تراجع كبير في أسعار الحديد اليوم بسوق مواد البناء.. «بكم الطن النهاردة»    وزيرة البيئة: البطل الرئيسي في نجاح منظومة إدارة المخلفات هم عمال النظافة    حادث مروحية الرئيس الإيراني.. متسلقو الجبال يساعدون فرق الإنقاذ في عملية البحث    نداي في هجوم الزمالك أمام نهضة بركان    نشوب حريق في منزل مكون من 5 طوابق بشبرا الخيمة    توافد كبير للزائرين المصريين بمتاحف الآثار في يومها العالمي    الأربعاء.. مراسم دندرة للرسم والتصوير في معرض فني لقصور الثقافة بالهناجر    المنظمات الأهلية الفلسطينية تؤكد أهمية دور مصر الرائد فى دعم الفلسطينيين    فياريال ضد الريال.. خوسيلو يقود هجوم الميرنجى فى ختام الدورى الإسبانى    البحرية الأوكرانية تعلن عن إغراق كاسحة الألغام الروسية كوفروفيتس    ليفربول يحتفل بوصول محمد صلاح ل250 مباراة فى الدورى الإنجليزى    نماذج إجابة امتحان العلوم الصف الثالث الإعدادي محافظة القليوبية 2024 .. اعرف الإجابات    حقوق الإنسان بالبرلمان تناقش تضمين الاستراتيجية الوطنية بالخطاب الديني    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    سرقة جواهرجي شهير بالهرم على يد 3 سيدات ورجل    تفاصيل تأجير شقق الإسكان الاجتماعي المغلقة 2024    جامعة العريش تشارك في اللقاء السنوي لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة ببورسعيد    هشام عبدالخالق يكشف كواليس فيلم «اللعب مع العيال».. تفاصيل بالصور    قصف مدفعي.. مراسل القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية شمال غزة    وزير الصحة: الإرادة السياسية القوية حققت حلم المصريين في منظومة التغطية الصحية الشاملة    الكشف على 927 مواطنا خلال قافلة جامعة المنصورة المتكاملة بحلايب وشلاتين    مانشستر يونايتد يسعى لضم لاعب يوفنتوس بعد نهاية عقده    تحذير ل5 فئات من متحور «flirt» الجديد.. مضاعفات خطيرة    القومي لحقوق الإنسان يبحث مع السفير الفرنسي بالقاهرة سبل التعاون المشترك    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    ميسرة صلاح الدين: الشعر كائن عنيد ومتمرد    الأربعاء.. عرض فيلمي «فن القلة» و«فن العرايس» بمركز الثقافة السينمائية    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    ما هو الحكم في إدخار لحوم الأضاحي وتوزيعها على مدار العام؟    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    إنجاز قياسي| مصر تحصد 26 ميدالية في بطولة البحر المتوسط للكيك بوكسينج    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    محافظ قنا: تمويل 2144 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر ب102 مليون جنيه    نصائح وزارة الصحة لمواجهة موجة الطقس الحار    محافظ الدقهلية يتابع الموقف التنفيذي لأعمال ممشى السنبلاوين الجديد    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    بعد خصام 8 سنوات.. رسائل متبادلة بين هنا الزاهد وشيماء سيف    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    رئيس هيئة الدواء يشارك في احتفالية إنجازات المرحلة الأولى من التأمين الصحي الشامل    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    بالصور.. كواليس آخر أيام تصوير فيلم "اللعب مع العيال"    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    3 وزراء يشاركون فى مراجعة منتصف المدة لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    استاد القاهرة : هناك تجهيزات خاصة لنهائي الكونفدرالية    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    أسعار الدولار اليوم الأحد 19 مايو 2024    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. علي جمعة مفتي الجمهورية في حوار خاص:
الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا العلمانية الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة النموذج الأمثل لمصر
نشر في الأخبار يوم 19 - 07 - 2012

د. على جمعة أثناء حواره مع محرر » الأخبار « "أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ضرورة أن نعيد بناء مجتمعنا من جديد وأن تعود بلادنا لسابق عهدها، كما كانت علي مدار التاريخ رائدة، وهذا لن يتحقق الا بالبحث العلمي والجد والاجتهاد.. واكد المفتي ان الاسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا العلمانية، وان الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، هي النموذج المثالي للدولة المصرية، وشدد فضيلة المفتي في حواره مع "الأخبار" علي أن الحفاظ علي الوحدة الوطنية في مصر من أوجب الواجبات ،،ودعا لأن نربي أنفسنا علي ثقافة الأخذ بالأسباب، وعلي العمل والتنمية والا نذل انفسنا للخارج وأن نعتمد علي قدراتنا".
