رائحة كعك أمي لا زالت تملأ أنفي وتتخلل جميع حواسي..أستعيدها وتستعيدني كلما أقبل عيد الفطر ..تعاودني الذكري ممزوجة بالحنين وبغصة في الحلق ليس لها دواء ..فلن تعود أيام الطفولة ولن نلتف أنا وأخوتي حول أمي _رحمها الله _ لنلهو بقطع صغيرة من العجين كل يشكلها كيفما أراد في جو من المرح الطفولي الذي يحول طقوس العيد الي فرصة للعب و للمنافسة في ممارسة الفن ايضا بابتكار أشكال جديدة ،و في سنوات الصبا تخطيت مرحلة اللعب بالعجين فكنا نشارك انا واختي مع امي في صنع الكعك الذي لازلت أشعر بمذاقه وأكاد أري مظاهرة (صاجات ) الكعك بالشوارع وهي في طريقها للفرن الأفرنجي وعودتها ساخنة.. وردية اللون .. شهية الشكل والرائحة .وكنت أري أمي تصنع كميات كبيرة من الكعك بأنواعه فأتعجب وسرعان مافهمت السبب .. فمعظم الكعك تقسمه علي اطباق أو علب ونحملها أنا وأخوتي فرحين لنوزعها علي جيراننا المسيحيين وفي أعيادهم كنا نتلقي أطباق الكعك المحلي بالمودة والصداقة ..هذه بعض طقوس الأعياد التي نشأت عليها والتي تجعلني أستنكرما يسمي بالوحدة الوطنية وعنصري الأمة.. فنحن مجتمع واحد رغم عبث ألايدي الخفية وذوي الأفكار المتطرفة من الجانبين وستظل أعيادنا وأعيادهم مناسبات مشتركة تدعم روح المودة والاخاء.