دعا أحمد ابو الغيط وزير الخارجية الدول والجهات المانحة والمجتمع الدولي ببذل كافة الجهود المخلصة من أجل انجاح مؤتمر إعادة إعمار دارفور وتقديم التعهدات اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة بالمؤتمر، واضعين نصب اعينهم الامال التي يعلقها أبناء دارفور علي المشاركين من أجل تحقيق مطالبهم الاساسية في توفير الحياة الكريمة التي يستحقها أبناء السودان الشقيق في دارفور ، ومن أجل بث الطمأنينة في قلوبهم ودعوتهم للعودة الطوعية الي ديارهم التي فارقوها في خضم الازمة . جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار دارفور ( التنمية من اجل السلام ) بمشاركة أحمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي ، والدكتور أكمل الدبن أحسان أوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وعمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية ، وتابو مبيكي رئيس اللجنة الافريقية رفيعة المستوي المعنية بالسودان ، وابراهيم جمباري المبعوث الخاص المشترك لسكرتير عام الاممالمتحدة ورئيس المفوضية الافريقية في دارفور وأحمد محمد علي رئيس البنك الاسلامي للتنمية وميني ميناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني الذي رأس وفد السودان وحوالي 57 دولة من أعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي والدول المانحة ومنظمات المجتمع الدولي . وقال ابو الغيط في افتتاح المؤتمر أن الدعوة لعقد هذا المؤتمر من منظمة المؤتمر الاسلامي ، وبمشاركة مصر وتركيا في رئاسته لهو خير دليل علي أن قضية دارفور لا تزال في قلب اهتمامات عالمنا الاسلامي والمجتمع الدولي ، وأن العالم الاسلامي بالتعاون مع الدول المانحة الصديقة لن يتواني عن تقديم الدعم لاشقائنا في دارفور لتحقيق مطالبهم العادلة في التنمية والاعمار ، مشددا علي أن رئاسة مصر لهذا المؤتمر هي تأكيد وتثبيت لواقع لا جدال فيه ، وهو ارتباط مصر الاصيل بالسودان وشعبه ، وهو الارتباط الازلي الذي يضرب بجذور راسخة في تاريخ شطري وادي النيل.. وقال ابو الغيط أن مصر دعمت وسوف تدعم أي جهد أقليمي أو دولي يصب في مصلحة تسوية الازمة في دارفور وتحقيق السلام لافتا الي أن الفترة الاخيرة شهدت حراكا سياسيا ملحوظا لوضع نهاية لهذه الازمة منها الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس التشادي أدريس ديبي. وأكد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي أن الوضع الحالي في اقليم دارفور يحتاج الي جهود متضفرة والتعاون مع الحكومة السودانية .. وقال: ان تركيا تدعم بشكل كامل الجهود المبذولة من أجل التوصل الي سلام شامل في دارفور , مشيدا في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها قطر لتحقيق هذا الأمر. وأعرب د. اكمل الدين إحسان أوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عن شكره للرئيس حسني مبارك والحكومتين المصرية والتركية لعقد هذا المؤتمر وذلك لبحث توحيد الجهود والامكانيات لاعمار وتنمية دارفور . وأكد في كلمته أن اصبح السلام حقيقة ماثلة نلمسها في التطورات الايجابية المتسارعة لحركة المفاوضات السياسية ونشهد آثارها الايجابية علي ارض دارفور خاصة والسودان عامة مشيرا الي أن المنظمة ظلت تتابع وتساهم بايجابية في تحقيق الامن والاستقرار في اقليم دارفور منذ اندلاع النزاع حيث ساهمت في تحريك العملية السياسية عبر اتصالاتها مع الحكومة السودانية وزياراتها المتكلالاة لاقليم دارفور ومشاركتها المستمرة في الجهود الدولية والاقليمية من اجل تحقيق السلام والاستقرار. وأكد عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية أن التضامن والتكامل الهادف الي إعادة إعمار وتنمية دارفور عمل مطلوب وعاجل وهو ما تقوم به الجامعة العربية بالفعل وهو ما نهنئ به مصر وتركيا ومنظمة المؤتمر الاسلامي بمناسبة إنعقاد هذا المؤتمر الذي يشكل منطلقا هاما في العمل المشترك من اجل إنهاض دارفور. وقال موسي أن التعاون بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات غير حكومية المعنية بالوضع في دارفور خطوة هامة جدا ونعول كثيرا علي تعهداتها وإسهامها في رفع المعاناة الانسانية وإطلاق عملية تنموية تسير جنبا الي جنب مع العمل القائم والمستمر علي إتساع دارفور من خلال تنفيذ مشروعات تغطي الممحاور الحيوية للعملية التنموية في مجالات البنية الاساسية والمياة والصحة والتعليم والزراعة والطاقة والتصنيع الزراعي والتأهيل وغيرها من المجالات التي تمس عصب عملية إعادة البناء والإعمار. وقال ان هذا المؤتمر يأتي في لحظة سياسية فارقة تجمع في ظلها العمل العربي والافريقي والدولي في حركة جماعية من أجل دفع المحاور السياسية والامنية والتنموية معا بنجاح وذلك بالتوافق مع حكومة السوادن. وطلب موسي من المشاركون في المؤتمر جميعا ان يرسلوا برسالة سلام الي كل الاطراف المتنازعة نناشدهم فيها بنبذ الاحتكام الي السلاح وعدم اللجوء الي العنف والقوة والتوجه الي الاخذ بلغة الحوار القائمة علي العقل والمنطق وتبادل الالتزامات في إطار العملية السياسية التفاوضية القائمة في الدوحة وذلك بهدف التوصل الي تسوية دائمة ونهائية للأزمة في دافور بإعتبار ذلك هو الخيار الوحيدة الذي يمكننا من دفع مسيرة إعادة الاعمار والبناء وعودة أهل دارفور الي ممارسة حياتهم الطبيعية بعزة وكرامة . من جانبة أكد ثامو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق ورئيس لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الافريقي علي أهمية القرارات التي سوف تصدر عن المؤتمر في محاولات حل الأزمة في دارفور وحل النزاع في الاقليم . وقال : ان النزاع في الاقليم كان له اثر سلبي وأدي الي العديد من القتلي وجعل الالاف من سكان الاقليم يعانون من الفقر والتهميش مما أدي إلي تفاقم الوضع في دارفور.