أسعدني الحظ حضور مراسم افتتاح مهرجان الزهور وواجب الاشارة إلي أن هذا المهرجان بالغ الاهمية عندهم فرئيس مجلس الوزراء والوزراء يفتتحوهن ومعهم السفراء والدبلوماسيون وجميع وسائل الاعلام والفرق بين هذا المهرجان المبهر ومعرض الربيع لدينا بمصر والذي يحتل نصف حديقة الاورمان بالجيزة ان معرضنا واقعي هدفه البيع وليس العرض لذلك يجب تغيير اسمه إلي سوق الربيع للزهور والنباتات. عودة لمهرجان الزهور بعاصمة ماليزيا فبعد الانتهاء من مراسم الافتتاح داخل خيمة عملاقة تحرك المسئولون وضيوفهم للتجول وسط جنة من الزهور والورود والنباتات الغريبة والأشجار والشجيرات بجميع أنواعها المنتشرة علي وجه الكرة الارضية وهي نزهة مبهرة حقا شاهدت فيها اكبر تشكيلة من زهور السحلبية أو الاوركيدز وهي من أغلي زهور العالم ومنها أكثر من خمسمائة جنس تتميز بالوان رائعة واشكال جميلة غريبة وهي نبات اما هوائي أو أرضي. كما استمتع الحاضرون بالتنزه وسط تشكيلات هندسية بمساحات شاسعة مشكلة من جميع انواع الزهور والنخيل والاشجار ومساحة ارض هذا المهرجان تساوي مساحة حديقة الاورمان بالكامل وفي الطرف البعيد لارض المهرجان يوجد جدار نباتي فاصل بمدخل خاص تم تخصيصه للبيع فقط وفيه العديد من المنافذ المعروض فيها البذور والنباتات والاشجار والنخيل وأيضاً المنتجات الحرفية التي برع فيها أهل ماليزيا مثل الحفر علي الخشب ومنتجات الالياف النباتية والحصير والفخار وكل ماهو مرتبط بالارض والطبيعة مع وجود مطعم وخدمات اخري اساسية لخدمة زوار المهرجان والذي يدوم شهرا كاملا. مع اشارتي الي الاسلوب المبتكر الذي اتبعوه هذا العام لإعلان الافتتاح الرسمي للمهرجان فبعد الانتهاء من القاء الكلمات القصيرة صعد ساحر علي خشبة المسرح وقدم لقرينة رئيس الوزراء شتلة نبات صغيرة وطلب منها وضعها داخل قفص مثل قفص الطيور فنفذت مطلبه ثم قام بتغطية القفص امامنا جميعا بصندوق اسود تم رفعه بعد ثانية واحدة لنجد داخل القفص شجيرة مكتملة النمو مما اثار اعجاب وتصفيق جميع الحاضرين. ثم تحرك رئيس الوزراء ورفاقه الي مصطبة وسط حديقة زهور جميلة ليجلس الجميع علي الارض حول تشكيلة من جميع فواكه ماليزيا المنسقة علي اطباق من الخشب ويتناولون باسلوب رمزي بعضا من هذه النعم الالهية ثم ينهضون لتبدأ مراسم التجول. بعد هذه المقدمة المطولة اركز علي المؤتمر الدولي للسياحة البيئية والذي مثلت وزارة السياحة فيه فكما ذكرت شارك في هذا المؤتمر ست وعشرون دولة اجمعت علي ان نشاط السياحة البيئية تنبثق منه سياحة المغامرات والعزلة وسياحة الطبيعة بجميع اشكالها وتضاريسها وسياحة السفاري للاستمتاع بمراقبة كائنات الغابات والاحراش والصحراي ومراقبة الطيور وسياحة زيارة المجتمعات المحلية والنائية للاستمتاع بمشاهدة العادات والتقاليد والمنتجات الحرفية اليدوية المميزة مع الاقامة بمساكن المحليين والاستمتاع بتناول وجباتهم المحلية وما يلحق ذلك من الاندماج لعدة أيام في حياتهم الواقعية مثل اطعام الدواجن وحلب البقر والجاموس وزرع الاشجار وبذور المحاصيل الزراعية وتصنيع الفخاريات وتصنيع الكليم والسجاد والحصير مع الحرص التام والالتزام بعدم الاضرار بالبيئة وتفادي الاحتقان السياحي واحترام عادات وتقاليد المضيفين والمشاركة في نشر الوعي البيئي وصقل الحرف التقليدية مع نشر الخضرة اينما ذهبوا مع افادة المحميات بأنواعها وضمان دخل مناسب لسكان مناطق الجذب وباختصار السياحة البيئية هي أرفع مستوي للسلوك السياحي اليوم. وقد اكد معظم مندوبي الدولة المشاركة علي نجاح برامج السير السياحي اي التجول علي الاقدام وسط الوديان والغابات والمزارع والقري والجبال للاستمتاع بالتنوع النباتي والجيولوجي والحياتي ومواقع مساكن السكان المحليين وقد واجهت العديد من الاسئلة بعد القاء محاضرتي وعرض فيلم عن امكانيات مصر في هذا المجال فأكدت للجميع ثراء مصر بهذه الامكانيات الطبيعية مثل ما هو في محمية سانت كاترين جنوبسيناء والغنية جدا بالوديان والنباتات الصحراوية والطبية النادرة والطيور والقبائل وأشرت الي مراكز الزوار التي قام جهاز شئون البيئة بتشييدها بعدد من المحميات ومراكز اكثار النباتات النادرة ورحلات السير بمحمية الصحراء البيضاء ومحمية الريان ووادي الحيتان والتي تعتمد جميعها علي السكان المحليين.