عصام حشىش لماذا نلوم العمال والموظفين الذين يقطعون الطريق ويوقفون عجلة الانتاج ويعطلون القطارات ويزيدون عذابات الناس اذا كان غيرهم قد فعل ذلك ونجح به في أن يفرض ارادته علي الحكومة ويحقق اهدافه منها؟! بالله عليكم متي اذن تستخدم الدولة الشدة والحزم لتسترد بهما هيبتها وكرامتها؟ هل هناك فرصة افضل من هذه لكي تعيد الضبط والربط والنظام للبلد من خلال مواجهة جادة مع عمليات الاخلال المتعمد للامن فتضرب اكثر من عصفور بحجر واحد وتوقف حالة الانهيار والتردي التي تعم المجتمع الان! لا افهم لماذا تتراخي الدولة في اجراء هذه المواجهة رغم انها مواجهة محسوبة ومكاسبها هائلة ولا تحتاج الا لاتخاذ القرار.. فلا يمكن يا سادة ان المدرسين اذا كانت لهم مطالب خرجوا ليقطعوا الطريق وان الموظفين اذا ارادوا انجازا اوقفوا قطارات السكة الحديد. فتهرول الدولة مرتبكة لتفاوض اصحاب المطالب وتحقق لهم ارادتهم وكأنها تكافئهم علي اختيار الوسيلة »الناجزة« لانهاء معاناتهم!! كل الطوائف الان تستخدم هذا المبدأ الميكافيللي »الغاية تبرر الوسيلة« بعد ان اثبت جدارته ولكن الذي لاشك فيه ان الدولة التي تنظر للمصلحة العليا للوطن لو تصدت وتحدت واستخدمت ادواتها بطريقة فعالة وتوقفت عن »الطبطبة« واظهرت للناس »عينها الحمرا« ستدفع المتمردين والبلطجية وكذابين الزفة للدخول في الشقوق والتزام الحدود! وهي لو فعلت ذلك بجد ستجد الشعب كله معها مؤيدا ومناصرا فهي ثورة علي الفوضي والفساد سيساندها المجتمع لانه اول من سيحصد نتائجها، وعندئذ سيفكر كل من يقطع طريقا او يعطل انتاجا او يعرقل حياة الناس ان سوء الجزاء في انتظاره شرعا.. وقانونا.. فاذا كان اماطة الاذي عن الطريق شعبة من شعب الايمان فما بالك بالذين يقطعون الطريق ولا يعطونه حقه وما بالك بالذين يروعون الناس في ارزاقهم ومصالحهم كيف يكون عقاب الله لهم.. ثم.. هل من الوطنية وحب الوطن القيام بعمليات تخريب للمنشآت وقطع الطرق.. أليست هذه خيانة للوطن لا يجسر الاعداء علي القيام بها خوفا من العقاب فاذا بأبناء الوطن أنفسهم يفعلونها بدم بارد وكأنهم في مأمن من الحساب والعقاب! لقد تبجح الخارجون عن القانون والنظام والذين يحبون الخير لأنفسهم ولا يحبونه لغيرهم او بلدهم تبجحوا لدرجة انهم يسبون رئيس الجمهورية علنا.. ليس في الشوارع فقط بل في وسائل الاعلام.. وزادت فرعنتهم فاحتلوا الشوارع وافترشوها عنوة لتجارتهم في غيبة متعمدة من شرطة المرافق وبنوا علي الاراضي الزراعية واستغلوا فساد النفوس فأقاموا الابراج الشاهقة بدون ترخيص في غفلة المحليات. استباحوا كل شيء في ظل سماحة النظام وصبره وتراخيه، لم نر حتي الان قبضة حديدية ولا قوة رادعة وجزاءات حاسمة، رغم اننا نعرف ان هناك طوائف من البشر لا تلتزم الا بالعصا ولا تظهر احترامها الا بالبطش بها! نحن في حاجة الي دكتاتور عادل صاحب قرار وحكيم، فلم يعد ممكنا ان ننتظر اطول من ذلك، ودعونا نشكر رئيس الجمهورية علي صبره وسعة صدره ولكن جاء الوقت لكي يرينا كراماته.. وان يعطينا قصة نجاح ناجزة واضحة نشهد له بها نريد ان نري تصديه للفساد وعقابه الحاسم للمنحرفين.. لا أنصحه باستخدام العنفبه ولكن باستخدام القانون بصرامة ودون هوادة، لقد حققت ثورات عديدة النجاح والتف الناس حول اهدافها ونريد لثورة 52 يناير ان تصبح انجح الثورات واقواها واكبرها، لا نريد لاحد ان يكفر بها ويستهين بانجازاتها ويترحم علي ايام الفساد، لا نتمني ان يلعن المصريون ثورتهم عندما يصل الاقتصاد لنقطة الخطر ويفقد الناس أمنهم وأمانهم وهم يرون السلاح يتدفق من الخارج الي مخازن سرية، وكأن هناك تدبير لحرب! تري ضد من سيستخدم هذا السلاح؟ متي نري قصة نجاح كبيرة تحيي فينا الأمل.. الأمل..