الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يلوح لأنصاره لدى مغادرته مقر حملته الانتخابية فى باريس أثارت النتيجة التاريخية التي حققها اليمين المتطرف خلال الجولة الأولي من الانتخابات الفرنسية حالة من القلق والترقب في أوساط القادة الأوروبيين اذ يعزز تقدم ذلك التيار اتجاهات سياسية شبيهة وقائمة بالفعل في عدد من دول الاتحاد الأوروبي. واعتبرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان نتيجة اليمين المتطرف الفرنسي تثير "القلق" . واكد احد المتحدثين باسم الحكومة الالمانية في مؤتمر صحفي ان ميركل "تواصل دعمها" للرئيس نيكولا ساركوزي لكنها "ستعمل" مع اي رئيس فرنسي منتخب. وحمل وزير خارجية لوكسمبورج "جان اسلبورن" ساركوزي جزءا من مسئولية نجاح مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن من خلال تركيز حملته علي الحدود الاوروبية التي يعتبرها غير منضبطة بشكل محكم، وعلي ضبط الهجرة.وقال وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوفندال الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، ان نتيجة التصويت "مقلقة للغاية"، معتبرا انها تندرج في اطار اتجاه عام في اوروبا تجسد ايضا من خلال صعود احزاب سياسية مماثلة في الدنمارك وفنلندا. وفي اسرائيل اعربت وسائل الاعلام عن قلقها من النتيجة التي حققتها لوبن والتي تعتبرها اسرائيل رسميا شخصية "غير مرغوب فيها" بسبب تصريحات لوالدها الزعيم التاريخي حول محرقة النازية اعتبرت معادية للسامية. وكتبت صحيفة "معاريف"، "اثنان ما زالا في السباق وفائزة واحدة" واصفة رئيسة الجبهة الوطنية التي لم تتأهل الي الدورة الثانية "بزعيمة المعارضة الجديدة". من جهتها اعتبرت الصحف الفرنسية في افتتاحياتها ان النتيجة القياسية التي حققتها مارين لوبن تحمل "اصداء 21 ابريل" حين تأهل والدها الزعيم السابق للدورة الثانية. ففي 21 ابريل 2002 خرج مرشح اليسار ليونيل جوسبان من السباق الرئاسي منذ الدورة الاولي مع وصول جان ماري لوبن مرشح اليمين المتطرف الي المرتبة الثانية في مواجهة الرئيس اليميني المنتهية ولايته جاك شيراك. وذكرت صحيفة "لي زيكو" الاقتصادية ان فرنسا "تستيقظ علي صدمة" مرة جديدة غداة جولة اولي من انتخابات رئاسية في اشارة الي نتيجة لوبن (18٪) التي "سيخيم ظلها علي الحملة الانتخابية الدورة الثانية".وذكرت صحيفة "لو فيجارو" ان "ساركوزي بحاجة الي دفعة من ناخبي "لوبن" الذين سيجدون انفسهم بمفردهم في الدورة الثانية وذلك علي الرغم من النجاح الذي حققته مرشحتهم ... واي امتناع عن التصويت سيكون بالطبع لصالح المرشح الاشتراكي". واعتبرت صحيفة "ليبيراسيون" ان الخيار الذي يطرح امام الناخبين الفرنسيين الان هو "ايجاد مخرج مشرف من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية مع ادراك ما يمكن ان يكون عليه مستقبل البلاد، بدل الاستمرار في احياء اسطورة فرنسا التي تعيش علي امجاد تاريخها فتستعيد ماضيها وتعزز حدودها". من جهتها، شككت الصحف الاوروبية في فرص ساركوزي في البقاء في الحكم. واعتبرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية ان هولاند "يتصدر موجة اليسار" الا ان النتائج "المفاجئة" التي حققتها لوبن خففت من الحماس. وجاء عنوان افتتاحية الصحيفة "انتصار حلو مر لليسار".وابدت الصحف البريطانية قلقا في حال فوز أولاند خصوصا بسبب موقفه من القطاع المالي.