مصطفى عبدالله نعم كنت أتخيل هذا وأكثر من الضمير الأدبي الحي في مصر وفي العالم العربي والمهاجر تجاه المأساة التي يمر بها أديبنا الكبير مجيد طوبيا، المختفي تماماً عن الساحة منذ زمن غير قصير، وانقطعت أخباره حتي عن أقرب الناس إليه، ووصفت في إطلالة الأحد الماضي ما آل إليه حاله من تردٍ، وما أصاب نفسه حتي أنني ناشدت وزير الثقافة، ورئيس اتحاد الكتاب أن يتوجها لزيارته لإدخال شيء من الطمأنينة إليه قبل أن يقررا ما الذي يفعلانه من أجله. وقد أسعدني كثيراً تناقل هذه الإطلالة علي شبكة الإنترنت في لمح البصر، وتداولها والتعليق عليها علي صفحات "الفيس بوك"، وتداولها عبر رسائل البريد الإلكتروني، وكانت في مقدمتها هذه الرسالة التي تكتسب قيمة خاصة لأنها ممهورة باسم الناقد الكبير الدكتور صبري حافظ الذي حملنّي أمانة إبلاغ مجيد طوبيا تحياته وتقديره لمنجزه الإبداعي، موضحاً أنه لو كان يعيش في مصر لبادر علي الفور بزيارته. وهذه الرسالة التي بعث بها أبو بكر العيادي، الروائي التونسي المقيم منذ أكثر من عشرين عاماً في فرنسا، ونصها: "هذه لفتة كريمة، فمجيد طوبيا- الذي اكتشفته في "تغريبة بني حتحوت" بعد نصوص كثيرة أخري كان ينشرها تباعًا في "العربي"- كاتب مُجيد يستحق أن يُحتفي به وبأدبه وإسهامه في إثراء المكتبة العربية في أجناس كثيرة كالقصة والرواية والسيناريو، ولا يجب أن يترك في خريف العمر خارج دوائر الاهتمام. أرجو أن يساهم مقالك هذا في تحفيز أهل الثقافة في مصر وخارجها علي القيام بالواجب". وفي نفس الاتجاه يسير ناقدان تونسيان بارزان: الدكتورة نجوي الرياحي، التي كثفت رأيها في هذه العبارة: "برافو.. براااااااااااااافو.. انتابني ألم وأنا أطالع إطلالتكم حول مجيد طوبيا من فرط صدقها"، والدكتور فوزي الزمرلي، الذي اعتبرها لفتة يستحقها مبدع مصري كبير. فيما يصف الروائي ناصر عراق ما نشرناه عن حالة مجيد طوبيا بأنه موجع ومثير للدهشة، ويجعلنا نستحضر في أذهاننا حالتين مماثلتين: نجيب سرور، وفاروق عبدالقادر!، مؤكداً أن ما نشرته "الأخبار" الأحد الماضي هو بلاغ إلي كل الضمائر، متسائلاً: "هل سنترك مجيد طوبيا يتردي، ويتعذب، ونعلم برحيله بعد فوات الأوان"؟!. أما الدكتور خالد سالم، الكاتب والمترجم المتصل بالساحة الإسبانية، فكان هذا رد فعله نحو ما يحدث لمجيد: "هل الشعب الذي وصل مبدعوه إلي هذا الهوان يستحق الحياة؟.. أشكر الإطلالة علي هذه اللفتة في لحظة يكاد لا يلتفت فيها أحد لمبدعينا، في زمن يهدد فيه البعض بشطب الفن والأدب وكأننا نبحث عن هوية جديدة ليست لنا، وكأننا لسنا محتضني الأديان السماوية الثلاثة.. هل أصبح الأدب والمبدعون صنوًا للإهمال وتركهما نهباً للموت والنسيان في بلد أنار فجر البشرية؟!". أما الأديب السكندري رجب سعد السيد فيعترف: "أنا مدين لمجيد طوبيا بعشق القصة القصيرة، والمؤكد أنني تأثرت به بعد أن قرأت (فوستوك يصل إلي القمر) فأيقنت أنني أمام مذاق مختلف، وصوت فني مغاير، فرُحت أتابعه حتي قرأت كل أعماله. وأهمس في أذن الأديب الشيخ الجليل مجيد طوبيا: قراؤك يعرفونك جيدًا، وثق أنك أفدتهم، وساعدت في تثبيت أقدامهم.. فشكرًا لك". وفي الختام، لا يفوتني أن أعترف بإيجابية وزير الثقافة السابق، الدكتور شاكر عبدالحميد، تجاه حالة مجيد طوبيا؛ فقد كلف الأديب الدكتور، علي الشامي، بإعداد تقرير حول حالة طوبيا واقتراح المسارات التي يمكن أن يتحرك فيها علاجه. وأنا علي يقين أن الصديق الدكتور محمد صابر عرب سيولي هذا الملف اهتماماً خاصاً وهو يستهل عمله وزيراً لثقافة مصر.