الأم.. كائن استثنائي لا يشبه أي كائن حي آخر.. رغم وجود ملايين الامهات ولكن كل أم حالة خاصة.. هناك أمهات بالفطرة ربما لم يلدن وربما لم يتزوجن.. لكن قلوبهن عامرة بالحب والعطاء أكثر من الأمهات الحقيقيات..! الامومة هبة من الله -عز وجل- كرم بها المرأة فجعلها تعطي الحياة أطفالا يعمرون الأرض ووضع في قلبها رقة وحنانا تجاه صغيرها بما يضمن حفاظها علي حياته، واستعدادها للتضحية من أجله بحياتها ذاتها ولهذا فالامومة اقوي الغرائز الانسانية علي الاطلاق، ونحن لا نتعجب كثيرا لأم ماتت من أجل صغارها لكننا نستنكر ونضرب كفا بكف لأم جاحدة تمثل استثناء من قاعدة الحب الفطري. الأمومة تغير حياة الزوجات وتغير نظرتهن للحياة منذ بداية شعورها بتكون الجنين وبداية حركته في احشائها وصورته المهزوزة وهو ينمو وتظهر اعضاؤه من خلال الاشعة التليفزيونية. وآلام المخاض التي لا ترحم لكنها تنتهي بالجائزة الكبري التي طال انتظارها بالمولود الذي كان حلما فأصبح كائنا بشريا تحمله بين يديها لتكتشف أنه أغلي مخلوق لديها رغم وجود كثيرين من الاحياء، ومع أول كلمة ينطقها واول سن يظهر في فمه وبكائه الذي لا يضاهي اجمل النغمات.. والحرمان من النوم والارهاق الدائم اللذيذ.. ومع الايام والسنوات يتحول الاولاد من امتداد معنوي لامتداد مادي يصبحون أيادي وأقداما وتكف الأم عن الحلم لنفسها لتتحول أحلامها لهم وبهم ودعواتها تحرسهم أينما ذهبوا. وتضع نفسها في نهاية طابور المطالب وكأنها ورثت جينات غريبة اسمها »إنكار الذات« تجري في دمها من الجدة للأم الي البنت وترجع لأمنا حواء.. الام لا تنتظر الا العرفان لا الهدايا فإذا كنت من سعداء الحظ الذين لاماالت أمهاتهم علي قيد الحياة فقبل يديها واجلس عند قدميها.. وأقر عينها بكلام الوفاء واسعد بدفء حبها فربما لا تجدها غدا.. فلا يعرف قيمة الأم الا من فقدها فليرحم الله أمي وجميع الأمهات في عيد الأم.