أولاً: إعطاء كل ذي حق حقه دون انحياز لأحد أقول أنه في يوم قام الرئيس الدكتور مرسي بالتوفيق بين الشرعية الدستورية بحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا واستجاب إلي رأي المستشارة تهاني الجبالي ومعها مجموعة من المستشارين الأجلاء بضرورة علنية حلف اليمين. وقبلها ذهب إلي من أيدوه في ميدان التحرير للاعتراف بشرعية الثورة ولا تناقض طالما أن رئيس الدولة سيقوم بترتيب أولويات مهامه. وكانت فكرة في مكانها أن يضيف شرعية جديدة في تقاليدنا وهي شرعية العلم بزيارته لجامعة القاهرة. وقد ذكرتني زيارته للجامعة بسابقة تاريخية حين تولي الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الحكم وبعد أداء اليمين ذهب إلي جامعة السوربون معقل العلم وتوجه علي أقدامه إلي مقبرة العظماء »Le Pantheon« التي لا يدفن فيها إلا الكتاب والمفكرون ومعه باقة من الورود يكرم بها أهل العلم والإبداع. وقد أدي الرئيس د. مرسي واجبه أمام الثورة والدستور والعلم بقي أن أوجه إليه رسالة من مواطن متابع لما يجري علي الساحة لأقول له: بقي واجب واحد اقترح له أن يؤديه لتكتمل المنظومة وهو: "تكريم من حموا الثورة" وعلي رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي بإعطائه قلادة النيل العظمي وهي أعلي درجة تكريم في جمهورية مصر العربية، وأن تعطي أوسمة نجمة سيناء لأعضاء المجلس العسكري. القوات المسلحة بصفة عامة والمجلس العسكري بصفة خاصة بقيادة المشير حسين طنطاوي أخذوا علي أنفسهم عهدين منذ بداية الثورة، الأول حماية الشعب الذي قام بالثورة وتم تنفيذه فاستطاعت الثورة أن تحقق هدفها الرئيسي بتغيير النظام، والعهد الثاني أن يسلم المجلس العسكري السلطة إلي الرئيس المنتخب وتم ذلك في الموعد المحدد. بقي هدية المجلس العسكري إلي شعب مصر وهو تحمله فوق طاقة البشر الحملة الطائشة والظالمة والمرفوضة برفع شعارات "العسكر" و "ارحل.. ارحل". إذاً تكريم الرئيس مرسي لممثلي جيش مصر العملاق بتاريخه وحاضره هو بمثابة إعطاء كل ذي حق حقه. ثانياً: الجلاء عن ميدان التحرير والذهاب إلي قدسية العمل قصة ميدان التحرير هي جزء من تاريخنا المعاصر وما ترتب عليه من ثورة وتغيير في نظامنا السياسي، ومع مرور الوقت تغير وجه الميدان وقل دور وعدد ومكان الثوار الحقيقيين ليحتل جزءا مهما من المكان الباعة الجائلون والخارجون عن القانون ويفرضون علي هذا المكان قبحاً لا يستحقه واحتقارا لقيم الاحترام والكرامة والنظافة. لن نبكي علي ما هو قائم وسنقترح مبادرة عملية للرئيس د. مرسي: تحويل الميدان إلي مزار تاريخي وياليتنا نضع في وسط الميدان تمثالاً لأحد ثوار مصر الأوائل "أحمد عرابي" كما اقترحت منذ شهور في هذه الصفحة... وياليتنا نضع فيه متحفاً تحتل فيه صور تاريخية لثوراتنا العظيمة.. أما الثورة الحقيقية بعد ذلك هو أن يتم إجلاء المعتصمين الذين تعودوا علي آجال غير محدودة وبضغوط غير مفهومة علي السلطة التنفيذية للاستجابة الفورية دون نظام مثل كل دول العالم، وبغير دراسة اقتصادية واعية ومتأنية عن الفرق بين الممكن والمستحيل "مالياً" في الاستجابة لمطالب المعتصمين. وليت رئيس الدولة يوجه نداء وطنياً عاجلاً بإجلاء من يجب إجلاؤهم عن ميدان التحرير ليذهبوا جميعاً إلي واجب ديني مقدس وهو العمل: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ثالثاً: القدوة والنموذج مع محافظ القاهرة أعجبني موقف في احترام الذات واختيار المكان المناسب للرجل المناسب، عندما علمت أن محافظ القاهرة المهندس عبد القوي خليفة غادر قاعة الاحتفالات في الجامعة حينما لم يجد المكان المناسب له. والخاص جداً في أسلوب هذا الرجل هو قدرته علي الجمع بين الاعتزاز بنفسه وبكرامته وبين التواضع الجم في التعامل مع الآخرين في آنٍ واحد. ليت الرئيس الدكتور مرسي يعطي هدية لعاصمة مصر كلها بأن يحتفظ بنفس المحافظ في موقعه ولديه كم من المشروعات بدأ بعضها ومطلوب دعم رئيس السلطة التنفيذية له بالإمكانيات والتوجيهات لمؤسسات الدولة الأخري بمعاونته لتصبح القاهرة عاصمة نفتخر بها جميعاً. رابعاً: النائب العام.. نموذج لمن يعملون في صمت لعل العاملين في مجال الإعلام استوعبوا كيف أن النائب العام د. عبد المجيد محمود قد اختار العمل الكامل في صمت نحترمه، لا ينظر يميناً ولا يساراً إلي نقد أو شعارات، وحينما سيكتب تاريخ هذه المرحلة التي عشناها منذ 25 يناير فإنني علي ثقة أنه سيتم إنصافه وأن يأخذ حقه من التقدير والتكريم.