ما هي خطة فضيلة المفتي هذا العام في شهر رمضان ؟
شهر رمضان هو شهر القرآن، وشهر العبادة والذكر والصدقة، هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو سيد الشهور كلها، اختصه الله تعالي بالخير العظيم فأكثر فيه من الغفران، ومحو السيئات، وإقالة العثرات، ورفع الدرجات ومضاعفة الحسنات، واستجابة الدعوات، ونجي فيه من النار كثيرًا، وعم فيه الخير واليمن والبركات، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، لذا علينا أن نستغل هذا الشهر الكريم في العبادة والطاعة وألا نهدر أوقاتنا في أشياء غير ذي جدوي فشهر رمضان هو فرصة عظيمة علينا ألا نفوتها بل نغتنمها ونستفيد منها، بالنسبة للعلم والعبادة والطاعة لله تعالي في كل شئون حياتنا وهذه هي الخطة التي أرجو أن اوفق فيها خلال الشهر الفضيل.
مصر ترسم حاليًا مستقبلها ومن وجهة نظر فضيلتكم، ما هي نقطة البداية في الفترة القادمة؟
البحث العلمي هو روح المجتمع وأي دولة بدون البحث العلمي تكون جسدًا ميتًا، فهو قضية حياة أو موت، نجاح أو فشل، بداية صحيحة أو بداية خطأ، ونحن نريد أن نصل إلي هدفنا من أقرب طريق وبأقل جهد وتكلفة؛ وذلك لن يكون إلا بالبحث العلمي، وبما أننا اليوم نبني مجتمعًا جديدًا ونبدأ عهدًا جديدًا، علينا أن نُرجع مصر إلي سابق عهدها، فلا بد أن نعود روادًا كما كنا علي مدار التاريخ، هذه الريادة لا بد أن تتمثل فيما نعمله اليوم من أهمية إدخال البحث العلمي والتأكيد عليه وتشجيعه وحمايته في الدستور الجديد كجزء لا يتجزأ من رؤية المجتمع لحاضره ومستقبله، فدون هذه الرؤية نكون مقلدين لدساتير العالم ولا بد من إضافة؛ إننا سنكون روادًا فيه، لأن الدساتير أشارت إلي البحث العلمي علي استحياء، ولكننا نريد أن يكون للبحث العلمي لمصر مكان مكين في دستورنا الجديد؛ لأنه روح باقي المجالات، وهو قاطرة التنمية والطريق نحو مستقبل أفضل.
كيف يمكن نشر مبدأ الوسطية في المجتمعات الإسلامية؟
يحدث ذلك عندما يستمع الجميع إلي المنهج الوسطي والمعتدل الذي يتصف به الإسلام؛ لأن الغلو والتطرف والتشدد ليسوا من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال، ومنهج الدعوة إلي الله يقوم علي الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير والتوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، ومن خطورة التطرف والتشدد أنه تسبب في تدمير بني شامخة في حضارات كبري، وهو بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم علي الاعتدال والتسامح، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغاليًا متطرفًا ولا متشددًا، ولكي نبتعد عن الخلافات والانشقاق ،لابد من جلوس كل التيارات والقوي للحوار وبحث وتدارس القضايا التي تنهض بالأمة؛ حتي نستطيع توحيد الكلمة وتحقيق صالح البلاد والعباد، والوصول إلي مشترك فكري يمكن في إطاره إدارة الحوار البناء الذي ينهض بالبلاد والعباد حتي نتجاوز ما هو مختلف فيه، وضمان وجود السلام الاجتماعي الذي في ظله ينعم الجميع بحياة آمنة.
