د. علي السمان في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية بالغة التعقيد يبادر وزير الإسكان د. محمد فتحي البرادعي بوعي وجرأة بأن يضع وثيقتين للمخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية وكأنها هدية للأجيال القادمة التي ستشهد تزايد تعداد السكان بسرعة جنونية. وأضع اليوم أمام القاريء الخطوط العريضة للمخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية والذي واجه بتحد فكر الجهالة الذي أراد أن يفرض علينا أن فلسفة تعبير حكومة تسيير الأعمال تعني منع حكومة الجنزوري ووزرائه من التخطيط لأي مشروع استراتيجي. لغة العقل تقول شكراً وطوبي لمن يبذلون الجهد للتفكير في مشروع استراتيجي حتي ولو كانت مدة بقائهم في الحكم محدودة. أولاً: التحديات الأساسية للتنمية: تحديات السكان: (الفقر، والأمية، والبطالة، تضاعف السكان خلال ال 40 عاماً القادمة) تحديات اقتصادية: ندرة الموارد التقليدية (القابلة للنضوب مثل المياه الجوفية/ البترول/ الغاز) تحديات الحيز المكاني: التركز السكاني في 7.5٪ من المساحة الكلية، الزحف العمراني وتآكل الأراضي الزراعية (13 ألف فدان سنوياً بين 1984-2007) ثانياً: الأراضي الصالحة للتنمية في مصر وقدرتها علي الاستيعاب الركائز الأساسية: الكفاءة الاقتصادية: الاستغلال الأقصي للموارد اقتصادياً من خلال تعظيم وتطوير الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات الإنتاجية (مثل نشاط الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات)، وكذلك تنشيط السياحة، وتعظيم موارد الطاقة لمواكبة متطلبات التنمية (مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح) العدالة الاجتماعية: التوازن السكاني، الحد من الفقر من خلال إعادة تقسيم الأقاليم الاقتصادية لدمج المناطق الفقيرة مع المناطق التي تمتلك موارد ومقومات التنمية، مع ضرورة إعادة رسم حدود المحافظات، والتركيز علي تنمية المناطق الفقيرة في شمال ووسط الصعيد كأولوية أولي، وتطوير جميع المناطق العشوائية غير الآمنة وغير المخططة، مع رفع كفاءة واستغلال الطرق الإقليمية في الظهير المباشر للعمران للتنمية. مواجهة المخاطر الطبيعية والأمنية: المخاطر البيئية، وكذلك الأمن الداخلي والخارجي. ثالثاً: المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية (البرامج نطاقات ومراحل التنمية) السمة المميزة لنهضة مصر المستقبلية: الطاقة الشمسية، تحلية مياة البحر، الخدمات اللوجستية. البرامج القومية التنموية العاجلة المطلوب تحقيقها خلال 5 سنوات: تنفيذ المرحلة الأولي لتطوير محور قناة السويس كمركز لوجستي عالمي. نتائج تطبيقية اقتصادية للبحث العلمي في مجالات الطاقة الشمسية وتحلية المياه (مثل مشروع الساحل الشمالي الغربي، ومشروع ساحل البحر الأحمر) إنهاء الأمية في الشريحة العمرية المستهدفة بالقانون (من 15إلي 35 سنة) رفع كفاءة التعليم الفني من خلال 3 محاور: تطوير البنية الأساسية للمدارس، تهيئة فرص عمل فورية للخريجين، رفع مستوي المعلمين. تنفيذ برنامج للإسكان لتوطين 10 ملايين مواطن (إسكان اجتماعي لمحدودي ومتوسطي الدخل، إسكان قادرين لأصحاب الدخول فوق المتوسطة) الانتهاء من جميع المناطق العشوائية غير الآمنة: القضاء علي مناطق الخطورة الدائمة بعدد 30 منطقة خلال عام بتوفير حوالي 12 ألف وحدة سكنية بديلة، الانتهاء من بقية المناطق غير الآمنة بعدد 360 منطقة بإنشاء 198 ألف وحدة (2201-7201) زيادة حصة مصر من مياة النيل إلي 62 مليار متر مكعب من خلال المشروعات المشتركة مع دول حوض النيل. (مثل مشروعات قناة جونجلي، بحر الغزال، مستنقعات مشار) رابعاً: بعض المؤشرات القياسية لبرامج التنمية الشاملة: إحصائيات عن معدل الزيادة السكانية، نسبة الأمية، نسبة الفقر، البطالة، وعدد المناطق العشوائية، مساحة الرقعة الزراعية، نسبة تحلية مياة البحر من إجمالي موارد المياة، نسبة الطاقة الجديدة من إجمالي الطاقة، أطوال شبكات الطرق الإقليمية، أطوال خطوط السكك الحديد السريعة وتتضمن الإحصائيات الوضع الحالي وتصور المستقبل بعد 5 أعوام، 15 عاما، 40 عاما لكل من النقاط السابقة. خامساً: أهم ملامح المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية حتي عام 2052 إضافة 12 مليون فدان إلي الرقعة المعمورة لتصبح 11٪ من مساحة الجمهورية. توفير 29 مليون فرصة عمل جديدة. الاعتماد علي الموارد غير التقليدية للمياة والطاقة لمواجهة الزيادة السكانية والأنشطة الاقتصادية. إجمالي الاستثمارات التقديرية المطلوبة لتوفير فرص العمل 3 تريليون جنيه (مقسمة إلي مرحلتين) شكراً للوزير البرادعي وسر علي بركة الله ولا تأبه بالغوغائية ولغة هدم مستقبل الأجيال القادمة، ولتظل مثلما كنت دائماً رجلا يبني ويعمر.