون عقاب رادع، وجزاء حاسم وعاجل، يثأر لشهداء الوطن الذين راحوا ضحية الاعتداء الجبان، الذي قامت به مجموعة من الخونة الكارهين لمصر، الساعين بالخسة والنزالة لهز استقرارها، وتهديد وحدة اراضيها،، ونشر الخراب والدمار بها، وتنفيذ مخططات ومؤامرات ضد سلامتها وأمنها. هذه هي مطالب كل مواطن، من أبناء هذا الشعب الصابر علي كل المكاره، واليقظ لكافة المؤامرات، والمناضل دوما ضد كافة محاولات إرهابه، أو تطويعه، أو النيل من كرامته وحريته وسلامة أراضيه. وتلك هي نداءات جموع المواطنين الذين انتابتهم ثورة عارمة، وعصف بهم غضب جارف، فور تلقيهم أنباء الجريمة الجبانة، التي تعرض لها بعض أبنائنا الجنود والضباط بالقوات المسلحة، خلال تأديتهم لواجبهم في حماية حدود مصر الشرقية، وأثناء تناولهم طعام الإفطار بعد أذان المغرب مساء أول أمس، بعد صيام شاق في يوم طويل وقاسي الحرارة في منطقة الحدود قرب رفح. ولا اعتقد ان الدولة المصرية، وفي المقدمة منها رئيس الجمهورية، والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وكافة الأجهزة الأمنية والمعلوماتية، ستسمح علي الإطلاق للجريمة الجبانة، التي وقعت في رفح، بالمرور دون العقاب الرادع المطلوب شعبيا ووطنيا ورسميا، وهو ما تم الإعلان عنه فور وقوع الجريمة من جانب الرئيس وقواتنا المسلحة. ولكن الأهم من ذلك، والأكثر الحاحا وجدوي، هو الالتفات والتدقيق بكل الجدية، وبكل الانتباه وأقصي درجات الحذر والحيطة، لما لهذا الحادث الغادر من دلالات خطيرة، لابد من الوعي بها، والتعامل معها بما تستحقه من حسم وحزم، وبما يضمن العلاج الكامل والقضاء الشامل علي جميع بؤر المرض الكامن في سيناء والذي أصبح مهددا لأمن مصر وسلامتها. أقول ذلك واضعا في الاعتبار ما يتكشف من معلومات خطيرة، بخصوص الملابسات المتعلقة بالجريمة الجبانة وما توافر من أنباء عن وجود بؤر إجرامية في جبل الحلال وغيره، وأيضا ما حدث من وقائع عنف واعتداءات علي الأفراد والممتلكات في سيناء خلال الشهور الماضية، وهي كثيرة ومتكررة. واحسب انني لست في حاجة الآن للتذكير بالحادث البشع الذي وقع في العريش يوم الجمعة الأخير من شهر يوليو العام الماضي، والذي كان يمثل مؤامرة واضحة المعالم، تسعي لاشاعة الفوضي، وترويع المواطنين، وارهابهم، وتقويض هيبة الدولة، من خلال محاولة الاستيلاء علي أقسام الشرطة بالعريش، بل والاستيلاء علي العريش نفسها..ولعلنا مازلنا نذكر أيضا الرايات السوداء التي كان يرفعها هؤلاء المجرمون في ذلك اليوم الأسود، وهو ما يعطي دلالة لا تخفي علي احد عن توجهات هؤلاء وأهدافهم،...، وها هم يعاودون جرائمهم من جديد وهو ما يتطلب المواجهة والحزم وقوة الردع. حمي الله مصر ورحم شهداءها، والعزاء من القلب لنا ولأسر الشهداء.