ولماذا اختفي دور الأزهر في مواجهة الآراء المتطرفة لبعض المتشددين؟
المؤسسة الدينية في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لها تاريخ ناصع في الدفاع عن الدين ونشر الوسطية والتسامح بين الجميع، علاوة علي احتضان الفكر المنفتح، وعلماء الأزهر عبر تاريخهم الطويل وميراثهم العظيم كانوا ومازالوا لهم دور فاعل في نشر ثقافة الإسلام السمح ووسطيته وفي حماية هوية مصر الدينية، فالأزهر وعلماؤه جزء لا يتجزأ من حركة المجتمع وغير منفصل عن مشاكل الأمة وواقعها.
هل تري أن هناك محاولات للنيل من الأزهر ومن رموزه لإقصائه عن دوره في التفاعل مع قضايا الأمة؟
ما نشاهده اليوم خير دليل علي تفاعل الأزهر مع هموم الوطن من خلال وثيقة الأزهر وأيضًا سعيه لتوحيد صف الوطن والقضاء علي سياسة التهميش والتخوين، لكي تعبر الأمة إلي بر الأمان، فالأزهر باعتباره مرجعية كبيرة أصبح قادرًا علي تقديم النصيحة العلمية والاجتماعية وغيرها التي تصل بنا إلي صحيح الإسلام، وحل مشكلات المسلمين، كما تجعل مرجعيته قادرًا علي تقديم اقتراحات للدول والحكومات، ولتصحيح مناهج التعليم، أو الاشتراك في وضعها عندما تتعلق بالمسلمين، ونحو ذلك من الخدمات التي لها أثر في استقرار أوضاع المسلمين، وفي شيوع السلام الاجتماعي، وفي اندماج المسلم في مجتمعه، وفي مساعدته لأن يكون مواطنًا صالحًا نافعًا لأهله ووطنه، مشاركًا في بناء الحضارة الإنسانية. والأزهر لا يلتفت إلي الأصوات التي ترتفع من أجل الشعارات وتنتهج ثقافة الهدم لا البناء وهو ماض في طريقه لا يثنيه عنه تلك الأصوات التي تريد أن تنال منه ومن أبنائه.
مع انتشار الفضائيات وفوضي الفتاوي في وسائل الإعلام المختلفة كيف تستطيع أن تميز بين ما إذا كانت الفتوي صائبة أم لا ومن المسئول عنها؟
المسئول عن فوضي الفتاوي هؤلاء الذين أحدثوا فوضي في الخطاب الديني وليست في الفتاوي الحقيقية فأنت تشاهد برنامجاً يتحدث عن الدين وإذا بك أمام متشدد وتحول المحطة لتجد متسيباً وتحولها لتجد وسطاً وتحولها لتجد من يحصر الدين في الروحانيات وتحولها لتجد من يحصر الدين في السياسة وهكذا، فالناس تحيرت وتبلبلت من اختلاف الأداء في الخطاب الديني فسمينا هذه الحالة في أدبياتنا فوضي للفتاوي لكنها ليست فوضي للفتاوي بالذات، إن فوضي الفتاوي تحدث عندما نسمي الإجابة عن أي سؤال بأنها فتوي، مثلاً عندما يسألني أحد عمن كان مع الرسول صلي الله عليه وسلم في الغار فهذه ليست فتوي، وقس الأمر علي ذلك والناس تسميها فتوي ونحن وراءهم نسميها كذلك، ومن هنا نؤكد أن الفتوي أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا وبين الرأي والفتوي وإجابة السؤال أمر مهم جدًّا.
