لم يكن »الماراثون« السياسي الذي شهدته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، يوم الخميس الماضي سوي بداية مسيرة الألف ميل، وانتقل الزخم السياسي والنشاط الدبلوماسي العربي من العاصمة المصرية القاهرة، إلي كواليس الأممالمتحدة في نيويورك مع مشاركة كل وزراء الخارجية العرب في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلي عكس ما يتصوره البعض، فإن مشاركة 41 وزيراً في أعمال الدورة ال431 لمجلس الجامعة العربية، يمثل مؤشراً إيجابياً، فقد جرت العادة علي انخفاض أعداد المشاركين في هذه الدورة علي عكس كثافة المشاركة في دورة مارس، التي تسبق عادة انعقاد القمة العربية، التي تتم منذ عشر سنوات في نفس الشهر، بعد إقرار آلية انعقاد القمة، كما أن مشاركة وزراء الخارجية العرب في أعمال الأممالمتحدة، تصبح فرصة للحوار واستكمال المشاورات والاجتماعات حول القضايا العالقة. وكان الخميس الماضي يوماً طويلاً، استمرت الاجتماعات فيه أكثر من 31 ساعة متواصلة، تخللها غداء عمل بدعوة من هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، باعتباره رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة. تم التباحث خلالها في جميع القضايا المدرجة علي جدول الأعمال، وحظيت بعضها باهتمام استثنائي من خلال أعمال لجان وزارية مشكلة مثلما هو الحال بالنسبة للسودان والصومال، وعقد اجتماع خاص للتحضير للقمة التشاورية الأولي التي تشهدها مدينة سرت في 9 أكتوبر القادم، إلا أنه وفقاً لمصادر مطلعة أكدت »للأخبار« أن هناك توافقاً عربياً لاستئناف الحوار حول بعض القضايا المطروحة، مع جدول أعمال مزدحم، يتناول عدداً من المناسبات السياسية المهمة خلال المرحلة المقبلة، صحيح أن الاجتماع الخاص بالسودان، أو القمة التي دعا إليها أوباما، بحضور نائبي الرئيس عمر البشير ستحظي باهتمام عدد من الدول العربية - حتي لو لم تشارك فيه - إلا أن هناك علي الأقل ست دول عربية في الخليج تلعب دوراً مهماً في اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن. وعلمت »الأخبار« أن الاثنين القادم سيشهد استكمالاً لماراثون القاهرة، حيث من المقرر أن يشهد ثلاثة اجتماعات مهمة، الأول لوزراء الخارجية العرب، للبحث في آليات تنسيق المواقف العربية تجاه القضايا المطروحة علي جدول أعمال دورة الأممالمتحدة، والتشاور حول الخماسية العليا التي شكلتها قمة سرت في مارس الماضي، في ضوء المقترحات والملاحظات التي وردت من الدول العربية، وطرحت من الأمين العام للجامعة عمرو موسي وكذلك التشاور حول الإعداد للقمة التشاورية الأولي.. كما يشهد مقر المنظمة الدولية، اجتماعاً بين اللجنة الرباعية لعملية السلام والتي تضم أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأممالمتحدة، مع المجموعة العربية، وهي فرصة لنقل مخاوف الدول العربية من المواقف الاسرائيلية التي قد تؤدي إلي إجهاض الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام، بعد موافقة العرب والفلسطينيين علي بدء المفاوضات المباشرة، وعلي نفس المستوي، فهناك اجتماع عربي - افريقي، يمثل الأخير للإعداد للقمة الثانية التي تستضيفها سرت في 01 أكتوبر القادم، حيث سيتم مراجعة نتائج اجتماعات اللجان سواء التنسيقية التي تضم الأمانة العامة للجامعة، ومفوضية الاتحاد الأوروبي ودولة الرئاسة ليبيا، والتحضيرية التي تضم 4 وزراء خارجية في كل جانب، وكذلك لجنة التعاون العربي - الافريقي وتضم 21 دولة من الطرفين، وكذلك تشهد أعمال الدورة، اجتماعاً أخيراً بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.. وذلك للإعداد للقمة الثالثة بين الجانبين والمقرر عقدها في فبراير 1102.