أكد فضيلة الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصي وزير الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الاسبق أهمية الدور التي تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة لرعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين . وأوضح فضيلته في محاضرة نظمها الاتحاد النسائي العام بمقره في أبوظبي الليلة قبل الماضية بالتعاون مع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم أن وقوف دولة الامارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الامارات الي جانب الشعب الفلسطيني عزز صمود شعبنا فوق أرضه العربية في مواجهة محاولات الطرد والتشتيت والاقتلاع التي تمارسها اسرائيل . وأشاد الشيخ سلامة في المحاضرة التي ألقاها علي مسرح الاتحاد النسائي العام بمنطقة المشرف بعنوان /أمهات يصنعن أمة/ بمكارم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام لتوفير الدعم والرعاية للاسر الفلسطينية واقامة العديد من المشروعات الخيرية مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس في المدن والقري الفلسطينية . وثمن مساندة الدائمة للمرأة الفلسطينية وتوفير الدعم للمشروعات الخاصة بالمرأة خاصة في مجال التعليم والتدريب ورعاية الاسرة والطفولة والصحة . وقال ان التقدم الكبير الذي حققته المرأة في دولة الامارات يؤكد حرص القيادة الحكيمة للدولة علي اشراك المرأة في صناعة المستقبل واعطائها المكانة التي تستحق في المجتمع . وأضاف ان قيادة الشيخة فاطمة بنت مبارك لمسيرة العمل النسائي في دولة الامارات علي مدي 35 عاما أثمرت بروز قيادات نسائية تميز الامارات علي المستوي العربي والعالمي ففي الدولة اليوم أصبحت المرأة الاماراتية في منصب الوزيرة والوكيلة وعضوة المجلس الوطني الاتحادي والقاضية والدكتورة والمهندسة وفي مختلف التخصصات التي تخدم خطة الحكومة للنهوض بالمجتمع . وذكر أن هذا الارث الكبير هو امتداد لنهج الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمة الله الذي حقق العدل والمساواة لابناء شعبه وأمته وأعطي للمرأة مكانتها لتصل الي ماوصلت اليه اليوم من تقدم وتطور . وأشاد بالدور الذي تقوم به دولة الامارات وحكومتها في دعم فلسطين والفلسطينيين منوها بالعديد من المؤسسات التي انشأتها الدولة لصالح أهل فلسطين كالمستشفيات والمساجد وبناء المدن والمدارس . وقال ان الامارات لها يد طولي في المحافظة علي المقدسات في فلسطين ويتجلي ذلك في حجم ونوعية المشاريع التي تنفذها منذ سنوات طويلة وحتي الآن ابتداء من ترميم المباني والاثار وبناء المدن السكنية والمساجد والمدارس والمستشفيات بالاضافة الي المشاركة في اعادة اعمار ما يهدمه الاحتلال . كما أشاد الشيخ سلامة بدور هيئة الهلال الاحمر التي تقوم بالكثير من المشاريع في مختلف المجالات في فلسطين وتقدم الدعم الاغاثي والانمائي للكثير من الاسر والمدن . وتحدث عن بطولات المرأة المسلمة عبر التاريخ وقال ان العديد من القادة المسلمين الذي قادوا الفتوحات الاسلامية ونشروا الدعوة الاسلامية حتي وصلوا بها الي النمسا والاندلس ووسط أوروبا هم صنع امهاتهم اللواتي غرسن فيهم البطولة والتضحية والفداء عملا بتعاليم الاسلام . وضرب أمثلة كثيرة علي دور المرأة المسلمة منذ فجر الاسلام وحتي يومنا هذا في التضحية والاستشهاد في سبيل الله دفاعا عن الدين لاحقاق الحق واعطاء الدروس