مازالت المساعدات الدولية وخاصة الخليجية مستمرة لدعم وانقاذ ضحايا الفيضانات التي اجتاحت باكستان حيث أكدت دوائر سعودية عاملة بمجال الإغاثة الإنسانية أن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلي باكستان للتخفيف عنها جراء الفيضانات التي اجتاحتها، ما يقرب من مليار ريال سعودي (تحديدا 908 ملايين و246 ألفا و227 ريال سعودي)، وشملت تلك المساعدات الخيام والبطانيات والأدوية والمواد الغذائية، بالإضافة إلي مستشفي متنقل تضم 40 سريرا، لافتة إلي أن الأممالمتحدة قدرت الاحتياجات الإغاثية العاجلة لحوالي 6 ملايين منكوب في باكستان بحوالي 460 مليون دولار. وأوضحت الدوائر أن هذا المبلغ لا يضم تكاليف إرسال فرق الإنقاذ التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي تُنفذ من قبل الدفاع المدني السعودي، هذا بخلاف الجسر الجوي الذي أقامته المملكة مع باكستان لإرسال المساعدات العاجلة إلي الشعب الباكستاني الصديق حيث بلغ عدد الرحلات الجوية التي أرسلتها المملكة إلي باكستان أكثر من 20 طائرة محملة بالمواد الإغاثية من خيام ومواد غذائية. وأشارت الدوائر السعودية إلي أن المملكة بدأت حملة إعلامية شعبية في وسائل الإعلام لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات من المواطنين السعوديين والمقيمين وكافة المؤسسات والشركات لمساعدة إخوانهم الباكستانيين المتضررين من السيول والفيضانات التي اجتاحت عدد من مناطقها، وقد نجحت تلك الحملة في إرسال 2400 شاحنة محملة بمختلف المساعدات العاجلة، وتوزيع 4875 طنا من القمح و30 ألف خيمة، وبناء 8 آلاف منزل و28 مدرسة و8 مراكز صحية. وقالت إن مجموع ما التزمت به المملكة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية مؤخرا من خلال المفوضية العليا لشئون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي بلغ حوالي 43.8 مليون دولار، مشيرة إلي أنه تم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم ثانية مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين لتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 9.18 مليون دولار، وسيتم قريبا توقيع اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية بمبلغ 9.38 مليون دولار، وبذلك تصل قيمة مساعدات المملكة للمناطق المتضررة إلي حوالي 53.36 مليون دولار. من جانبها أشادت السفيرة الباكستانية لدي سريلانكا سيما إلهي بلوش بالمساعدات الكبيرة التي انفردت بها دولة الإمارات عن دول العالم لاغاثة الشعب الباكستاني من الفيضانات التي اجتاحت بلادها وذلك بناء علي توجيهات القيادة الرشيدة التي تتمتع بها الامارات . جاء ذلك خلال استقبال محمود محمد محمود المحمود سفير الامارات لدي سريلانكا للسفيرة الباكستانية المعينة حديثا في كولومبو والتي أشادت بالعلاقات الثنائية الوثيقة بين دولة الامارات وجمهورية الهند والروابط التاريخية للشعبين . في السياق ذاته قال مدير عام جمعية الهلال الاحمر الكويتي نبيل الحافظ ان الفريق الميداني للجمعية يواصل توزيع المساعدات الغذائية والاغاثية في المناطق المنكوبة في باكستان. واضاف الحافظ في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا الفريق وزع المساعدات الاغاثية في مناطق سوات وجارسردار واقليم بيشاور وغيرها من الاقاليم الباكستانية منذ وقوع الكارثة. وذكر ان جمعية الهلال الاحمر الكويتي من اوائل المنظمات الانسانية الدولية التي وصلت في الوقت المناسب الي تلك المناطق للقيام بأعمال الاغاثة لمساعدة اسر الضحايا والمتضررين حيث قدمت اليهم مواد الاغاثة والخيام. وأوضح أنه تم حتي الآن توزيع مواد غذائية شملت الارز والعدس والزيت والسكر وحوالي 15 الف خيمة مشيرا الي أن الجمعية ستواصل توزيع المواد الاغاثية علي المتضررين هناك. واشار الي ان طائرات النقل الجوي التي اقلعت من قاعدة عبدالله المبارك الجوية بلغ عددها تسع طائرات حملت علي متنها 90 طنا من المواد الاغاثية شملت الخيام والبطانيات والادوية وغيرها من المواد الصحية العاجلة. واشاد بجهود واشراف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح علي تسيير الجسر الجوي الاغاثي لباكستان من قاعدة عبدالله المبارك الجوية. ونوه الحافظ بجهود رئيس مجلس ادارة الجمعية برجس حمود البرجس واعضاء مجلس الادارة لمتابعتهم الحثيثة لايصال المساعدات للمنكوبين في باكستان مؤكدا تضامن الكويت مع الشعب الباكستاني لتجاوز محنته التي يمر بها. وعن الفريق الميداني للجمعية قال انه بذل جهدا كبيرا لايصال المساعدات الانسانية الي المناطق الأكثر تضررا من الفيضان علي الرغم من صعوبة الوصول الي السكان المحاصرين بالمياه. واشار الي ان ايصال المساعدات الي المنكوبين تم من خلال التعاون مع السلطة الوطنية لادارة الكوارث بباكستان وسفارة دولة الكويت لدي باكستان التي بذلت جهدا كبيرا من خلال السفير نواف العنزي واعضاء السلك الدبلوماسي الذين لم يأل جهدا لتذليل كل الصعوبات التي واجهها فريق الجمعية. وقال ان الفريق يقوم في نفس الوقت بتقييم الوضع في المناطق المنكوبة موضحا ان الكثير من المناطق الباكستانية اصابها ضررا كبيرا في البنية التحتية والمساكن والزراعة والثروة الحيوانية حيث اصبح المتضررون عرضة لتفشي أوبئة معدية. واكد أن الفريق يساهم قدر الإمكان في تخفيف معاناة شعب باكستان مشيرا الي انه "خير من يمثل دولة الكويت الحبيبة في هذا الميدان". ولفت الي ان الجمعية ستواصل ارسال الاحتياجات الأساسية من الأغذية ومواد الإيواء والأدوية في المرحلة المقلبة التزاما منها في تقديم ما أمكن لتحسين الأوضاع المعيشية للمتضررين مبينا ان باكستان في اشد الحاجة إلي المساعدات الانسانية السريعة من قبل المجتمع الدولي وكل منظماته وهيئاته. وعبر الحافظ عن تقديره لحرص القيادة السياسية والحكومة والشعب الكويتي علي الوقوف دائما الي جانب الشعب الباكستاني وخصوصا في ظل هذه الظروف العصيبة. ودعا الي المسارعة في مد يد العون الي المنكوبين الباكستانيين ومحاولة تخفيف وقع الكارثة التي حلت باكثر من 20 مليون شخص وشردت منهم أكثر من أربعة ملايين يعيشون بلا مأوي