قرر الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم تعليق حواراته مع شريكه في التحالف الوطني ائتلاف دولة القانون إلي حين قيام الأخير بترشيح شخص آخر غير رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة.وقال مصدر في الائتلاف الوطني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الائتلاف قرر "تعليق الحوارات مع دولة القانون لحين استبدال مرشحهم نوري المالكي" مطالباً "بضرورة الإسراع بتقديم مرشح بديل عنه".وأكد المصدر أن الائتلاف "يعلن تمسكه بالتحالف الوطني باعتباره الكتلة النيابية الأكثر عدداً". وفي غضون ذلك،كشفت تقارير أن المالكي منح الضوء الأخضر والحق لقيادات حزبه للبحث عن بديل كمرشح لرئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة. وذكرت وكالة الانباء الالمانية ان قرار المالكي يأتي قبل يومين من عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي وسط قلق سياسي من تدخل الأممالمتحدة في تشكيل حكومة انقاذ او حكومة انتقالية.وتحدثت التقارير عن "فتح حوارات ونقاشات جدية داخل حزب الدعوة للبحث عن بديل لمرشحهم الي منصب رئيس الوزراء من ائتلاف دولة القانون.ويواجه المالكي الذي يسعي الي تجديد ولايته اعتراضات كبيرة من "الائتلاف الوطني" و"قائمة العراقية". وأشار مصدر مطلع الي ان "من الضغوط التي تقف وراء هذه الخطوة شعور المالكي شخصياً بالإحراج من اقتراح يعتزم الائتلاف الوطني التقدم به لحل مشكلة اختيار المرشح من خلال الاستئناس برأي المرجعية للفصل في الخلافات القائمة بين الطرفين اضافة الي فشل آخر محاولة لوفد رفيع من الحزب ضم القياديين طارق نجم السعدي مدير مكتب المالكي وعبدالحليم الزهيري لإقناع مقتدي الصدر القبول بالمالكي رئيساً للوزراء لولاية ثانية". وكشف المصدر ان "هناك تنافساً حاداً داخل حزب الدعوة علي المرشح البديل بين علي الأديب الرجل الثاني المدعوم من القيادات والتنظيم القديم وطارق نجم الذي رشحه المالكي" وقال إن "الكفة الآن تميل لمصلحة الأديب". ومن جانبه،استبعد زعيم قائمة العراقية إياد علاوي أن يتدخل المجتمع الدولي في تشكيل الحكومة من خلال قرارات يصدرها مجلس الأمن الدولي في اجتماعه المقرر بعد غد الأربعاء. وأعرب علاوي عن اعتقاده بأن يصدر مجلس الأمن بيانا يؤكد فيه علي ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وربما يؤكد علي ما قرره مجلس النواب بأن تكون هذه الحكومة لتصريف الأعمال. ودعا علاوي الكتل السياسية إلي إبقاء الأبواب والحوارات مفتوحة والإسراع بتشكيل الحكومة قائلا إن قائمته ستتخذ "مجموعة من الإجراءات في الأسبوع القادم" ضمن مساعي الإسراع في تشكيل الحكومة. وفي سياق متصل،اتهم هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم واشنطن بتعطيل تشكيل الحكومة بإصرارها علي أن تشكل الكتلتان الرئيسيتان الفائزتان في الانتخابات ائتلافا حكوميا مما يتيح لجيران العراق التدخل في شئونه. وقال العامري ان الولاياتالمتحدة تضغط علي القادة العراقيين لتشكيل حكومة من الكتلتين الرئيسيتين اللتين يتزعمهما رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي.واتهم العامري واشنطن بالسعي لإقصاء الكتل الاخري بما فيها منظمة بدر التي فازت بأحد عشر مقعدا في البرلمان. ومن جهة أخري، رجح القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان أن يبدأ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز زيارة إلي بغداد الأسبوع الجاري لبحث عدة قضايا قد يكون علي رأسها تشكيل الحكومة العراقية. وميدانياً،قالت السلطات العراقية إن إجمالي عدد القتلي في العراق خلال شهر يوليو الماضي بلغ 535 قتيلاً مما يجعله الشهر الأكثر دموية منذ أكثر من سنتين. وقال تقرير صادر عن وزارات الصحة والدفاع والداخلية إن بين القتلي 396 مدنياً.