الطرق الجديدة تمثل محور التنمية الشاملة بالمحافظة الطرق.. هي شريان الحياة لإقامة أي مجتمع عمراني جديد، وعندما تكون هذه المجتمعات الجديدة بعيدة عن العاصمة كما هو الحال في الوادي الجديد فان أهمية وجود طرق بمواصفات عالية، تصبح أمرا لا غني عنه حتي يمكن للحياة ان تستمر في هذه المناطق، ورغم الظروف الجغرافية الصعبة لمحافظة الوادي الجديد، حيث تبعد عن القاهرة بأكثر من 058 كيلو مترا حتي مدينة الداخلة ووقوعها بين مرتفعات وعزلتها عن بقية محافظات مصر. ورغم عدم وجود شواطيء أو سواحل فإن هناك طريقين فقط يربطان محافظة الوادي الجديد ببقية أنحاء الجمهورية.. احدهما يتفرع من الطريق الصحراوي الغربي للصعيد عند الكيلو 073 في أسيوط حتي مدينة الخارجة أولي مدن الوادي الجديد علي بعد 512 كيلومترا والثاني يمتد من طريق مدينة 6 أكتوبر- الواحات البحرية حتي مدينة الفرافرة علي بعد 055 كيلومترا ثم يواصل إلي مدينة الداخلة علي بعد 053 كيلومترا. والطريقان »حارة واحدة« وبهما انحدارات كثيرة فضلا عن الانحناءات الخطيرة ويكفي ان طريق الواحات البحرية أصبح يسمي طريق الموت لكثرة ما يحصده هذا الطريق سنويا من ارواح. ونظرا لما يتحمله أبناء الوادي الجديد من معاناة في السفر ونقل البضائع لبعد المسافات وعدم وجود خطوط سكة حديد، واعتماد حركة السفر والنقل علي اتوبيسات النقل العام حلمت الجماهير بشق طريق عرضي بديل يصل مدن وقري الوادي المبعثرة في الصحراء الغربية بمدن وقري خط الصعيد لاختصار المسافات بدلا من الطرق الطويلة التي تمتد بمحازاة محافظات الصعيد شرقا وغربا حتي تصل للوادي الجديد، حيث ان مراكز المحافظة تمتد علي محور نصف دائري طوله 008 كيلومتر وتصل المسافة بين المركز والمركز إلي 053 كيلومترا. وبالفعل أعدت أجهزة التعمير العديد من الدراسات وقامت بعمليات استكشاف وسط الصحراء للوصول إلي انسب المسارات واقربها لشق طرق بديلة.. وتم إنشاء طريق يربط مدينة باريس بالوادي الجديد بمدينة الأقصر بمسافة 002 كيلومتر فقط بدلا من طريق باريس -الخارجة- أسيوط- الأقصر الذي يزيد طوله علي 006 كيلومتر تقريبا.. ونظرا لبعد مدينة الداخلة عن أسيوط ب005 كيلو متر فقد تم اكتشاف مسار في الصحراء يصل بين قرية تنيدة بالداخلة ومدينة منفلوط بأسيوط بمسافة 002 كيلومتر فقط أي انه يختصر 003 كيلومتر تقريبا من المسافة الحالية وبالتالي يختصر نفس المسافة للسفر للقاهرة لتصبح 055 كيلومترا بدلا من 058 كيلومترا الا ان هذا المشروع معطل منذ سنوات بسبب عدم اهتمام الدولة بالوادي لجديد. وأصبح طريق الداخلة/منفلوط يمثل احد المطالب الرئيسية لأبناء الوادي الجديد خاصة ابناء مدينة الداخلة. يقول د.محمد خليل نصر الله -عضو مجلس الشعب ان إنشاء طريق منفلوط/تنيدة الذي يربط الداخلةبأسيوط هو حلم يراود أبناء الداخلة منذ سنوات طويلة بل هو أكبر احلامهم علي الاطلاق فالهدف منه ليس ربط مدينتين بل اعادة الحياة إلي 312 مشروعا استثماريا كادت ان تتوقف بسبب مشكلة المنتجات وتسويقها فضلا عن تسويق منتجات شرق العوينات التي تجد صعوبة في نقلها إلي المحافظات الاخري وهذا بالطبع يضاعف من تكلفة الانتاج. ويشير محمد محمدين عضو مجلس الشعب عن دائرة الداخلة ان هذا الطريق أصبح حلما كبيرا طال انتظاره فهو ضرورة استراتيجية حيث سيوفر ملايين الجنيهات التي تنفق علي نقل البضائع والمنتجات ويوفر الجهد والوقت خاصة عناء السفر في أسيوطوالقاهرة كما انه سيسهل جذب الاستثمارات والمستثمرين للمنطقة خاصة في المجال الزراعي لوفرة المياه الجوفية وبالتالي توفير فرص العمل ويتساءل لماذا تبخل الدولة علي الوادي الجديد بطريق يحل جميع مشاكلها. ويؤكد العميد محمد هارون رئيس مركز الداخلة ان الطريق يعتبر شريان الحياة بالنسبة للداخلة وشرق العوينات ويجب ان تتدخل وزارة النقل لرصف الطريق الذي يساهم في زيادة الرقعة الزراعية حيث المياه الجوفية بمنطقة الداخلة تكفي لزراعة 08 ألف فدان فضلا عن استثمار الموارد الطبيعية مثل الاسمنت والرخام والطفلة والجرانيت والشب. ويقول أحمد حسين من أبناء الداخلة ان الطريق الجديد يختصر المسافة إلي 003 كيلومتر بدلا من 124كم حاليا كما سيساعد علي سهولة نقل المحاصيل الزراعية والخضر والفاكهة من مناطق غرب الموهوب والفرافرة لوادي النيل ومنها للقاهرة الكبري.. ويقول محمد عبدالله عضو مجلس محلي عن الداخلة ان عدم إنشاء هذا الطريق سيكون عائقا أمام حركة التنمية التي يحلم بها أبناء المحافظة وفي مقدمتها إنشاء شبكة طرق طولية وعرضية لربط واحتي الفرافرة والداخلة واقامة مجتمعات عمرانية جديدة علي جانب الطرق وبالتالي زيادة فرص الاستثمار وتوفير آلاف الفرص من العمل للقضاء علي مشكلة البطالة. ويطالب د.صالح عبدالكريم وزارة النقل بالتدخل لإنشاء هذا الطريق وان تشمل خططها إدراج هذا المشروع ضمن خطة التعمير للعام المالي الحالي مثلما تفعل مع الطرق العرضية الأقل أهمية. من جانبه أكد أحمد مختار محافظ الوادي الجديد ان المحافظة قامت باعداد دراسة لإنشاء طريق بين الفرافرة - ديروط بطول 382كم ويختصر المسافة 005كم كذلك المطالبة بإنشاء طريق بين مركز الداخلة ومركز منفلوط بطول 062كم ويختصر المسافة بنمو 002كم وان المحافظة علي استعداد لتخصيص الأراضي اللازمة مع ضرورة توفير الاعتمادات المالية اللازمة لإنشاء طريقي الفرافرة - منفلوط والداخلة- منفلوط حيث ان هذه الطرق لها أهمية استراتيجية تتمثل في تنشيط النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وتحقيق عائد اقتصادي يغطي الاستثمارات التي تنفق علي انشائه.