أولاً: أصوات تعلو لتهاجم شيوخ القضاء وأحكامه هناك حملة مخططة تخدم مصالح سياسية معينة لا يمكن أن نسميها إلا بتصفية حسابات قديمة كما لو كانت المعركة مع المحكمة الدستورية العليا هي معركة ثأر وانتقام منذ أصدرت حكمها بحل مجلس الشعب بأسانيد قانونية احترمها معظم رجال القانون. ولكن ما يهمنا جميعاً كمواطنين أمام هذه المعارك ذات الخلفية السياسية هو أن تلك المظاهر التي يجب أن تختفي من شوارع مصر وبعض مظاهراتها من شعارات وكتابات تخرج عن حدود الأدب واحترام القضاء مطالبة بتطهير القضاء وذلك يعني اتهامات ظالمة وغير مقبولة من الغوغائيين في الشارع المصري الذين أصبحوا يؤمنون باستباحة كل مقدسات الدولة من القضاء الموكل إليه إقامة العدل إلي القوات المسلحة ومجلسها العسكري الذي حمي الثورة ووعد فأوفي بتسليم السلطة إلي من انتخبه الشعب. وأسمح لنفسي هنا بأن أقول كل هذه الأصوات لا تعلم أن أغلبية هذا الشعب في عمق ضميره وعقله يريد أن تظل القوات المسلحة علي وعدها بأن تحمي هذا الشعب في حالة التجاوزات التي يقوم بها الخارجون علي القانون، وقد وصلني عدد لا يحصي من المكالمات التليفونية مساء الأحد ويوم الإثنين معلنة ارتياحها النفسي لكلمات المشير طنطاوي التي قال فيها: "مصر للمصريين جميعاً، ولن نسمح بأن تكون لجماعة معينة" وأهمية هذا التصريح أن يأتي في نفس يوم اللقاء مع وزيرة خارجية أمريكا مدام كلينتون التي خرجت المظاهرات في العباسية وأمام السفارة وأمام مقر إقامتها تعبر عن غضبها لموقف التدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية. ثانياً: محافظ الجيزة يقود حملة قوية ضد الخارجين علي القانون كلما مررت بقرب ميدان التحرير أملاً في الوصول إلي شارع طلعت حرب وشارع قصر النيل كان يصدمني دائماً وجود باعة جائلين بمظهر كريه يمثل اعتداء صارخاً علي كل قواعد القانون والضبط والربط والذوق العام وامتهان هيبة الدولة، وكنت دائماً أتساءل وكررتها في هذا المكان أكثر من مرة متي سيأتي اليوم الذي سيتم فيه الجلاء عن هذه المنطقة، وبعد يأسي علي مصير الشوارع المحيطة بميدان التحرير التي أفقرت الفوضي تجار هذه المنطقة لما يزيد عن عام ونصف. وجاء محافظ الجيزة ليطمئن نفسي بنموذج طبق في محافظته منذ أسبوع مضي حيث قامت أجهزة المحافظة وقوات الأمن بتشكيلاتها المختلفة من المرور وشرطة المرافق في منطقة الثلاث طوابق بإجلاء عدد كبير جداً من الباعة الجائلين الذين اعتدوا واعتادوا علي احتلال أماكن ليست لهم بجانب أيضاً ميكروباصات اختارت الفوضي وشلل حركة المرور بالتكدس في الشوارع والبلطجة من جانب من يقودونها وتمكنت الحملة من أن تعطي نماذج مشرفة لقيادة العمل بالمحافظة التي اختارت الحسم والضبط والربط وبقي السؤال الكبير: متي يمكن أن يصبح الضبط والربط مسلكاً مستمراً وليس فقط لأيام أو أسابيع؟ وفي رأيي أن ذلك لن يتحقق إلا باستمرار التعاون الكامل بين أجهزة المحافظة والتي أرجو الوزير الهمام اللواء محمد إبراهيم بأن يعطي كل الإمكانيات للمحافظة للاستمرار في إعطاء هذا النموذج وأتساءل أيضاً: متي ستبدأ جماهير هذا الشعب في التعاون مع الأجهزة التنفيذية ببعض مبادرات بسيطة مثل مقاطعة شراء البضائع من الباعة الجائلين الذين يحتلون الطرقات والأرصفة؟ والتعامل بنفس الأسلوب مع سائقي الميكروباص الذين يشجعهم البعض أحياناً علي ارتكاب المخالفات؟! وأقول أيضاً للأخ العزيز الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة الذي يعلم أكثر مني أنه بقي الكثير الذي يجب عمله في محافظة الجيزة وليت يده تمتد قريباً إلي ميدان الجيزة. ثالثاً: من المسئول عن قطع طريق أسيوط - القاهرة؟ اتصلت بي الأستاذة حنان المراغي وهي سيدة فاضلة كانت تعمل مدرسة كيمياء لتبلغني مساء الأربعاء الماضي بأن مجموعة من البلطجية تجرأوا بقطع طريق قطار أسيوطالقاهرة قبل البدرشين بثلاثة كيلو مترات عند منطقة "الواسطة" وكان الهدف هو الضغط علي المسئولين لتوصيل مياه الشرب إلي منطقتهم واستمر تعطيل القطار تسعة ساعات والسيدة المذكورة هي مواطنة مهتمة بالشأن العام وهي علي اتصال دائم بي في كل مرة يهدد فيها الوطن، كما أنها شديدة الحرص علي الدفاع عن دور الجيش والأمن المركزي، وسؤالي هو هل كان من الممكن أن تحصل مثل هذه الأحداث إذا كانت الضبطية القضائية لم يتم إلغاؤها؟