لو يجمعهم حب الوطن.. ما تفرق شملهم، حتي لو كنا نرفض مواقفهم وآراءهم.. كل من ينشغل بصالح البلد ومستقبله. نؤيده وندعمه ونسير وراءه. ولكن هؤلاء من أصحاب التجمعات التي ظهرت علي الساحة مؤخرا، رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، لم يجمعهم العمل للوطن ونمو تجربته الديمقراطية وتطور حياته وازدهاره اقتصاديا، وراحة حياة المواطن الغلبان، ولكن للاسف جمعتهم الاهواء والاغراض والمنافع الشخصية. وتولوا مهمة الافساد في الارض تحت دعاوي الاصلاح. لن اذكر اسما أو شعارا لأي تجمع من هذه، ولا اسم اي من قيادات عناصر هذه التجمعات. فالقاريء المتابع لهؤلاء يعرف من هم؟ وماذا قالوا؟ وماذا رددوا من شعارات؟ وكيف انقلبوا علي أنفسهم عندما تعارضت مصالحهم من شهرة أو طمع في مال حتي لو كان دعما خارجيا، ولخدمة اغراض محددة حسب اجندة كل منهم أو بحثا عن مكانة في واجهة المجتمع وزعامة سياسية، ما لبثت ان ذهبت في مهب الريح في أول بادرة لخلاف في وجهات النظر أو تضارب في المصالح. لو كان حب الوطن يملأ قلوبهم.. وعشق الارض وتراب مصر فخر لهم، ومصلحة مصر وتقدمها وتطورها سياسيا وديمقراطيا واقتصاديا، ما كانت هذه الائتلافات في مهب الريح وعلي كف عفريت. وها هم تركوا الان كل ما انشغلوا به طوال العامين الماضيين وتفرغوا لتبادل الاتهامات والسباب.. وما يؤكد هذا قول شاهد منهم عندما كتب قائلا ان مصر تعاني من امراض النخبة، فهناك ما يشبه الاتفاق العام علي ان الصراعات الشخصية وحب الظهور والتكالب علي وسائل الاعلام هي من اخطر الامراض التي تعاني منها هذه النخبة. هذا ما قاله أحدهم.. ونحن نتمني ان ينطلق عمل كل هؤلاء من قاعدة حب الوطن ومصلحة مصر، وان يكون الهدف ترسيخ تجربتنا الديمقراطية ودعمها واحداث التفاعل المطلوب علي كل المستويات، ومن منطلق الحرص علي الرأي والرأي الآخر بامانة وصدق. ونتمني وجودهم واستمرارهم ولكن في الطريق الصحيح. اما كيف تبني هؤلاء الافساد باسم الاصلاح فهناك العديد من مظاهره وقضاياه.. وهذا حديث اخر. مصر البهية.. بالشريعي وبخيت الله.. الله.. يا عمار يا شريعي.. الله.. الله.. يا جمال يا بخيت.. الله يا مصر البهية بالشريعي وبخيت.. طوال شهر رمضان امتعنا هذا الثنائي »بمسحراتي.. مصر البهية«.. في كلمات والحان تهز الوجدان وتثري العقل والقلب، وبكل صدق وامانة قدما لوحة لمصر بكل ما فيها من صور مضيئة وبقع مظلمة في حياتنا.. كل يوم كانت حلقة البرنامج مقال لاذع.. أو محاضرة شيقة، أو فيلم روائي لما يدور في حياتنا.. حرص الجمهور علي متابعة »مصر البهية« كأقوي واحب وأجمل ما كان في شهر رمضان وسط ضوضاء دراما سد الفراغ تحول الفن فيها إلي بيزنس. نرجو.. هذا الثنائي الرائع ان يفكر في عمل مشترك يومي علي غرار مسحراتي مصر البهية.. شريطة ان يذيعه التليفزيون علي اسماعنا وابصارنا.. ليل نهار.. فهو يقدم صورة نابضة حية اشمل من كل المقالات.. وأفضل من كل البرامج.. وامتع من السينما والمسرح.