بعض التيارات تقول أن الشريعة غائبة عن المجتمع،ما مدي صحة ذلك؟
إن الشريعة الإسلامية واضحة المعالم ولا تخالف أسس الدولة الحديثة التي تأسست في مصر منذ اكثر من 150 عاما، ومن يحصر الشريعة الإسلامية في أشياء محددة فهو لم يفهم الدين علي حقيقته، وهذا هو مرض العصر، الذي يتمثل في عدم تفهم الدين علي حقيقته، وأنه في 95٪ من نصوصه يتكلم عن الأخلاق المرتبطة بالعقيدة، مرض العصر ألا نفهم حقائق الأشياء وأن نقف عند ظواهرها، يعني { يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}، الشريعة الإسلامية أرحب وأوسع من أن نحصرها في أحد فروعها.
مفهوم الدولة
يثار جدل حول مفهوم الدولة (الدينية- المدنية) ما منظور الدولة وحدود الفصل أو الدمج فيها ما بين الدين والسياسة في الإسلام؟ وكيف تصل مصر إلي نموذج الدولة المدنية التي يقرها الإسلام؟
تنقسم الدول إلي ثلاثة أنواع، أولاها الدولة الدينية، وهي التي تعني أن يكون الحاكم نائبًا عن الله، كأنه موحي إليه من الله، والإسلام لا يعرف الدولة الدينية، والدولة الثانية هي الدولة العلمانية، وهي التي تشترط في دساتيرها إبعاد الدين عن كل شيء، والإسلام يرفض هاتين الدولتين، أما الدولة الثالثة هي الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وهي النموذج المثالي للدولة المصرية، ولم يكن هذا أمرًا حديثًا بل كان منذ قرن ونصف القرن في عهد الخديو إسماعيل، وفي هذا النموذج تكون الدولة دولة دستور ودولة مؤسسات، وبها مجلس شعب وقوانين، وتحتوي علي هيكل قضائي وإداري وتتحقق بها المشاركة وتداول السلطة والمسئولية، إذًا نحن نتبني نموذج الدولة الحديثة التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
هل ينبغي أن يختلف دور عالم الدين في هذه المرحلة التي تمر بها مصر عن المراحل السابقة وكيف؟
في هذه المرحلة يجب علي العلماء والمفكرين السعي جاهدين في تحقيق وحدة الصف التي تعتبر فرضًا من فروض الدين، وأساسًا من أساساته خاصة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة حاليًا؛ حيث يتربص أعداؤها بها ويحاولون فرض روح الشحناء والتفرقة والنعرات الطائفية بين أبناء الدين الواحد، وذلك من خلال الحض علي تعاليم الإسلام السمح واتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلي الله وكيفية العيش مع الآخر وتقبله واحترام عقائده.
كيف تستجمع مصر قواها مرة أخري؟
بالإيمان بالله سبحانه وتعالي، والعلم والتنمية، والقيم الأخلاقية، والسعي من أجل أن نعمر مصر بسواعد أبنائها بعيدًا عن أي شكل من أشكال التدمير، وتوصيل رسالة الأمل الفسيح إلي الناس، حيث إن كثيراً من الناس محبط وقلق وخائف من المستقبل، لكن قضية الأمل هي التي ستجعل الناس تعود مرة أخري إلي العمل وإلي السعي والاجتهاد.
