دون مقدمات وبشكل مفاجئ قررت اللجنة التنفيذية المكلفة بإدارة شئون إتحاد الكرة إجراء تعديل جذري بلوائح المنتخبات الوطنية المختلفة، حيث تقرر تخفيض كل بدلات اللاعبين والاجهزة الفنية والادارية والطبية لتصل النصف تقريبا.. وقال الكابتن أنور صالح رئيس اللجنة إن التخفيض لم يكن سببه إعلان التقشف أو ترشيد الانفاق بقدر ما يكون إعادة الاوضاع المالية لتصبح مناسبة للظروف الراهنة التي تمر بها مصر.. وأكد صالح أن التعديل سيتم بالاتفاق والتراضي مع مسئولي الاجهزة الفنية، مشيرا إلي أن عدة إجتماعات عقدت مع مديري المنتخبات المختلفة في حضور د. محمود أبوالعينين رئيس اللجنة الفنية تم خلالها عرض التصورات الخاصة بالتعديلات التي سيتم إدخالها علي اللوائح.. وقال إن التعديل سيسري علي جميع العوائد المالية إلا المرتبات، حيث يشمل التعديل بدلات الانتقال ومصروف الجيب ومكافآت الفوز خارج وداخل الارض وفي المباريات والبطولات الودية، وعلي سبيل المثال مكافأة الفوز خارج الارض قيمتها خمسة آلاف جنيه سيتم تخفيضها إلي ألفين وخمسمائة جنيه. يجئ هذا في الوقت الذي سيواجه فيه مسئولو إتحاد الكرة مأزقا غاية في الصعوبة والشدة بعد القرار الخطير الذي اتخذه مجلس الوزراء العرب بمقاطعة المنتجات التي تنتجها شركة أديداس للملابس الرياضية، وذلك بعدما تبين لمسئولي مجلس وزراء الرياضة العرب أن الشركة تدعم وترعي الانشطة والمسابقات التي ينظمها المنتمون للكيان الصهيوني، وآخرها ماراثون أورشاليم المقام بمدينة القدسالمحتلة، ومعروف أن هذه الشركة هي نفسها التي تقدمت بعرض مادي مغر جدا يصل إلي 145 مليون جنيه للفوز بحق ارتداء المنتخبات المصرية لمنتجات الشركة، وهو العرض الذي أثار جدلا واسعا في الفترة الاخيرة ليس لأن الشركة تمول الانشطة الاسرائيلية وإنما لشبهة التربح والسمسرة التي أحاطت بالعرض وهو ما جعل الموافقة علي الصفقة تتأجل حتي وقتنا هذا. علي صعيد آخر، شهدت الايام الاخيرة وقوع المحظور وتحقق ما كان مسئولو إتحاد الكرة قد حذروا من حدوثه، بعد أن نجحت بعض التيارات السياسية في الاستفادة من تجمعات جماهير الالتراس الاهلاوي والزج بها إلي الملعب السياسي، لتحويل قوتهم وتوظيف تجمهرهم لخدمة بعض الأهداف الخاصة البعيدة كل البعد عن هدفهم الاساسي وهو الاعتراض علي القرارات التي أصدرها إتحاد الكرة مؤخرا والمتعلقة بأزمة ستاد بورسعيد إلي الهجوم علي المجلس العسكري والاساءة إلي أعضاء مجلسي الشعب والشوري.. وقد تجسد نجاح الحركات السياسية في الاستفادة من تجمعات الالتراس الاهلاوي في التجمعات المكثفة للجماهير بالاماكن المهمة بالبلد عندما إندست مجموعة كبيرة من أعضاء التيارات والحركات المختلفة ذات التوجهات السياسية لكنها ترتدي " تي شيرتات " حمراء - زي الالتراس الاهلاوي - وراحت تهتف ضد المجلس العسكري ومجلسي الشعب والشوري وبالتحديد الاخوان المسلمين، وهو ما حدث يوم الجمعة الماضي أمام مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية، حيث تطور الامر إلي مشادات عنيفة بين هؤلاء المتظاهرين وبعض شباب الجماعات الاسلامية، وزاد الامر سوءا بمحاولة الاعتداء علي خطيب وإمام المسجد الشيخ أحمد المحلاوي الذي إضطر للخروج بعد الصلاة من الباب الخلفي للمسجد.. وكان من الممكن أن ينسب الناس هذه التصرفات لجماهير الالتراس الاهلاوي لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه المندسون بينهم بتوجيه كل هتافهم وسبابهم إلي المجلس العسكري دون غيره وهو الامر الذي كشف سريعا عن هؤلاء المندسين.