يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيرا سلبيا علي صحتهم، وينظرون الي أجسامهم نظرتهم الي الآلة الصماء التي لا تعمل الا بالوقود، وقد اصطلحوا علي أن تناول 3 وجبات يوميا أمر ضروري لحفظ حياتهم. وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار والأخطار الشيء الكثير، مما يجعلهم يحيون الليل في شهر الصيام يلتهمون كل أنواع الطعام والشراب، وقد رسخ هذا الاعتقاد الجهل العلمي بطبيعة الصيام الذي فرضه الله سبحانه وتعالي علي المسلمين وبالفوائد المحققة التي تثبت بالدليل القاطع بطلان تلك المعتقدات الوهمية، وفي كتيب أعده الأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد رئيس قسم الكيمياء الحيوية الأسبق بالمركز القومي للبحوث وعضو هيئة الاعجاز العلمي للقرآن والسنة أثبت بشروح علمية مستفيضة لا يتسع المجال لذكرها الا بشكل موجز، أن الصيام يقوي جهاز المناعة ويقي الجسم من أمراض كثيرة حيث يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا الليمفاوية 10 أضعاف، كما تزداد نسبة الخلايا المسئولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة وترتفع بعض أنواع الأجسام المضادة في الجسم وتنشط الردود المناعية نتيجة لزيادة البروتين الدهني منخفض الكثافة، كما يقي الصيام من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته، أيضا يخفف الصيام ويهدئ من ثورة الغريزة الجنسية وخصوصا عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسدية والانحرافات السلوكية، ولا ننسي في ذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم : »يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء«، أي نجاة، ويشير الدكتور عبد الباسط الي أن الصيام يسهم أيضا في علاج بعض الأمراض الأخري مثل الأمراض الناتجة عن السمنة كتصلب الشرايين وضغط الدم وبعض أمراض القلب، كما يعالج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية والتهاب المفاصل المزمن ( الروماتويد ) ويعدل الصيام ارتفاع حموضة المعدة وبالتالي يساعد في التئام قرحة المعدة مع العلاج المناسب، وهناك فوائد أخري تجني بالصوم حيث يمكن الصيام آليات الهضم والامتصاص في الجهاز الهضمي وملحقاته من أداء وظائفها علي أكمل وجه، وذلك بعدم ادخال الطعام والشراب علي الوجبة الغذائية أثناء هضمها وامتصاصها وبعد امتصاصها وبالتالي اتاحة قدر كبير من الراحة الفسيولوجية للجهاز الهضمي وملحقاته لفترة زمنية تتراوح من 9 الي 11 ساعة بعد امتصاص الغذاء كما تستريح آليات الامتصاص في الأمعاء طوال هذه الفترة من الصيام وتتمكن الانقباضات الخاصة بتنظيف الأمعاء من العمل المستمر دون توقف، أما الغدد الصماء ذات العلاقة بعمليات الاستقلاب في فترة ما بعد الامتصاص فان الصيام يمكنها من أداء وظائفها في تنظيم وافراز هرموناتها الحيوية علي أتم حال، وذلك بتنشيط آليات التثبيط والتنبيه لها يوميا ولفترة دورية ثابتة، ويساعد الصيام كذلك الخلايا المريضة والضعيفة في الجسم علي التهدم مما يسرع بعملية تجدد الخلايا أثناء مرحلة البناء، وقد ثبت بالدليل العلمي القاطع براءة الصيام من أي تأثير سلبي علي الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني، بل بالعكس وكما يؤكد الكاتب فقد أظهرت نتائج البحث القيم الذي أجراه الدكتور أحمد القاضي وزملاؤه بالولايات المتحدةالأمريكية منذ عدة سنوات أن درجة تحمل المجهود البدني وبالتالي كفاءة الأداء العضلي قد ازدادت بالصيام وانتظمت سرعة دقات القلب وتقلصت درجة الشعور بضيق التنفس وألم الساقين .. وسنواصل في الأسبوع المقبل ان شاء الله تعالي القاء الضوء علي مزايا نعمة الصيام.