دور المرأة
هل تري فضيلتكم أن دور المرأة تراجع حاليًا وهل من الممكن أن تعتلي منصب الإفتاء امرأة؟
المرأة لم يتراجع دورها علي الإطلاق ولم تهمش وهذا كلام مرفوض، فقضيتها ركن مهم في بناء المجتمع والنهضة الحضارية؛ لأن لها النصيب الأكبر في بناء تلك النهضة، والإسلام قضي علي كل أشكال التمييز ضدها، ونحن كذلك ضد كل الدعوات التي تريد إقصاءها بأي حال من الأحوال، وتحت أي مسمي من المسميات، وأنا لا أرفض تعيين المرأة أمينة فتوي بدار الإفتاء المصرية، لأن لا القانون ولا الشرع ولا العرف يمنعون هذا، بالعكس نحن نرحب بها في دار الإفتاء، لكن هذا لا بد أن يكون وفق شروط ومؤهلات تؤهلها لأن تكون أمينة فتوي، هذه الشروط تتمثل في حفظ القرآن والمتون الفقهية واللغوية، وأنا حتي وقتنا هذا لم أقابل امرأة تتفق عليها الشروط اللازمة للتعيين في أمانة الفتوي، ولو وجدت فإنني سوف أعينها كبيرة أمناء الفتوي بالدار، نحن لا نريد مجرد إثبات حالة بتعيين امرأة مثلما حدث في العصور الماضية مما أسهم في انهيار مؤسسات المجتمع، بل نريد أن نضعها في مكانها الصحيح وفق الإمكانات والخبرات والكفاءات وهذا سيصب في مصلحة المرأة وقضيتها قبل أن يصب في مصلحة المؤسسة التي ستكون فيها، وبالتالي يجب علي المرأة أن تعي جيدًا أن لها دورًا عظيمًا في النهضة الحضارية مما يحتم عليها أن تؤهل نفسها جيدًا من أجل أن تقوم بدورها في بناء الأمة والحضارة والنهضة.
قلت من قبل أن مصر لم ولن تفقد وحدتها الوطنية ما هو مبعث هذا الشعور المتفائل؟
"الوحدة الوطنية" تمثل تجربة فريدة في تاريخ مصر، لا يستطيع أحد أن ينال منها؛ لأنها ممتزجة بدماء المصريين التي اختلطت في السراء والضراء، ولم يفرق ترابها في الحروب المختلفة بين دم مسلم أو مسيحي، فالكل قدَّم دمه فداء لوطنه الذي يحمله في قلبه، وحروب مصر وصد العدوان عنها كانت خير شاهد علي ذلك، وبالتالي فإنه من الواجب بل من أوجب الواجبات الحفاظ علي هذه الوحدة في الوقت الراهن؛ حتي تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، وأن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن، فالجميع شركاء في خيره، وشركاء كذلك في اقتسام التكلفة التي سندفعها جميعًا مسلمين ومسيحيين إن تركنا مصر للفرقة والتمزق، وبالتالي علينا تفويت الفرصة علي من يريد أن يوقع بين الأمة المصرية.
هناك بعض الدول الإسلامية تشترك بجزء من الليل وتظهر الرؤية في إحداها ولا تظهر في الأخري ووسائل الإعلام الحديثة تقوم بالتبليغ عن هذا الظهور فما حكم الشرع في صيام الدولة التي لم يظهر بها الرؤية؟
المنصوص عليه فقها الذي عليه أكثر المشايخ أنه لا عبرة باختلاف المطالع في إثبات رؤية هلال رمضان، وأنه إذا رأي الهلال أهل بلد لم يره أهل بلد آخر يجب علي أهل البلد الآخر الذين لم يروا الهلال أن يصوموا برؤية أولئك الذين رأوه قال الكمال بن الهمام الحنفي صاحب فتح القدير رحمه الله : وإذا ثبت في مصر لزم سائر الناس فيلزم أهل المشرق برؤية أهل المغرب في ظاهر المذهب لعموم الخطاب في قوله عليه الصلاة والسلام (صوموا) معلقا بمطلق الرؤية في قوله (لرؤيته) وبرؤية قوم يصدق اسم الرؤية فيثبت ما تعلق به من عموم الحكم فيعم الوجوب.
