سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبح »البطلان« يطارد التأسيسية للمرة الثانية د. حسام عيسي : الاختيارات »مهزلة« والتصويت تم بدون وعي
د. حازم حسني : الاختيار جاء بناء علي صفقات سياسية مشبوهة
وكأننا نحرث في البحر ..ونهدر في الوقت ..!! ففي الامس القريب تم الطعن علي الجمعية التأسيسية بسبب طريقة تشكيلها واختيار اعضائها من البرلمان ليتم قبول الحكم ، ولكن لاننا نعشق تكرار الخطأ ونهوي السطو والتكويش والسيطرة ، فقد جاء الاختيار الثاني لاعضاء الجمعية بنفس طريقة تشكيل الاولي ..حيث اعضاء من البرلمان واختيار في معظمه علي أساس ديني ..وتجاهل للمرأة بشكل متعمد ..واقصاء قوي ليبرالية لها وزنها في الشارع ..ليبقي المستفيد تيار بعينه يريد ان يستأثر بكل شئ ..هذا لسان حال المستبعدين من الجمعية التأسسية وسياسيين ومفكرين وحركات ثورية ابدت استياءها من المحصلة النهائية للجمعية التأسيسية .." الاخبار " رصدت اراءهم في هذا المولود الدستوري الذي سيشكل الدستور الاول بعد الثورة ..فماذا قالوا؟ في البداية يستنكر الدكتور حسام عيسي استاذ القانون (احد المستبعدين من اللجنة التأسيسية) سيطرة التيار الاسلامي علي الجمعية التأسيسية ويصف النتائج التي انتهت اليها الجمعية التأسيسية بالمهزلة , وانها عملية مثيرة للالم , وتدعو الي الشك والريبة وتشير الي انه لا فائدة مما يحدث ولن تتحسن الامور ولن تسير علي الطريق الصحيح متعجبا من طريقة الاختيار والمعايير التي تم الاستناد اليها في تشكيل الجمعية التأسيسية ويستنكر ايضا علي الاحزاب التي صوتت واختارت اسماء واستبعدت اسماء اخري . ويؤكد الدكتور حازم حسني استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان اللجنة التأسيسية لم تؤسس علي اعتبارات الكفاءة والجدارة وانما قامت علي توافقات وصفقات سياسية مشبوهة بين الاحزاب والقوي السياسية لذلك جاء اختيار الاسماء معبرا عن القلة التي تدعي انها تمثل النخبة السياسية وبالفعل استأثرت هذه القوي علي اللجنة والشعب لم يشارك في بناء الاطار العام ولم يتفق علي القضايا الخلافية بين ابناء الشعب ويتوقع ألا تكتمل هذه الجمعية وان اكتملت فانها ستضع دستورا مشوها لا يضمن الاستقرار للبلاد . ويضيف استاذ العلوم السياسية انه كان من المفروض ان يكون هناك نقاش مجتمعي بين طوائف الشعب المختلفة والاتفاق حول كيفية وضع الدستور .. ولكن تم اختيار الافراد اعضاء الجمعية ليتم تفصيل الدستور علي مقاس هؤلاء الاشخاص مستنكرا الاسلوب والطريقة التي تم بناء عليها اختيار اعضاء الجمعية التأسيسية واعتبرها " مسلوقة " فكانت النتيجة في النهاية هي استبعاد عدد كبير من الشخصيات الوطنية التي تعتبر " قامات " مشهود لها بالنزاهة والوطنية . نفس العيوب وينتقد الدكتور جمال سلامة استاذ العلوم السياسية نسبة التمثيل التي تم الاتفاق عليها من جانب الاحزاب وهي نسبة 50 ٪ و50 ٪ ويشير الي ان نفس الانتقادات التي وجهت الي الجمعية التأسيسية في المرة الاولي وهذه العيوب والتي تهدد ايضا عدم دستورية هذه الجمعية هي فكرة النسبة التي تتمتع بها احزاب الاكثرية البرلمانية كما ان بعض احزاب الاغلبية قامت بإدخال بعض المنتمين اليها بطرق ملتوية من خلال اسم الشخصيات العامة او النقابات او اساتذة الجامعات او غيرها من الفئات المستقلة المحددة في المعايير المحددة للاختيار وكان يجب علي حزب الاكثرية ان يعي جيدا ان الاغلبية له هذه المرة ومن الممكن ان يصبح اقلية في دورات قادمة . ويوضح ان استبعاد الكثير من الشخصيات المشهود لها بالوطنية كان بسبب نسبة النصف والنصف وبالاضافة الي ادراج اسماء لها انتماءات الي جماعة الاخوان الي الشخصيات المستقلة عن طريق نقابات او جامعات او غيرها وذلك لان المادة 60 من الاعلان الدستوري لم تحدد طريق الاختيار . ويصف الدكتور ثروت بدوي الفقيه الدستوري (احد المستبعدين من اللجنة التأسيسية) طريقة تشكيل الجمعية التأسيسية بالخاطئة وانه لا ذنب للشخصيات التي تم اختيارها وان الاختيار يجب ان يكون من الشعب مباشرة ويكون للشعب في اختيار من يمثله في الجمعية التأسيسية حتي يتحقق مبدأ التوافق الشعبي ويكون الاختيار عن طريق الانتخابات . استحواذ وأنانية وتشير فاطمة ناعوت الناشطة السياسية والشاعرة ( احد المستبعدين من اللجنة التأسيسية) ان هناك لعبة استحواذية تتسم بالانانية وحب الذات سيطرت علي اختيارات الجمعية التاسيسية حيث ان الاحزاب الدينية وعلي رأسهم الاخوان المسلمين استحوذوا علي 50٪ من الجمعية التأسيسية مطالبة بضرورة اعادة النظر في هذه الاختيارات واعادة انتخاب الاعضاء حتي لا يخرج الينا دستور إقصائي فاشي عنصري بعيد كل البعد عن التوازن والعدل والتوافق والتمثيل المتوازن وتوجه انتقادا حادا لحزب الحرية والعدالة في عدم تطبيق العدالة والمساواة وطالبت جميع القوي السياسية بضرورة التصدي لمحاولات التيار الاسلامي تمزيق وحدة مصر وتفيتيها بعمل دستور عنصري غير متوازن وتعبر عن استيائها من استبعاد عقول وشخصيات وقامات كبيرة تمثل جميع الوان الطيف السياسي في مصر وتعتبر هذا الاستبعاد متعمد لافساح المجال للسيطرة والاستحواذ من جانب تيار الاسلام السياسي . بينما يري الدكتور محمد نور فرحات الفقييه الدستوري واحد المستبعدين من الللجنة التأسيسية ان الاعضاء الذين تم اختيارهم سيواجهون عبئا كبيرا في كتابة هذا الدستور الجديد ولابد من ان يراعوا جميع التوجهات ويرضوا جميع الاطراف المصرية وامتنع عن التعقيب علي طريقة اختيار الاعضاء واستبعاده هو وعدد كبير من القامات الوطنية من اللجنة التأسيسية . تجاهل المرأة وأعربت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة عن استيائها الشديد من معايير تشكيل الجمعية التأسيسية والطريقة التي خرج بها أعضاؤها حيث لم يكن هناك تمثيل صحيح للمرأة التي تعتبر نصف المجتمع وتمثل 25 ٪ من القوي المنتجة في المجتمع في كل المجالات . وأضافت التلاوي ان الجمعية التأسيسية تم اختيارها علي اساس ديني وهذا مؤشر خطير للغاية . قال طارق الخولي المتحدث الرسمي باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) ان الجمعية التأسيسية في محصلتها النهائية تشير الي سطو صارخ للاخوان علي طريقة تشكيلها ، بما يتنافي مع كل مطالب القوي الثورية والسياسية التي طالبت بمبدا المشاركة المتساوية لكل فئات الشعب المصري دون مغالبة او سطو او سيطرة او تكويش . وتساءل الخولي باستنكار شديد : لا اعرف لماذا تصر جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسية المتمثل في حزب الحرية والعدالة علي مخالفة القانون وضرب احكام القضاء في عرض الحائط .