القس صفوت البياض أثناء حواره مع محرر »الأخبار« مطالب الأقباط في الدستور ليست فئوية ولگنها الحريات التي اتفق عليها الجميع الشعب المصري تعلم شعار (ارحل) والرئيس إما أن يعدل أو يرحل أثارت الأخبار التي ترددت عن فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية مخاوف قطاع عريض من المواطنين ومنهم الاقباط حول اتجاه نظام الحكم الي الدولة الدينية وتقلص الحريات والخوف من تطبيق الشريعة الاسلامية بما فيها اقامة الحدود ورغم تأكيد الدكتور مرسي بضمان حقوق الجميع بمن فيهم الاقباط الا ان المخاوف لاتزال قائمة لحين الاحتكاك بالواقع واتضاح نية ما يسمي بالتيار الاسلامي. وعلي الجانب الآخر كانت هناك مخاوف من قطاع غير قليل من اعادة انتاج النظام السابق في حالة فوز الفريق شفيق وأمام هذه المخاوف حاورت (الأخبار) احد قادة الكنيسة المصرية من المفكرين المعروفين الذين لهم خبرة في العمل الديني والاجتماعي علي مستوي مصر والشرق الاوسط الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية في مصر ورئيس مجلس كنائس الشرق الاوسط لدورتين. تحدث الرجل بقوة ومن منطلق وطني قائلا: لا أخشي الدولة الدينية لان طبيعة الشعب المصري هي التدين، كما ان الشعب المصري لايسمح بعودة النظام السابق في جميع الاحوال وعلي الرئيس ايا كان ان يعلم ان الانتصار للضعيف هو القوة والانتصار للقوي هو الضعف بعينه واذا عدل الرئيس فإننا جميعا سنكون معه واذا لم يعدل فإن الشعب قد تعلم لغة جديدة هي ان يقول للحاكم ارحل، واستطاع ان ينفذ ذلك ويحاكم الطاغية وقال ان منصب الرئيس اصبح مسئولية اكثر منه وجاهة لانه يحاكم امام الله عن نفسه وعن رعيته. وكل هذه الآراء وغيرها سوف تتضح جليا من خلال تتبع هذا الحوار: هل فوجئت بنتائج انتخابات الرئاسة التي تم الاعلان عنها؟ النتيجة لم تعلن بشكل رسمي بعد ولكن ما يؤسف فإن التصويت كان يتم بشكل طائفي حتي بين افراد الدين الواحد ولصالح مرشح اسلامي ومرشح آخر اسلامي وليس مسيحيا وكان البعض يتخذ موقفا من المرشح اذا لقي تأييدا من عدد من الاقباط فما بالك لوكان المرشح مسيحيا ايضا وقال ان هذا المعيار الطائفي سيئ ونتمني ان ان يختفي من حياتنا. هل تعتبر ان فوز مرشح التيار الاسلامي يعدخطوة نحو الدولة الدينية التي يخشاها معظم المصريين؟ لا اخشي الدولة الدينية فالمثل يقول تكلم حتي أراك ونتمني ان تكون تجربة الرئيس افضل من تجربة البرلمان التي لم تنل رضي معظم المصريين فالمهم الممارسة واما ان يعدل الرئيس فيقبله الشعب او لايعدل فيلفظه الميدان والمنصب مسئولية اكثر منه امتيازا وعليه ان يثبت انه ملك للجميع. في ظل الله هل تخاف علي وضع الاقباط في ظل الرئيس الجديد؟ الاقباط يعيشون تحت ظل الله وليس تحت ظل انسان فالانسان هو نفخة كان ولم يكن عبارة عن نفس داخل وآخر خارج لكن الله الاقوي دائم ولايتغير والكتاب المقدس يقول لنا ملعون من يتكلع غلي ذراع بشر وطوبي للانسان الذي يجعل الله متكله. اما من جهة المسئول ان لم يكن مسئولا حقيقيا يعبر عن الاقلية قبل الاغلبية ويعبر عن المهمشين قبل الاثرياءوالاغنياء لا يكون عادلا وهو مسئول امام الله عن نفسه وعن رعاياه كما ان شعبنا تعلم شعار (ارحل) وامام الرئيس القادم ان يعدل أو يرحل. هل تتوقع حدوث اضطرابات بعد تولي الرئيس الجديد الحكم؟ نتمني ان نقضي حياة هادئة مطمئنة 0الاضطراب ليس في صالح احد والاضطراب مثل التراب حيث يكيل الناس علي انفسهم التراب. لا.. لم أفاجأ هل فوجئت بحكم الدستورية العليا فيما يخص مجلس الشعب؟ لم افاجأ بالحكم كغيري من المصريين لاني لم اكن مستريحا للنظام الانتخابي الذي لم نسمع عنه في كل الدنيا بتخصيص الثلثين للاحزاب والثلث الآخر بمشاركة الاحزاب ايضا بدلا من اقتصاره علي المستقلين وبالتالي نجح في اعطاء الاحزاب كل شيء ولم يعط للافراد سوي السقط. وقال لايجب الطعن علي احكام الدستورية العليا حسب الدستور باعتبارها اعلي درجات التقاضي والمرجع القانوني. فرصة للجميع هل اعادة انتخابات الشعب سوف تكون فرصة للاقباط ان يشاركوا افضل في الحياة البرلمانية ؟ انتخابات الشعب ستكون فرصة لجميع المصريين اذا تم فتح مساحة اكبر للافراد لكن المشكلة ستكون قائمة اذا تم التصنيف علي اساس طائفي كما حدث في المرحلة الاولي واقترح ان يتم تخصيص مقاعد للاقباط سواء في الدوائر الفردية او علي القائمة لمنحهم ممارسة حقهم الدستوري لفترة من الوقت حتي يتعود المجتمع علي تقبل الآخر ومثلما يحدث في دول عربية مجاورة مثل الاردن ولبنان وسوريا وفلسطين. ما رأيك في الاعلان الدستوري المكمل؟ لا بأس به حيث يتضمن اجراءات مؤقتة لسد الفراغ الدستوري في غياب السلطة التشريعية الممثلة في مجلس الشعب واذا جاء برلمان قوي يستطيع سن القوانين التي يراها في صالح المجتمع. وماذا عن الجمعية التأسيسية للدستور وهل قررتم الانسحاب منها؟ الجمعية ما زالت قائمة رغم اعتراضنا عليها لانها شكلت علي اساس المغالبة للمرة الثانية ومع ذلك لم نقرر الانسحاب منها في انتظار التنسيق مع باقي الكنائس والازهر لاتخاذ موقف موحد وفي اي الاحوال نتمني لها النجاح لنصل الي توافق يرضي جميع الاطراف قبل ان يدهمنا الوقت. ما هي المواد التي تتوقع وجود اختلاف عليها بين اعضاء اللجنة عند وضع الدستور؟ يظهر ذلك عند وضع نظام الحكم وهل هو برلماني ام رئاسي او مختلط ام دولة دينية وأظن ان جميع المصريين يفضلون الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وهو ما نادت به ثورة 25 يناير وكذلك المادة الثانية من يري كتابة ان الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وليست مباديء الشريعة وبذلك تختلط الامور بين تطبيق المباديء والاحكام وأتمني ألا يتم الاقتراب من هذه المادة سوي باضافة الفقرة التي اقرها الازهر الشريف الخاصة باحتكام الاقباط إلي شرائعهم في احوالهم الشخصية. ليس لهم مطالب ما مطالب الاقباط في الدستور؟ الاقباط ليس لهم مطالب فئوية وأعتقد ان التأكيد علي حرية الاعتقاد، العبادة وممارسة الشعائر الدينية واحترام حرية الرأي وباقي الحريات التي تنص عليها المواثيق والاتفاقيات الدولية هي نفس المطالب التي تهم كل مواطن في مصر سواء مسلما او مسيحيا. فالحرية هي الهواء الذي يستنشقه الانسان وهي مثل لقمة العيش تماما والدستور لايقيد الحريات وإنما ينظم الحريات.