وقيل يختلف باختلاف المطالع لأن السبب الشهر، وانعقاده في حق قوم للرؤية لا يستلزم انعقاده في حق آخرين مع اختلاف المطالع وممن قال باعتبار اختلاف المطالع الشافعية جاء في المجموع شرح المهذب ما ملخصه :وإن رأوا هلال رمضان في بلد ولم يروه في آخر، فإن تقارب البلدان فحكمهما حكم بلد واحد ويلزم أهل البلد الآخر الصوم بلا خلاف، وإن تباعدا فالصحيح أنه لا يجب الصوم علي أهل البلد الأخري، والتباعد يكون باختلاف المطالع، والتقارب ألا تختلف .ونحن وإن كنا نميل إلي ترجيح الرأي القائل بأنه لا عبرة باختلاف المطالع لقوة دليله ولأنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من وحدة المسلمين وجمع كلمتهم .وأنه متي تحققت رؤية الهلال في بلد من البلاد الإسلامية يمكن القول بوجوب الصوم علي جميع المسلمين الذين تشترك بلادهم مع بلد الرؤية في جزء من الليل ذ إلا أننا نؤكد أن المسألة من الفروع الخلافية التي يجوز الأخذ بأي من القولين فيها.
صيام المهن الشاقة
رمضان سيأتي هذا العام في الحر الشديد ،فهل يجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار ؟
يجوز للمزارعين الذين يزرعون في الحر الشديد الذي قد يتسبب في هلاك الشخص، بحيث لا يستطيع الصيامَ إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنه تأجيلُ عملهم لليل أو لما بعد رمضان أن يُفطِرُوا.
وقد أصدرت دار الافتاء فتوي بذلك قالت فيها إنه يجب علي هؤلاء أن ينووا الصيام من الليل، ثم إن شاءوا أفطروا في اليوم الذي يغلب علي ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذي يصعب معه الصيامُ، وعليهم القضاءُ بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك.
وأوضحت الفتوي في تأصيلها أن المَظنَّة مَنزِلةَ المَئنَّة، فالسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالي بالمكلفين، ومن يُسر هذه الشريعة الغراء، ومن القدرة الحسية أيضًا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقًّا لا يستطيع التخليَ عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة مَن يَعُول؛ فإن كان المكلفُ لا يَتَسَنَّي له تأجيلُ عملِه الشاقِّ المهلك لِما بعدَ رمضان، أو جعلُه في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلي أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ من حيث كونُه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، خاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة.
ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية، أي إيقاع النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب علي ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛ تنزيلا للمظِنَّةِ منزلةَ المَئِنَّة.
وأشارت الفتوي إلي أن هذا الحكم تحدث عنه عدد من العلماء من بينهم العلامة الحطَّاب المالكي في"مواهب الجليل شرح مختصر خليل"، والشيخ البيجوري في حاشيته علي فتح القريب لابن قاسم شرح متن أبي شجاع، وغيرهما.
ما حكم من أفطر في رمضان لعذر ومات قبل زواله ؟
من أفطر في شهر رمضان لعذر من الأعذار ثم مات قبل زوال هذا العذر سقط عنه القضاء، مشيرا إلي أنه إن زال العذر قبل موت الشخص بمقدار يسع قضاء ما فاته من الصيام لزمه القضاء، ولا يسقط عنه بالموت.
ولا يلزم من أفطر في شهر رمضان لعذر أن يوصي ورثته بإخراج فدية، ولو أوصاهم بإخراج فدية فهو من قبيل التصدق.
ورأي الجمهور أنه لا يصام عن الميت مطلقا، ولكن يطعم عنه وليه عن كل يوم مسكينًا؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: امن مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينًا أخرجه الترمذي وابن ماجه.
نريد من فضيلتكم أن ترسل رسالة قصيرة لكل المصريين؟
نريد أن نربي أنفسنا علي ثقافة الأخذ بالأسباب، وعلي العمل والتنمية، وأننا لن نذل أنفسنا أمام العالم الخارجي، لأن مصر مليئة بالخيرات، وخير دليل هم أبناء مصر في الخارج، لذا أنا أدعو إلي الاستفادة بالخبرات المصرية الموجودة بالخارج وتهيئة الأجواء لعودتهم فهم ثروة حقيقية لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.