د. الشوادفى منصور شرىف قالها الثعلب المكار للذئب....مين يقرا ومن يعيد.... وأصل الحكاية ان الذئب اللعين والثعلب المكار تعاهدا ووقعا اتفاقا ان يتقاسما الرزق في القرية ذات المراعي الكثيفة والغنية بالإبل والاغنام والماعز والجحوش والحمير، حيث يقوم الثعلب علي اصطياد الشوارد من الاغنام والماعز.... ويقدمها للذئب وبعدما يحصل الذئب علي مبتغاه من الوليمة يترك للثعلب البواقي من الكوارع واللية وقليلا من اللحم و تلك ديمقراطية وشريعة الذئب مع الثعلب والا...... ومرت الايام والذئب يزداد تغولا وتخمة والثعلب يزداد رشاقة.... مكتفيا وراضيا بما قسمه الله له.... وطمع الذئب في الابل والجحوش الورور وبدأ يهدد ويتوعد الثعلب بالانتقام اذا لم ينوع الوجبة بجحش علي الاقل.... وتلك فوق قدرات الثعلب البدنية فكيف له ان يحمل الجحش، ولكنها شريعة الغابة التي تم توثيقها بوثيقة العهد والاتفاق. وفكر الثعلب المكار في الخلاص من الذئب اللعين خائن العهود ومخلف الوعود...... وما هي الا عدة ايام مرت غاب فيها الثعلب عن الذئب وجاء فرحا ومطنطنا .... حاملا اخبارا رائعة للذئب فقد جاء الفرج.. وزأر الذئب زأرة أسدية في وجه الثعلب اين اختفيت هذه الفترة...... ؟ مهددا اذا لم تأتني بخبر يقين............ لأعذبنك عذابا شديدا ويكون مصيرك الهلاك......فوقف الثعلب علي أرجله الخلفية راقصا ومهللا .... لقد جئتك بالخبر اليقين و السعيد....لقد كنت في زيارة لشقيقتي المريضة في القرية المجاورة وقد شفاها الله وعافاها.... وقدمت لي ولك دعوتي عشاء بعد غد من صاحب مزرعة للاغنام والماعز العفي والجحوش الورور.... تعوضنا عما لحقنا من نقص في اللحوم البلدية .... ولقد عدت لأبلغك بالدعوة الكريمة ولتسمح لي بالعودة لمعاينة المزرعة.... فسمح له الذئب بالعودة للاعداد للوليمة. وبناء عليه.... ذهب الثعلب للمزرعة المنوه عنها.... فوجدها محاطة بسور عال ولأنه رشيق صعد بسهولة السور ونزل عدة مرات وعاد في الموعد المحدد للعزومة ليستأذن سيده الذئب للذهاب لتلبية الدعوة. وفي اطار حرص الذئب والتأمين طلب من الثعلب اعادة قراءة الدعوة علبه مرة اخري .... والتأكد من الموعد المحدد........وتقدم الثعلب المسيرة حتي وصلا الي مقر الاحتفال....وصعد الثعلب سور المزرعة برشاقته المعهودة وطلب من سيده الصعود وصعد الذئب السور برشاقة ايضا، ولم لا فمعدته خاوية لعدة أيام ووقف مبهورا ومذهولا يشاهد الاعداد الغفيرة من الخراف والماعز النائمة بدون اي من كلاب الحراسة...... ونط الثعلب وتلاه الذئب داخل السور وبدا الذئب ينقض علي فرائسه بشراسة ينهش الواحدة تلو الاخري والثعلب من آن لآخر يصعد السور ليطمئن انه مايزال رشيقا وقادرا علي تسلق السور العالي مع تناوله القليل من اللحم ....والذئب طائح بفرائسه وكلما سأل الذئب الثعلب ماذا تفعل فوق السور يؤكد له انه من دواعي التأمين لسيادته ثم يسأله عن احتفاظه بالدعوة.... فيطمئنه انها في الحفظ والصون. في ظل الهجوم الشرس للذئب والصياح المتعالي للخراف ونهيق الحمير استيقظ الرعاة اصحاب المزرعة وجاءوا بعصيهم وأسلحتهم الفتاكة للهجوم علي الذئب والثعلب.... فما هي الا لحظات وتسلق الثعلب السور برشاقته المعهودة وحاول الذئب تسلقه دون جدوي فقد امتلأ عن آخره.... وحينما اقترب منه الرعاة.... بأسلحتهم نادي بأعلي صوته الثعلب أين الدعوة.... أين الدعوة.. اقرأها عليهم.... فرد عليه الثعلب المكار........سيدي الذئب .... مين يقرا.... ومين يعيد.... وانهال الرعاة علي الذئب المتخم بالعصي والاسلحة حتي اجهزوا عليه........ فيا هل تري ايها القارئ الذكي....من ثعلبنا ومن ذئبنا ومن جحشنا ومن راعينا في مصرنا الجديدة......وكل عام وانتم بخير.