أنا واحد من هؤلاء المصريون الذين يتهافتون علي أداء العمرة في رمضان خاصة في العشر الاواخر. ولاشك في أن شد الرحال إلي بيت الله العتيق والاقامة والتزود بشتي أنواع القربات وصنوف الطاعات عمل جليل.. حيث يري المعتمر صورة مضيئة في الحرص علي التسابق في العمل الصالح مع شرف المكان والزمان.. اضافة الي الخدمات الهائلة والامكانات الرائعة التي تقدمها المملكة العربية السعودية -منظومة- رائعة تضيف الي المكان بهاء وروعة.. يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن والخدمات بالحرمين الشريفين لتيسير أداء المناسك براحة ونظام ويسر وبلا مشاكل امنية أو غذائية كي يستشعر الانسان روحانية المكان وعظمة الزمان.. وفي كل عام تري الجديد في الاماكن المقدسة من توسعات وفنادق عملاقة وطرق وانشاءات وكلها من اجل راحة الحجيج والمعتمرين. ولم يعكر صفو الرحلة الي العمرة هذا العام سوي القرار المجحف بمنع هبوط الطائرات في المدينةالمنورة مما كبد المعتمرين رحلة شاقة من جدة الي المدينةالمنورة تستغرق اكثر من ست ساعات عبر طرق جبلية.. وهو ما يسبب الضرر والعنت للزوار وضياع الوقت بسبب العناد من جانب شركات الطيران ولمصالح اقتصادية عابرة. والملاحظ ان شعوب العالم تؤدي المناسك براحة ونظام ويسر بلا مشاكل بعد أن اوكلت مهمة العمرة والحج لهيئات وشركات تقوم بتنظيم الرحلات وتوعية الحجيج ومنهم معتمرو شرق اسيا.. في حين انه مازالت بعض الشركات المصرية تستغل المعتمرين ولا تلتزم بتوفير اقامة لهم وتتركهم بلا مأوي اضافة الي جهل المعتمرين بالمناسك واتباع سلوكيات غريبة كالتدافع الشديد في الروضة الشريفة للصلاة فيها وعدم معرفة اركان العمرة والتزاحم في الاسواق. ولقد كتبت مقالا بتاريخ 02/01/7002 بعنوان »عائد من الاراضي المقدسة« ابديت فيه وجهة نظري واطلقت بعض الافكار عقب عودتي من اداء العمرة للمسئولين السعوديين بهدف زيادة التيسير علي المعتمرين والتخفيف من ضربات الشمس خاصة بعد ان اصبح الطقس الذي يسود العالم الان شديد الحرارة والرطوبة.. مع التزايد الشديد في زوار الاماكن المقدسة فقد طالبت بالتوسع الرأسي والافقي في الحرمين الشريفين وتوسيع المسعي من خلال هدم الجزء التركي من الحرم لضيق مساحة المسعي بالطائفين رغم وجود الطواف بالطابق العلوي. كما طالبت بعودة قطار الشرق ليربط بين المدينةالمنورةومكةالمكرمة وذلك للتخفيف من حوادث الطرق الرهيبة، كما طالبت بتغطية الساحات المكشوفة بالمظلات سواء السطوح أو الارضية وبمحاربة الغش التجاري والرقابة علي الاسعار. وقد استجابت المملكة لمعظم تلك المقترحات بعد ان ابلغت بها سفير السعودية في مصر ومدير بلدية مكةالمكرمة وشاهدت هذا العام ساحات الحرم النبوي الشريف ممتلئة بالمظلات الكهربائية وانه تم البدء في انشاء السكك الحديدية. واستكمالا للمقترحات والافكار.. فإنني اتوجه بالشكر للمسئولين السعوديين وأتمني ان يتم تغطية الاسطح بالحرمين بالمظلات أو بأسقف ثابتة للاستفادة منها في النهار القائظ وكذا البدء في توسعة المطاف وتظليله وتخصيص منطقة للنساء بالسطوح وتنظيم تقبيل الحجر الاسود وبإنشاء سياج حول الحجر الاسود بالكعبة وتخصيص وقت للنساء وكذا تخصيص دورات مياه لكبار السن الي جوار الابواب الكبري للحرم واقامة متحف للمقتنيات النبوية الشريفة بالمدينةالمنورة. أما المسئولون المصريون فإنني اناشدهم بضرورة التشديد علي الجمعيات والشركات بعدم مخالفة الشروط والبرامج المعلن عنها بالنسبة لاماكن الاقامة ومواعيدها والرقابة والمحاسبة في هذا الشأن وضرورة توعية الحجاج والمعتمرين بالمناسك وبآداب التواجد بالاماكن المقدسة.. كما اناشد المسئولين عن التجارة والصناعة بضرورة التواجد المصري في السوق العالمية بمكة بسلع مميزة مصرية أو سلعة واحدة كجلباب مصري متميز من القطن.. كما تفعل فنلندا بالنسبة للهواتف الجوالة. وكل عام وأنتم بخير..