كل عام وانتم بخير أوشك الضيف الكريم أن يلملم أوراقه ويرحل. إسأل نفسك ولأسأل نفسي معكم ماذا فعلنا مع هذا الضيف الذي يأتينا مرة في العام، محملا بكل أنواع الخيرات ؟ مر أكثر من ثلثي رمضان، وهاهي العشر الأواخر منه قد إستظلتنا.. لاتبتئس لا زالت هناك ليال عامرة بالخيرات، ومن فضل الله علينا أن جعل فيها ليلة خير من ألف شهر. . إجتهد كي تنال بركات الله ورحماته في هذه الليلة، لا تتعب نفسك كثيرا في تحري ليلة القدر، هل هي اليوم أو غدا أو كانت بالأمس، رأيي أن توسع دائرة خيراتك وتجتهد في العبادة في كل الأيام العشر، هل هذا كثير؟ فاذا منّ عليك الله ، وصدقت طاعتك وابتغيت وجه ربك الأعلي، فسوف تنال ثواب 83 عاما من الطاعة والعمل الصالح .. ألا تريد أن تكون ممن يشملهم الله بعفوه وكرمه، ويعتقهم من النيران ؟ بالتأكيد أنا وأنت نتمني ذلك، فما السبيل إلي مغفرتك يالله؟ إلتقط أنفاسك قيلا من طلبات الدنيا الفانية، وأرح نفسك بالطاعة والتقرب الي الله، ولكن لاتنس وانت تدعو الله ألا تظلم أحدا، ولا تعطل مصلحة أحد العباد، فانت تتقرب الي الله بقضاء حوائج الناس، وليس العكس . إقرأ القرآن، ولا تعطل عملك، إجتهد في القيام.. المعادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة. أحدث نفسي قبل أن أحدث أحدا، ولا أحب أن ارتدي ثوب الواعظ، فانا لست أهلا لذلك.. فقط محاولة للحديث مع الذات بصوت عال. يارب : قلت وقول الحق إدعوني أستجب لكم يارب : ثبتنا علي الحق واليقين، وقد زاغت القلوب وتاهت العقول.. ثبتنا علي طاعتك، وأعنا عليها، وجنبني، شر نفسي. يارب أسألك الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل، وإبعدني عن النار.. اللهم تقبل واغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم.