جمعية المساعي المشكورة صاحبة الريادة في التعليم في مصر منذ نهاية القرن الثامن عشر .... لذا فتاريخ النهضة التعليمية في المنوفية ارتبط إرتباطاً وثيقاً بهذه الجمعية العريقة منذ انشائها رسمياً 1892 " أم الجمعيات الاهلية " أي قبل مائة وعشرين عاما. ولعل إهتمامي بهذه الجمعية والكتابة عن دورها الرائد ...كان نتيجة لتعلقي بعلماء كثيرين ورجال فكر وثقافة وإعلام تخرجوا من مدارسها ... ولقد زاد اهتمامي بها أكثر حينما حصل ابنائي علي شهاداتهم الثانوية العامة من مدرسة مبارك الثانوية التابعة للجمعية والتي تشرفت برئاسة مجلس أمناء التعليم والاباء والمعلمين لها ولمدارس المنوفية لخمس سنوات متصلة ... تلك المدرسة التي تبرع بأرضها وساهم في اقامتها كصرح تعليمي بالمنوفية بالاضافة لمقر لائق بالجمعية السيد الرئيس محمد حسني مبارك أحد أبناء وخريجي مدارسها ( المساعي المشكورة ) في عيدها المئوي سنة 1993 . وبذلك حافظ علي كيان الجمعية وأرتقي بها ... وقدم الكثير من المساهمات للمحافظة علي المدرسة الثانوية العسكرية للمساعي التي أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية منها 2005 كأول رئيس مصري منتخب فأصبحت الجمعية مزاراً لكل زوار المنوفية ليشاهدوا عراقة التاريخ والحاضر والمستقبل المتمثل في ثاني جمعية أهلية انشئت في مصر المحروسة باياد بيضاء لباشوات وباكوات مصر من كبار عائلاتها امثال آل أبو حسين وآل حبيب وآل الجزار وتولي رئاسة مجلس إدارتها عبد العزيز باشا فهمي رفيق سعد باشا زغلول وقاضي قضاه مصر. ومما زادني حقيقة إرتباطاً بالجمعية علاقتي الكريمة بمجلس إدارتها برئاسة المستشار حامد عبد الدايم والذي لا تفوته مناسبة الا ويقدم كل جديد من أجل الجمعية لذا فأنني اليوم أقدم له ولاهل المنوفية الكرام مفاجأة كبري ... للمؤسس الحقيقي وصاحب الرؤية الثاقبة لتواجد هذا الصرح العملاق في مجال التعليم علي أرض مصر ... وهو المرحوم القطب الشيخ أبو الغار الكبير وهو أحد أولياء الله الصالحين ... وصاحب المقام الكائن بالحي القبلي بمسجده بمدينة شبين الكوم. فقد ساقتني الاقدار لالتقي بالمهندس النابه سمير أبو الغار وهو حفيد للشيخ أبو الغار الكبير ومقيم في سويسرا منذ أكثر من 45 عاماً وأثناء حضوري لمؤتمر علمي بسويسرا ... قدم لي وثيقة الدعوة الاولي من الشيخ لأول لقاء لمؤسسي جمعية المساعي المشكورة عام 1891 بمنزل حفيده علوي بك الجزار ... فكانت فكرة انشاء الجمعية لتخليص أهل المنوفية من الجهل والفقر والمرض ... حيث كان التعليم مقصورا علي الاجانب والاغنياء ... فاستطاع هذا الشيخ النافع بدينه ودنياه من وضع اللبنه الأولي لهذا الكيان فاستجاب له الاخيار من أهل المنوفية وقاموا علي بناء أول مدرسة للمساعي المشكورة 1896 وثاني مدرسة للبنات علي مستوي مصر كلها سنة 1904 وأفتتحها الخديوي في ذلك الوقت كما أوقفوا علي التعليم مساحة ألف فدان من أجود الاراضي من ممتلكاتهم بالمنوفية والغربية لهذا الغرض النبيل ... وما زالت تحتفظ الجمعية بها لخدمة أبناء المنوفية في مجالات التعليم المتعددة.. ولا تفوتهم فرصة إلا وتجدهم زواراً وراعين لها ولمجلس إدارتها أمثال د. ناجي شتلة ود. ابراهيم فوزي ود. علي الصعيدي وهم من أهل الفضل ... كما هذا لاينسينا رجال أعمال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بتقديم الدعم المادي بلا حدود وعلي رأسهم رائد العمل الخيري في المنوفية المرحوم الحاج محمد كليلة الذي يعجز القلم عن ذكر فضله علي أهله بالمنوفية والجمعية خاصة. وبصفتي استاذاً جامعياً وباحثاً فقمت علي تدقيق هذه المعلومات من مصادر عدة ومما زاد تأكيدها هو تبرع آل الجزار بقصر علوي بك الجزار والذي يطل علي النيل (الرياح المنوفي)... كمقر دائم لجامعة المنوفية عام 1976 وتم ذلك علي أيادي الدكتور محمد أبو الغار نائب رئيس الجامعة وحفيد الجد الاكبر الشيخ أبو الغار . تلك الجامعة التي تضم الأن 22 كلية ومعهداً وتقدم العلم والخدمة ل 185 الف طالب من أبناء المنوفية ورسالتي هنا من منبر الأخبار الكريمة العريقة ايضاً الي مجلس إدارة الجمعية لتكريم اسم هذا القطب الكبير ... ودعوة حفيده المهندس سمير أبو الغار من سويسرا لحضور هذا التكريم في عيد الوفاء القادم للجمعية وتوثيق الدور العظيم لهذا الشيخ الكبير ضمن أصحاب الفضل علي هذه الجمعية. كاتب المقال : المشرف العام علي مركز الدراسات الوطنية ورئيس مجلس أمناء التعليم بالمنوفية