لوحة زهرة الخشخاش واحدة من ابداعات الفنان العالمي »فان جوخ« الذي انتحر مغمورا ومفلسا.. ولا أظن أنه كان يمكن ان يتنبأ للوحاته أن تباع بالملايين وبعضها الذي لا يقدر بثمن وتتهافت عليها متاحف العالم وينافسها في ذلك لصوص اللوحات.. ومن المفارقات المدهشة ان لوحاته علي غزارتها وقيمتها الفنية العالية لم يبع منها طوال حياته سوي لوحة واحدة..! لوحة زهرة الخشخاش.. تعرضت للسرقة من قبل علي يد لص يدعي »حسن العسال« ثم أعيدت بعدها بقليل إلي المتحف بطريقة غامضة.. وتردد وقتها علي لسان أحد كتابنا الكبار أن الغرض من السرقة كان نسخ اللوحة.. واللوحة المستعادة هي النسخة المقلدة بينما اللوحة الأصلية هربت إلي الخارج.. ولكن ثبت عكس ما تردد.. وتنتمي اللوحة كما يقدر الخبراء إلي الإبداعات التي لا تقدر بثمن في التراث العالمي حيث يعتقد ان فان جوخ 3591- 0981 رسمها عام 7881 قبل 3 سنوات من انتحاره بطلق ناري. أما جوخ فقد عاش حياة قصيرة مأساوية »73 سنة« وهو يعاني سلسلة من الكوارث والهزائم النفسية حتي وصل إلي حافة الجنون.. وانتحر فقيرا مغمورا ولم يبع في حياته سوي لوحة واحدة.. لكن الهوس بأعماله.. جاء بعد موته وبتأثير من مأساوية حياته الشخصية، الذي انعكس علي اعماله وتقدر لوحاته حاليا بملايين الدولارات واشهرها »دوار الشمس« و»زهرة الخشخاش« و»البورتريهات الحزينة التي رسمها لنفسه ولآخرين وتبدو كأنها علي حافة الجنون والانهيار النفسي. و»جوخ« بدأ حياته بائعا للوحات في محل جيوبيل بمدينة لاهاي ثم نقل إلي فرع المحل بلندن، وهناك لاقي ناجحا لآخر مرة في حياته حيث كان يرتدي ثيابا أنيقة ويحيا حياة طيبة إلي أن وقع في حب أرسولا ابنة صاحب البيت الذي كان يقطنه والتي رفضت الزواج منه بسخرية بالغة وصدمته عاطفيا ليعيش لوثة عقلية. وظل يرسم، ويعرض رسوماته علي الفنانين الكبار، وذات يوم صدمه أحد الفنانين ويدعي انطون موف قائلا له: إن رسومك رديئة.. يا جوخ ودخل فان جوخ إلي مصحة سان ريمي لينسج آخر الخيوط في قصته الحزينة.. وفي شهر يوليو عام 0981 رحل فان جوخ بعد حياة خاطفة كالومض، عاش خلالها وهو يعاني سلسلة من الكوارث والهزائم النفسية حتي وصل إلي حافة الجنون. أما سرقة اللوحات الفنية غالية الثمن والقيمة فانها ظاهرة تعاني منها معظم الدول التي تقتني مثل هذه الاعمال وكان آخرها ما اعلنته الشرطة الفرنسية في شهر مايو الماضي من ان لصوص الاعمال الفنية سرقوا لوحات لبابلو بيكاسو وفرناند ليجير وهنري ماتيس وجورج براك واماديو موديلياني ثمنها 005 مليون يورو من متحف في العاصمة باريس.. وقد وصلت سرقات اللوحات والأعمال الفنية حد ان تم إنشاء جهاز مركزي فرنسي، عام 5791 ضد الاتجار في الممتلكات الفنية، ويمتلك الجهاز قاعدة من البيانات تدعي »تريما« تمت تغذيتها بأكثر من 08 ألف صورة لأعمال فنية اختفت عن الانظار وبالاضافة إلي هذا الجهاز، فتحت الشرطة الدولية »الانتربول« في الصيف الماضي مجموعتها من صور الاثار والمنحوتات واللوحات المسروقة لتكون تحت تصرف عموم الناس وهي مجموعة تضم 43 ألف قطعة نهبت من 511 دولة.