د. على السمان أولاً: سؤال بالغ الصعوبة: من ننتخب..؟! الهدف الاستراتيجي الذي يهم أنصار مدنية الدولة والمواطنة والتصدي للتطرف وحماية الأقباط والمرأة يقتضي وقفة تاريخية من عمرو موسي وأحمد شفيق. ما يهم كل الأحرار والوطنيين في مصر هو تفادي تفتيت الأصوات بين القيادتين العملاقتين. قيل في بعض الإحصائيات أن عمرو موسي لديه فرصة أعلي والمتابعون لانتخابات الرئاسة يقولون أن فرص شفيق في الفترة الأخيرة ارتفعت جداً، ولكن الموقف سيكون مأساوياً لو تفتتت الأصوات ولم ينجح أحدهما ويصبح المقعد من نصيب الإخوان المسلمين أو السلفيين الذين يقلقون شرائح كبيرة من أبناء هذا الوطن. ما هو الحل أمام هذه المعضلة..؟ رغم مكانة عمرو موسي لدي، أقول من خلال رصدي لحالة الرأي العام المصري أنني أستشعر أن المصريين يعطون أولوية مطلقة لإنقاذ الاقتصاد المصري المرتبط ارتباطاً وثيقاً بعودة الأمن للشارع المصري، وهذا يحتاج إلي قيادة لها تجربة أكبر مع الشأن الداخلي المصري، وأقول أن الفريق شفيق له علي المستوي الداخلي نموذج متكامل ليقدمه إلينا وهو نجاحه في تجربة الطيران المدني والتي هي أكبر بكثير من مجرد شركة طيران فهي اقتصاد وتدريب وقيادة وفي تفرده في تطبيق نظام "فريق العمل"، أضيف قيادته العمل قبل ذلك حين كان ضمن قادة سلاح الطيران أثناء معركة أكتوبر قبل أن يتولي قيادة القوات الجوية. وعلي الصعيد الآخر هناك عملاق السياسة الخارجية عمرو موسي الذي كانت له مبادرات وقدرة علي التصدي دفع ثمنها، وعلي المستوي الشخصي عمرو موسي لديه ذكاء فطري و جاذبية كبيرة. هل أخطئ إذا راهنت علي أن عمرو موسي إذا اقتنع أن انسحابه لصالح الفريق شفيق رغم فرصه العالية استجابةً ل "مطلب قومي" أننا نريد رئيساً يستطيع أن يعطي فرصاً أكيدة لإعادة صياغة الأمن وأجهزة الشرطة ليعلو قدر الضبط والربط، ومرة أخري فإن بيت القصيد بالنسبة لي هو خشيتي من تفتت الأصوات. وأقترح بكل صراحة للفريق شفيق أن يعد الأمة بأن يعامل عمرو موسي علي مدي عمره كبطل قومي ضحي بالطموح من أجل مصر. هذا هو الفرض الذي اتخيله الآن اللهم إلا إذا جاء نفس التفكير من أجل مصر في ذهن وعقل الفريق أحمد شفيق فيتنازل هو من ناحيته لعمرو موسي، ولكن حتي أتفادي تهمة النفاق رغم إيماني بأن المرحلة الحالية والدورة الرئاسية القادمة هي أحوج إلي الفريق أحمد شفيق. ثانياً: وصايا واقتراحات للرئيس القادم عودة الأمن لكل ربوع مصر: لم يعد الأمن مهدداً الآن في العاصمة فقط بل أيضاً علي أرض سيناء وفي جنوب مصر وعلي امتداد الساحل الغربي حتي السلوم، وحينما أقول عودة الأمن فإن ذلك يعني أيضاً إعادة الطمأنينة إلي رجال الشرطة والبوليس أنهم إذا قاموا بواجبهم بكل حزم وصرامة فإنه لن نسمح لأي غوغائي أن يحول كلمة الحزم والصرامة إلي كلمة الظلم والعنف. الإنتاج: لا شك أن عودة الأمن ستكون الدافع الأكبر لتعود عجلة الإنتاج إلي دورتها الطبيعية لأن الناس انشغلوا بالصياح والشعارات، وسندفع ثمن ذلك حينما سنسمع علي لسان رجل الثقة فاروق العقدة محافظ البنك المركزي وهو يقول: "لم يبق أمامنا إلا القليل قبل أن يعجز الغطاء النقدي عن سد احتياجاتنا للسلع الاستراتيجية". الاستثمار: علي الرئيس القادم أن يكون عنصرا مطمئنا للمستثمرين علي أرض هذا البلد لأنه لن يأتي المستثمر العربي والأجنبي إلا إذا اطمأن المستثمر المصري علي استثماراته وأمواله. ثالثاً: تحدي شفيق ومناورات سلطان حينما يستمع شفيق إلي بعض الاتهامات قبل موعد الانتخابات بأيام فمن الطبيعي أن ترتفع سخونة ردود فعله ولكن يتمسك بمبدأ المعلومات والوقائع، وألتمس من النائب العام المستشار المحترم عبد المجيد محمود سرعة التحقيق حتي لا تنال سمعة مرشح دون وجه حق، وثقتي كبيرة في رئيس مجلس الشعب الكتاتني أنه قادر علي التصدي لمشاغبات سلطان التي تؤذي سمعة البرلمان، ولو صح اتهام واحد أتمني أن ترفع الحصانة عن سلطان فوراً . وبالمناسبة كل التقدير للنائب العام لتعجيله بالتحقيقات في أحداث العباسية والآن نعرف دور حازم أبو إسماعيل وأتباعه في جرائم لا تغتفر.