المشاكل والمصائب يمكن ان تأتي في أي وقت.. وعندها تعصف بالاسرة واستقرارها.. ليتعرض الابناء للضياع..قبل 03 سنة كاملة كانت فرحة الزوجين بالزفاف وسط مشاركة من الأهل والاصدقاء.. جيران جمعهما الاعجاب والاخلاق الحميدة وقررا تكوين اسرة صغيرة وسعيدة معا.. في اقصي صعيد مصر بأسوان بدأت حياتهما الزوجية.. الجو الحار دائما ما تلطفه المشاعر الدافئة والحب الصافي.. الابتسامة ارتسمت علي ملامح وجهي الزوجين بسمار ماء النيل والتربة الخصبة مع انجاب طفلهما الاول.. ثم ازدادت الابتسامة مع انجاب طفلة وزادت الفرحة بانجاب طفل ثالث..كعادة أهل الصعيد منذ سنوات ليست بعيدة لم يكتف الزوجان بانجاب ثلاثة بل استمر مسلسل انجاب الاطفال.. وخلال 72 سنة كان عدد الابناء قد وصلوا الي عشرة.. وخمسة وخميسة في وجه كل حاسد.. خمستين ربما لمنع وابعاد عين الحسود.. اطفال من كل الاعمار ملأوا منزل الزوجية.. اكبرهم الان عمره 92 سنة وينتظر الزفاف واصغرهم طفل بريء عمره 4 سنوات. المشاكل غزت المنزل السعيد بقوة وهزت كل اركانه بعد هذه السنوات الطويلة.. مشاكل الابناء والاطفال مسلسل رمضاني طويل وممل ويبدو بلا نهاية.. وطلبات الزوجة والبيت لا تتوقف.. الاب الموظف اضطر للعمل في مهنة ثانية لتوفير طلبات اسرته ولكنهم دائما ما يشكون.. فمهما زاد دخله لا يستطيع الوفاء بطلباتهم. في النهاية فشلت كل محاولات الاقارب والاصدقاء في لم الشمل.. وفي يوم حزين فوجئت الزوجة بمحضر يدق بابها ويسلمها ورقة طلاقها الغيابي.. الزوج هجرها مع اولادهما وتركهم يواجهون الحياة وحدهم.. امتلأ المركب باطفاله فتركهم يواجهون الغرق وهرب عندما لم يستطع مواجهة الحياة معهم. الزوجة فشلت في التفاهم معه أو الحصول علي اجابة عن السؤال الصعب لماذا هذا الهروب.. لماذا الطلاق بعد زواج 03 سنة و01 ابناء.. سارعت لمحكمة الاسرة باسوان تطالب بنفقة متعة.. تعويضا عن طلاقها الجائر بدون رضاها بعد هذه السنوات الطويلة من الزواج.. محكمة أول درجة قضت بالزام الزوج بدفع 4 آلاف جنيه نفقة متعة.. الزوجة سارعت باستئناف الحكم لان المبلغ ضئيل مقارنة بسنوات الزواج الطويلة ودخل زوجها الجيد من عملين.. امام محكمة استئناف الاسرة باسوان برئاسة المستشار عبدالله الباجا بعضوية المستشارين احمد حلمي واكرم عبدالجواد بامانة سر ياسر عبدالحفيظ وقف الزوج ليؤكد انه اضطر لطلاق زوجته رغما عنه.. قال ان عمره اصبح 07 سنة بينما هي مازالت صغيرة وعمرها 64 سنة ولذلك لا يستطيع الاستمرار في هذا الزواج.. الزوجة اكدت انها لم تفكر مطلقا في هذا الامر ولم تطلب الطلاق ولا تريده.. صمت الزوج ولم يستطع الرد.. قضت المحكمة بزيادة مبلغ نفقة المتعة الي 81 ألف جنيه لتعويض الزوجة عن بعض ما عانته من هذا الطلاق الجائر بدون ذنب منها.