والعبر بأن المرأة كانت عبر التاريخ الي جانب الرجل في السراء والضراء وخاصة في صناعة الرجال وتربية الابناء تربية صحيحة. وقال ان المسلمين عبر كل التاريخ ارتبطوا ارتباطا وثيقا ببيت المقدس وفلسطين مشيرا الي وجود خمسة انواع من ارتباط المسلمين بفلسطين بدءا بالارتباط العقائدي والارتباط التعبدي ومرورا بالارتباطين السياسي والتاريخي وانتهاء بالارتباط الحضاري. وشدد علي ان فلسطينوالقدس ملك لكل المسلمين مستعرضا ما تقوم بها سلطات الاحتلال والمستوطنون في البلدة القديمة بهدف تهويدها ومحو هويتها العربية والاسلامية. ولفت الي ان جدار الفصل العنصري طرد أكثر من 80 ألف فلسطيني وحرمهم من السكن في المدينة المقدسة بالاضافة الي مصادرة الهويات وطرد المقدسيين وفرض الضرائب الباهظة في حالة البناء او تجديد المباني في القدس مما يضطر اهلها لمغادرة المدينة بالاضافة الي سياسة الاستيطان. وقال ان هناك حفريات كبيرة تتم منذ سنوات تحت المسجد الاقصي وهو ما ينذر بالخطر وقد يعرض المسجد للانهيار اذا استمرت تلك الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال مشيرا الي قصة المرأة المقدسية التي هدموا بيتها بعد رفضها عرضا بشرائه مقابل 15 مليون دولار نظرا لوقوعه في بقعة استراتيجية بالنسبة للمسجد الاقصي فنصبت خيمة الاعتصام .. مشيرا الي أن هذا الحادث هو مثال فقط ورمز لصمود المقدسيين والفلسطينيين. وتحدث في محاضرته عن دور دولة الامارات في الدفاع عن عروبة القدس موضحا ان الدولة اقامت مشروعات سكنية ضخمة هناك وقال فضيلته / لن ننسي أبداً مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإعمار مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة المهد حين تعرضا للقصف الاسرائيلي في رمزية تعبر عن روح التسامح التي يتحلي بها شعب الإمارات/. وأشار الدكتور يوسف جمعة سلامة إلي أن الأمتين العربية والإسلامية تربطهما بفلسطين عدة اعتبارات من أهمها الارتباط العقائدي والارتباط التعبدي وذلك كون الصلاة بالمسجد الأقصي تعادل خمسمائة صلاة وكونه قبلة المسلمين الأولي ولفت الي ان الارتباط السياسي والتاريخي والحضاري بين الأقصي وسائر أصقاع الإسلام في العالم مشيرا الي تعرض الأقصي وفلسطين لتغيير التوزيع الديمغرافي في القدس كي تميل كفتها لصالح اليهود متبعين لذلك طرقا عديدة. وأكد أن قيام الأمة بدورها في الحفاظ علي المقدسات ومساعدة سكان القدس علي ذلك سيكون رافعة كبيرة للحفاظ علي عروبة وإسلامية القدس . ودعا الدول العربية والاسلامية لأن يكون هناك تفعيل لكل ما من شأنه الحفاظ علي الهوية المقدسية من خلال أساليب عديدة مثل إنشاء توأمة بين المؤسسات العاملة هناك ومثيلاتها في الدول العربية علي سبيل المثال .. مستشفي المقاصد في القدس يكون هناك توأمة مع مستشفي آخر و الغرفة التجارية في القدس مع غرفة تجارية أخري . ودعا للمساهمة في إقامة المشاريع السكنية هناك مما يدعم أهلها المرابطين هناك وييسر لهم وسائل الحفاظ علي هوية القدس العربية والإسلامية كما دعا وزارات التربية والتعليم والجامعات في البلدان العربية والإسلامية أن تقيم الندوات وحلقات البحث كي يعرف النشء عن هذه المدينة المقدسة وتربطهم بها . وأكد أن المسجد الأقصي المبارك كان قبلة المسلمين الأولي منذ أن فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج وظلت كذلك حتي أمر الله المؤمنين باستقبال الكعبة المشرفة .