ليست واحدة ولكن مليون قبلة علي جبين هذا الرجل المتنور الذي يستكمل مسيرة الأزهر الخالدة كمنارة كبري للاسلام والمسلمين في أرجاد العالم.. الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اعطي دروسا لكل الناس في كيفية ايصال الخطاب الديني وإبلاغ رسالة الدين وقلعته الممثلة في الازهر في خطابه الشامل الذي ألقاه في ليلة القدر في حضور الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بليلة القدر الكلمات لم تكن معبرة فقط ولكنها كانت دروسا للعالم في شرح ما هو الاسلام حين اوضح ان الاحتفال بليلة القدر هو في المقام الأول احتفال بالاسلام والقرآن الكريم ذلك الكتاب الذي انشأ حضارة انسانية هائلة سادت الدنيا خلال ثمانين عاما فقط ويكفي كما اوضح شيخ الازهر ان كل المؤرخين والمتخصصين من العلماء انه قبل الاسلام وظهوره لم تعلن حقوق ولا عرف الانسان اية حريات عامة وكان ذلك في القرن السادس الميلادي. وأوضح العالم الكبير د.الطيب كيف ان حضارة اليونان التي كانوا يتباهون بها في العصور القديمة كرست نظام الرق ومبدأ الاستعباد وان فيلسوف اليونان افلاطون تبني ودافع عن المدينة الفاضلة وجاء ارسطو من بعده لينهج نهج استاذه واعلن بكل وضوح ان الناس صنفان مخلوق للسيادة ومخلوق آخر للسخرة واعتبر انه آلة كآلات الحرب والسقي ونادي بأن تكون المرأة خادمة تتبع زوجها. وأوضح الامام الأكبر في كلمته الرائعة ان حضارات العالم الاخري لم تكن احسن حالا في الحضارة اليونانية وخلال هذا الجو الفاسد الذي لا يعرف للانسان أية حقوق نزل القرآن علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ليحرر الانسان من العبودية والمظالم الاخلاقية وجهر النبي لأول مرة بحقوق الانسان والمساواة بين البشر وقرع اسماع الناس لأول مرة بقول الله سبحانه وتعالي:» ياأيها الناس ان خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير، وسمع الناس لأول مرة بيان النبوة الحاسم :»الناس سواسيه كأسنان المشط«. وجاء بكلمة الامام الاكبر ما قاله النبي الكريم من ان النساء شقائق الرجال وأوضح كيف ان الاسلام اعطي للمرأة كل حقوقها وأوقف فوضي الزواج في الجاهلية وان الاسلام اعطي للمرأة حقها في الميراث وفق القواعد الشرعية التي حددتها نصوص الدين. ورد الدكتور الطيب ان الاسلام فرض حرية العقيدة ورفع الحجر علي العقل بلا حدود حينما قال المولي في كتابه العزيز »لا اكراه في الدين قد تبين لكم الرشد من الغي«، كما اوضح ان الحضارة التي صنعها القرآن حضارة تعارف وتكامل بين البشر ولم تعتمد مطلقا في أي يوم من الايام كما يردد اعدائها علي السيف وان هذه الكلمة لم ترد فيه ولا في مفرداته ولو ان المنصفين قالوا الحق لأوضحوا ان الحضارة الاسلامية حضارة سلام حيث ورد لفظ السلام 14 مرة بينما وردت كلمة حرب 3 مرات فقط. خطاب قوي يا فضيلة الامام الاكبر احدث في قلوب المسلمين فرحة ان يكون الخطاب الديني بهذه القوة والعظمة اعتقد ان ذلك منهجك الذي اعلنت التزامك به منذ توليت المسئولية اعانك الله عليها. أما ما أريد ان احييك عليه تحية خاصة فهو قرارك بأنه لن يكون هناك بعد اليوم في الازهر أي نوع من التهاون في المسائل التعليمية الازهرية عندما ظهرت نتائج الاعدادية والثانوية الازهرية ولم تعجب عددا من أولياء الامور بسبب ضعف النتائج وأنه لا تسيب في هذه المسائل مرة أخري حتي تعود للأزهر مكانته. إصلاح التعليم أصبح ضرورة بلا مجاملة.