بعد أيام قليلة من تكريم جنوب افريقيا لمانديلا »19 عاما« علي شجاعته خلال سنوات الكفاح ضد النظام العنصري الأبيض.. ومرور 02 عاما علي إطلاق سراحه من السجن، جاءته الطعنة ممن كانت أقرب الناس إليه.. زوجته السابقة ويني مانديلا.. ويني انتقدت بمرارة في حديث نشرته صحيفة إيڤننج ستاندر البريطانية مانديلا، رمز الكفاح الاسطوري ضد العنصرية. وقالت انه خذل السود ووافق علي اتفاق سييء لهم، وإن حياتهم لم تتحسن كثيرا عما قبل.. وقالت انها لم تغفر له قبوله جائزة نوبل للسلام وسيره بجانب سجانه دي كليرك اخر رئيس أبيض لجنوب افريقيا والذي شاركه الجائزة.. ووصفت الاسقف ديزموند توتو الحائز أيضا علي نوبل للسلام بانه مختل العقل وقميء. حديث ويني للصحيفة البريطانية اثار ضجة كبيرة. مما أدي إلي نفيها بأنها أدلت بحديث لنادرة نيپول.. زوجة الكاتب سير نيپول الحائز علي جائزة نوبل للادب.. ووصفت ويني الحديث انه مفبرك ومحاولة لتقويض وحدة اسرتها وتراث مانديلا ومكانته العالمية. صحيفة »إيڤننج ستاندر« تصر ان نادرة نيبول أجرت الحديث بالفعل في سويتو في قصر ويني المقام فوق التل، وأنها زارتها مع زوجها الكاتب سير نيبول، والتقطا صورة تجمع بينهما وبين ويني، وقد نشراها مع الحديث. تقول نادرة وهي صحفية بارزة انها سألتها عن تجاربها.. وهل هي راضية بالطريقة التي تسير بها الأمور في جنوب افريقيا.. فردت »في الحقيقة لست سعيدة«.. ويلمح مقربون من ويني ان الحديث كان مجرد دردشة في جلسة خاصة« وتقول نادرة ان جدران قصر ويني مليئة بصور مانديلا ودرجات فخرية ورسائل.. وإن احد مقدمي البرامج الشباب المشهورين في جنوب افريقيا هو الذي كان واسطة خلال هذا اللقاء وهو في الاربعينيات من عمره ويدين بولاء شديد لويني.. ووصف كيف تربي اجيال من السود علي يديها وكيف واجهت الخوف والمخاطر واهانات النظام العنصري والهوان وخيانات من حولها.. وكيف وضعت تحت الاقامة الجبرية سنوات في منزلها.. وفي منفي داخل جنوب افريقيا علي حدود ولاية أورانج لمدة 8 سنوات بعيدا عن طفلتيها من مانديلا. ويني الآن عضو في برلمان جنوب افريقيا عن حزب المؤتمر الافريقي وفي اللجنة التنفيذية.. وكانت قد استقالت من البرلمان في 3002 بعد ادانتها بخطف وتعذيب والامر بقتل الصبي الاسود ستومبي (41 عاما) وتم الحكم عليها بالسجن 6 سنوات .. إلا ان الحكم تحول في الاستئناف إلي دفع غرامة مالية. كما اتهمت بالتزوير والسرقة وحكم عليها بالسجن أيضا مع ايقاف التنفيذ.. وقد اعتذرت في لجنة المصالحة لأم ستومبي.. وكذلك لأسرة الطبيب الذي أمرت بقتله بعد رفضه التغطية علي قتل ستومبي. رغم خياناتها المتكررة الا ان مانديلا كان مستعدا لمسامحتها.. فالظروف القاسية التي عاشتها كانت شديدة الصعوبة إلا انها لم تتجاوب معه. قد تكون ويني امرأة فاسدة ومتعجرفة وسلطوية ضلت طريقها.. ولكنها مازالت أم الشعب التي أبقت شعلة النضال مستمرة طوال سجن زوجها.